مع إعلان وزارة التموين والتجارة الداخلية، بداية موسم توريد قصب السكر بمصانع سكر أبو قرقاص بمحافظة المنيا، عادت إلى الأذهان الأزمة التي تعرض لها المصنع خلال العام الماضي، مما تسببت في توقفه لنحو شهرين، وهذا لأول مرة منذ 155 عام، مما أثار حالة من الجدل في الشارع المصري حول أسباب توقف إنتاج المصنع في الوقت الذي شهدت فيها السوق زيادة الطلب على السكر.
بداية أزمة توقف مصنع سكر أبو قرقاص
وبالرجوع بالذاكرة إلى عام مضى، وبالتحديد في شهر يناير 2024، وهو الشهر الذي تم فيه إعلان قرار غلق خط القصب بمصنع سكر أبوقرقاص، وهي المرة الأولى التي تتوقف فيها ماكينات الإنتاج عن العمل منذ عهد الخديوي إسماعيل، وهذا بسبب قلة المحصول المورد من القصب من المزارعين العام الماضي.
تاريخ إنشاء مصنع سكر أبو قرقاص
تم تشييد مصنع سكر أبو قرقاص بمحافظة المنيا في عام 1869، حيث شيده الخديوي اسماعيل باشا حكم مصر، على مساحة 84 فدان، ويعمل من خلال 3 ورديات مدة كل منها 7 ساعات متواصلة حيث يصل الإنتاج اليومي للوردية الواحدة 300 طن من السكر والذي يتم تعبئته بوزن 50 كيلو جرام للشيكارة الواحدة، وتتنوع المنتجات التي يقوم المصنع باستخراجها من عصر قصب السكر منها "السكر، الكحول النقي، خميرة للأعلاف الحيوانية، علف حيواني".
وبالرغم من أن مصنع ابوقرقاص بمحافظة المنيا، هو أقدم مصنع للسكر في مصر، والوحيد في الشرق الأوسط الذي يمتلك خط إنتاج مزدوج القصب والبنجر، إلا أن الأزمات طالته هو أيضا وتسببت في إعلان شركة السكر والصناعات التكاملية المصرية توقفه عن العمل لحوالي 60 يوما، لعدم توريد محصول القصب المتعاقد عليه مع مزارعي المنيا إلى مصنع سكر جرجا بمحافظة سوهاج، بسبب قلة القصب المورد، حيث تراجعت من 300 ألف طن إلى أقل من 10 آلاف طن، والتي لا تكفي لتشغيل المصنع خمسة أيام، وذلك بحسب تصريحات اللواء عصام البديوي رئيس مجلس إدارة مصانع السكر سابقا وقت الأزمة.
ومع زيادة شكاوى المواطنين من توقف المصنع لأول مرة منذ إنشائه في عام 1869، في الوقت الذي تشهد فيه الدولة أزمة في السكر، دخلت الحكومة على خط الأزمة لإيجاد حلول مناسبة له حتى يتمكن من العمل مرة أخرى، وبالفعل بعد شهرين، ليبدأ عمله مرة أخرى في يوم 16 مارس الماضي، وبدء شحن محصول البنجر من المناطق الزراعية لضخه في خطوط الإنتاج.
قلة توريد القصب للمصنع من الفلاحين
ووقتها قال اللواء عصام البديوي، إنه في محافظة المنيا يتم إنتاج 950 ألف طن قصب على مساحة 30 ألف فدان، يتم توريد 940 ألف طن منهم للعصارات العشوائية وغير المرخصة ومحال العصير بالقاهرة والجيزة، حيث تم توريد 10 آلاف طن فقط إلى مصنع أبو قرقاص مما أدى إلى نقلهم إلى مصنع جرجا لتصنيعهم هناك، مشيرا إلى أن قلة توريد القصب من الفلاحين للمصنع السبب في تحويل العمل بالبنجر ونقل كميات القصب لمصنع آخر.
