عبّرت الجماهير الجزائرية عن غضبها من وضعية منتخب كرة اليد، التي فجّرتها تصريحات اللاعب هشام داود المحترف في نادي بليار الفرنسي، وتراوح غضب الجماهير الجزائرية بين السخط والسخرية من وضعية المنتخب الذي يعاني دائما من غياب الدعم المادي والشروط اللازمة للتحضير الجيّد، وذلك قبل المشاركة في مونديال كرة اليد خلال الأيام القليلة الماضية.
قرعة النسخة الـ29 من مونديال كرة اليد أوقعت المنتخب الجزائري في المجموعة الثانية إلى جانب حامل اللقب العالمي، منتخب الدنمارك، بالإضافة إلى منتخبي تونس وإيطاليا، وتم تقسيم المنتخبات الـ32 المشاركة في مونديال 2025 إلى 8 مجموعات من أربعة منتخبات، وعقب مرحلة المجموعات تتأهل المنتخبات الثلاثة الأولى عن كل مجموعة إلى الدور الرئيسي للمونديال.
ويشارك المنتخب الجزائري في مونديال كرة اليد 2025 بعد حلوله في المركز الثاني خلال نهائيات كأس أفريقيا للأمم 2024، التي جرت بمصر عقب خسارته في النهائي أمام منتخب البلد المنظم (29- 21)، علمًا أن المونديال المقبل يجري في الفترة من 14 يناير/ كانون الثاني وحتى 2 فبراير/ شباط في الدنمارك والنرويج وكرواتيا.
وضعية كارثية لمنتخب الجزائر قبل انطلاق مونديال كرة اليد
فجّر نجم منتخب الجزائر لكرة اليد، هشام داود، مفاجأة من العيار الثقيل، حيث قال في تصريحات إعلامية، يوم الخميس، على هامش معسكر المنتخب الإعدادي للمونديال: "التحضيرات لكأس العالم ليست في المستوى، ولا يوجد أي طرف حاول الاستفسار عنّا أو التساؤل عن الإمكانات التي وضعت تحت تصرفنا".
وتابع: "حتى إذا حاولت المحاسبة لا يمكنك ذلك، هل تحاسب رئيسة الاتحاد؟ (كريمة طالب)، وهي التي لديها في الاتحاد الجزائري لكرة اليد ديون بلغت الـ28 مليار سنتيم (حوالي 1.2 مليون يورو)"، وأردف: "مستحيل محاسبتها، لا توجد إمكانات لتسألها عن النتائج".
وأكد: "لم نتلق أي دعم.. الفنادق لم تعد تقبل باستقبالنا لكثرة الديون ويمكن التحقق من ذلك، وكالات السفر والفنادق تدين للاتحاد الجزائري لكرة اليد وهذا يعرقل تحضيراتنا"، وأضاف: "كان لدينا معسكر في سلوفينيا لكن للأسف نصف التعداد لا يملك التأشيرة (حوالي 6 لاعبين). هل هذا أمر طبيعي بالنسبة لمنتخب وطني مثل الجزائر".
وختم: "صحيح لدينا حظوظ للعبور إلى الدور الثاني في مونديال كرة اليد لكن من المستحيل الوصول إلى هذا الهدف بمثل هذه التحضيرات".
وشغلت هذه التصريحات بال الجماهير الجزائرية وأثارت غضبهم في منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، وتراوحت تعليقاتهم ما بين الغضب والسخرية من وضعية منتخب الجزائر لكرة اليد، متسائلين عن غياب الدعم اللازم قبل هذا الموعد الكبير.
واستغربت الجماهير الجزائرية المعلقة على هذه الوضعية وغياب الدعم عن بعض الرياضات مقارنة بكرة القدم، حيث عقدوا أوجه المقارنة والمقاربة بين الميزانيات الضخمة للأندية والرواتب الفلكية لنجوم الدوري الجزائري للمحترفين، والميزانيات الضعيفة والمنعدمة لاتحاد مثل الاتحاد الجزائري لكرة اليد.
وتساءل الجزائريون عن سر تكرار مثل هذه الحالات في كل مرة قبل المواعيد الكبيرة، مؤكدين بأن المسؤولين عن الرياضة في الجزائر لا يعتبرون من الدروس السابقة، في وقت سخر فيه آخرون من هذه التصريحات وأكدوا بأنّها تمهيد للنتائج الهزيلة المتوقع تسجيلها في الموعد العالمي.
وزير الرياضة الجزائري يرفع معنويات لاعبي منتخب كرة اليد
قام وزير الرياضة الجزائري، وليد صادي، الذي يشغل في نفس الوقت منصب رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بزيارة معسكر منتخب الجزائر، في خطوة منه لرفع معنويات اللاعبين والاطّلاع على أجواء التحضيرات قبل خوض منافسات مونديال كرة اليد.
ونشرت الصفحة الرسمية لوزارة الرياضة في "فيسبوك" بيانًا جاء فيه: "تحسبًا لمشاركة المنتخب الوطني لكرة اليد (أكابر ذكور)، في مونديال كرة اليد 2025، المقررة من 14 يناير إلى 2 فبراير 2025، بالدنمارك والنرويج وكرواتيا، تنقل يوم الخميس 02 يناير 2025، وزير الرياضة السيد وليد صادي إلى مركز تجمع وتحضير النخبة الرياضية الإخوة سوكان في فوكة بولاية تيبازة".
وتابع البيان: "تواصل السيد الوزير عن قرب مع عناصر البعثة الجزائرية، وحثّهم وشجّعهم على بذل المزيد من الجهد لتحقيق أفضل النتائج في هذا الموعد العالمي الهام وتشريف الراية الوطنية عاليا. كما قام بذات المناسبة، بمعاينة المركز الذي أصبح قطبًا هامًا تستفيد منه حوالي 20 اتحادية رياضية وطنية، باعتباره يتوفر على جميع المرافق التي من شأنها الإسهام في صناعة أبطال المستقبل".