تأسس ليفربول طوال ما يقترب من العقد تحت قيادة مدربه السابق يورغن كلوب على أسلوبه المفضل الذي أسماه "الهيفي ميتال" "، حيث قام مساعده الأيمن بيب ليندرز ذات يوم بكتابة عبارة "الشدة هي هويتنا" خارج غرفة تبديل الملابس في ملعب أنفيلد رود.
اشتهر كلوب بأسلوبه المتهور (كما وصفه هو بنفسه) والسريع، الذي أذهل الفرق في كثير من الأحيان وعانوا أمامه، لكنه كان سببًا في خسارة لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الأخير للمدرب الألماني.
من أين جاء مفهوم الهيفي ميتال؟
ذات يوم صرح كلوب قائلاً لصحيفة الديلي ميل: "أرسين فينغر يحب امتلاك الكرة والتمرير، هذا أسلوب مثل الأوركسترا. لكنها أغنية صامتة. لكنني أحب موسيقى الهيفي ميتال أكثر، أحب الصوت العالي والموسيقى الصاخبة".
المعنى واضح أن كلوب لا يحب اللعب بأسلوب يشبه الأوركسترا ذات الإيقاع الهادئ، بل يحب الكرة الصاخبة.
يُستخدم المصطلح -الذي صاغه المدرب الألماني بنفسه- لوصف أسلوب كرة القدم القوي والهجومي الذي يلعبه فريقه. حيث عُرف ليفربول تحت إدارة كلوب بكرة القدم السريعة والهجومية مع تسجيل الكثير من الأهداف، ومع ذلك، فإن هذا مجرد عنصر واحد من عقيدة كلوب التكتيكية، حيث تتطلب فلسفته الكروية جهدًا جماعيًا كاملاً يتطلب قدرًا لا يصدق من التركيز والتنظيم والسرعة والبراعة.
من خلال استخدام استعارة الموسيقى لمقارنة نهجه التكتيكي المفضل بنهج المدرب الفرنسي، يشير كلوب إلى أنه يستمتع بنوع كرة القدم المكثف والسريع والحيوي.
تفضل فرق كلوب الضغط على خصومها لإجبارها على الوقوف في خطأ في مناطقها ثم بسرعة وبغمضة عين، استعادة الاستحواذ وتسجيل هدف دون إعطاء اللاعب المنافس الوقت لتدارك خطئه.
سلوت يقضي على الهيفي ميتال
قبل عام واحد من اليوم، كان ليفربول في صدارة الدوري الإنجليزي، بفارق خمس نقاط عن كل من أرسنال ومانشستر سيتي منافسيه الرئيسيين على اللقب. ثم حقق بطل الدوري مانشستر سيتي فارقًا قدره 14 نقطة لينهي الموسم متقدمًا بفارق تسع نقاط عن الريدز، بينما تقدم الغانرز على كتيبة كلوب بفارق سبع نقاط.
كان البعض يعتقد أن ليفربول في طريقه للقب، لكن بسبب أسلوب لعب كلوب، تعرض اللاعبون للإرهاق والإصابات، إضافة إلى تراجع مستوى محمد صلاح، والدفاع المتهالك، وبالطبع قوة مانشستر سيتي الذي لم يخسر بعد السادس من ديسمبر.
سلوت تعلم الدرس وتلاشى السلبيات
ليفربول اليوم تعلم الدرس، لم تعد هناك كرة القدم "الصاخبة"، بل يتم الاهتمام بالتفاصيل، فأسلوب سلوت يراعي حماية لاعبيه من الإرهاق الذي تسبب فيه كلوب بكرته وأسلوبه، وهو ما وصفه صحفي في الديلي ميل بقوله "لا وجود الآن لموسيقى الهيفي ميتال ولكن موسيقى الروك الناعمة".
ليفربول الآن ينجح في الفوز على الخصم من خلال أسلوب مدروس وهادئ، لا يجعل اللاعبين يستنزفون بدنيًا، وفي الواقع كان سلوت يطلب من لاعبيه الصبر في المباريات، وصرخ مرارًا وتكررًا لأخذ وقتهم في التمرير.
يجب أن يذهب التقدير أيضًا لروبن بيترز أيضًا، المعد البدني لسلوت الذي وُصف بأنه خبير في الوقاية من الإصابات، وهناك دليل قوي على ذلك حيث كان لدى فينورد أفضل سجل لتفادي الوقوع في الإصابات في أوروبا الموسم الماضي الذي عانى فيه الريدز من إصابة 21 لاعبًا، وهو ثاني أكبر عدد بعد توتنهام فقط بـ 22 لاعبًا.
تغيير في سياسات كلوب خارج الملعب
إضافة لتغيير أسلوب لعب الفريق، ألغى سلوت سياسة يورغن كلوب المتمثلة في بقاء الفريق معًا بالفندق في الليلة السابقة للمباريات على أرضه، بل مع عائلاتهم.
اقرأ المزيد
سُمح لأليكسيس ماك أليستر، الذي كان حاضرًا دائمًا، بعطلة مؤخرًا بعدما تم إيقافه لمباراتين حيث سافر إلى سانت موريتز في جبال الألب السويسرية. كما حصل فيرجيل فان ديك وريان غرافينبيرش ومحمد صلاح على عطلات عندما سافر ليفربول إلى ساوثهامبتون في كأس كاراباو الشهر الماضي.