منافسة غير عادلة وراء أزمة مصنع أبوقرقاص
أوضح البديوي، أن المنافسة في زراعة قصب المنيا بين شركة السكر بأبو قرقاص وعصارات العسل الأسود منافسة غير عادلة لأنها تستحوذ على 90 % من الإنتاج على الرغم من أنها غير مرخصة وتعمل بوسائل بدائية ولا تسدد الضرائب للدولة ولا التأمينات للعاملين بها فضلا عن عدم وجود قيود لسعر العسل الأسود على خلاف شركة السكر بأبو قرقاص التي تستجيب لرفع أسعار القصب بالنسبة للمواطنين.
تاريخ صناعة السكر من القصب فى مصر
وفي حالة الحديث عن بداية صناعة السكر في مصر، فإنها لها تاريخ عريق يعود إلى عام 710 ميلاديا، وكانت طرق صناعته بدائية وقتها، ومنذ عام 1818 ميلاديا بدأت صناعة السكر الحديثة فى مصر على يد محمد على باشا الكبير، والى مصر فى هذا الوقت، حيث قرر إنشاء معمل لتصنيع سكر القصب فى إحدى القرى التابعة لمحافظة المنيا فى صعيد مصر.
وكان محمد علي باشا، يمتلك وقتها مساحات كبيرة منزرعة بالقصب فى مزارعة الخاصة، واستقدم مهندسا إنجليزيا يسمى برايم، لإدارة هذا المصنع، وبعد وفاته استعان باثنين من الإيطاليين لتولى إدارة هذا المصنع، وفى عام 1834 تم إنشاء معملين آخرين فى محافظة المنيا، وقد استعان محمد على باشا فى عام 1846 بعدد من الفنيين الفرنسيين لتشغيل وإدارة هذه المعامل، وفى عام 1848 تم إنشاء 4 معامل أخرى لإنتاج السكر، توزعت فى الجيزة والمنيا وقنا.
انطلاق موسم لتوريد قصب السكر
ومع بداية الموسم الجديد بعد إنتهاء الأزمة، وعودة خطوط الإنتاج مرة أخرى لمصنع سكر أبو قرقاص، شهد اللواء عماد كدواني محافظ المنيا، انطلاق موسم لتوريد قصب السكر إلى المصنع، للعام الحالي 2025، حيث يأتي ذلك ضمن جهود المحافظة بكل أجهزتها المعنية في دعم المزارعين والتواصل معهم لتعزيز الإنتاج وتذليل العقبات وتقديم كافة التسهيلات لهم من أجل ضمان زيادة الإنتاج وتحقيق الاستدامة الزراعية التي تساهم في النهوض بالاقتصاد الوطني، وذلك في إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، بضرورة الحفاظ على الصناعة الوطنية والاستراتيجية للدولة.
أوضح المحافظ أن قصب السكر هو أحد المحاصيل الاستراتيجية التي تتميز بها المحافظة وتقدر المساحة المنزرعة حوالي 27 ألف فدان تقريبا، كما أوضح أن مصنع سكر أبوقرقاص، يعمل بطاقة إنتاجية 6 آلاف طن قصب يوميا، و6 آلاف طن بنجر يوميا، إلى جانب العديد من المنتجات الأخرى، التي يتم استخراجها من عصير قصب السكر، والتي تتنوع ما بين كحول نقي، وخميرة للأعلاف الحيوانية، وعلف حيواني.
الطاقة الإنتاجية لمصنع أبوقرقاص
وتبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية لمصنع أبوقرقاص نحو 38 ألف طن سكر قصب سنويا، و78 ألف طن سكر بنجر سنويا، وكحول 30 مليون لتر في السنة، وخميرة جافة 165 طنا، وحصل مصنع سكر أبوقرقاص على شهادات الجودة ISO 9001 + ISO 14001 + OHSAS 18001.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
