تعتبر تجربة مواجهة الأمراض الخطيرة، لا سيما السرطان، من التجارب العميقة والتحدّيات التي تترك أثرًا كبيرًا على حياة الأفراد،في هذا المقال، سأشارك تجربتي الشخصية مع سرطان الغدد اللمفاوية في البطن، وهي رحلة كانت مليئة بالصعوبات والصمود،تتمثل أهمية هذا الشرح في توعية الآخرين حول المرض، و الوعي بأعراضه وكيفية التعامل معه، مما يساعد في التشخيص المبكر والعلاج الفوري،سأستعرض في السطور المقبلة تفاصيل هذه التجربة الصعبة وأبرز الدروس المستفادة منها.
تجربتي مع سرطان الغدد اللمفاوية في البطن
عملي كمعلّمة وأم لثلاثة أولاد كان يمنحني نشاطًا كبيرًا، حيث كنت أتحرك كثيرًا في يومي،لكن مع بدء شعوري بألم في الظهر والإرهاق العام، لم أهتم كثيرًا بالأمر، ظننت أنه مجرد تعب عادي يظهر بسبب مشاغل الحياة،كنت في بداية الثلاثينات، وبالتأكيد كنت أعتقد أنني بعيدة عن مشكلات صحية ترتبط بالشيخوخة مثل إصابات الفقرات أو المفاصل.
استمر الأمر وهنا بدأت أفقد الوزن بشكل ملحوظ، ولاحظت تدني الطاقة في جسدي، لكنني اعتقدت أن ذلك بسبب التمارين الرياضية التي كنت أمارسها بانتظام،لم تكن لدي أي فكرة عن مدى خطورة الأمر،وبمرور عدة شهور، تفاجأت بظهور كتلة كبيرة في الجانب الأيسر من بطني، وهو ما دفعني سريعًا لزيارة الطبيب.
سارعت عند طبيبي المعالج، حيث طلب إجراء فحوصات دم وأشعة مقطعية،أجريت الفحوصات، وبعد عدة أيام تلقيت خبرًا من مركز الأشعة عن وجود كتلة مجهرية بالقرب من الطحال والعقد الليمفاوية، وكانت هذه اللحظة مفصلية في حياتي.
استبشر الطبيب بالنتيجة سيئة، مشيرًا إلى أنه يجب أن أذهب إلى مركز متخصص في السرطان، هنا بدأت رحلتي مع شعور الخوف والعزلة، فقد أخبرني الطبيب أن هذه الكتلة قد تكون سرطان الغدد اللمفاوية،بعد أخذ عينة من الكتلة، أكد لي الطبيب أنني أعاني من ورم ليمفوما هودجكين بطيء النمو،لم يكن مرضي قابلًا للشفاء التام، لكنني شعرت بعزم على القتال لمحاولة التغلب عليه.
بدأت جلسات العلاج الكيميائي، وقد مررت بتجربة مريرة من الأعراض الجانبية مثل فقدان الوزن الشديد، تساقط الشعر، والإرهاق،على الرغم من جميع هذه المعاناة، التزمت بالعلاج واستمررت في تلقي الدعم والعلاج الاستشاري الذي ساعدني نفسيًا في مواجهة المرض،بعد مرور عام كامل من العلاج، بدأت أعود ببطء إلى حياتي القديمة.
أسباب الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية
بعد معرفتي بإصابتي بسرطان الغدد اللمفاوية، كانت المفاجأة كبيرة؛ فلم يكن هناك تاريخ عائلي للإصابة بالسرطان،لذلك، انطلقت في بحثي عن الأسباب المحتملة للإصابة بهذا المرض،وجدت أن هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة، من أبرزها
- التقدم في العمر، حيث تزداد احتمالية الإصابة مع التقدم في السن.
- العوامل الوراثية، فوجود تاريخ عائلي للأمراض السرطانية يلعب دورًا مهمًا.
- التعرض للعلاج الإشعاعي سابقًا، يتسبب في القدرة على الإصابة بالسرطان.
- الإصابة بالتهاب الكبد أو أمراض الجهاز الهضمي، يمكن أن تجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
- وجود أمراض مناعية، حيث يُضعف جهاز المناعة، مما يزيد من مخاطر الأمراض.
- التعرض لكميات كبيرة من المواد الكيميائية، مثل البنزين أو المواد القاتلة للحشرات، قد يتسبب أيضًا في مخاطر أعلى للإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية.
أعراض سرطان الغدد الليمفاوية
أعراض سرطان الغدد اللمفاوية غالبًا ما تبدأ بسيطة وتزداد حدة مع الوقت،في تجربتي، كنت أواجه العديد من الأعراض، وهي تمثل إنذارات تدل على وجود مشكلة صحية خطيرة،من بين الأعراض التي كنت أشعر بها
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم بشكل متكرر.
- الإعياء الشديد، والذي كان يؤثر بشكل كبير على مجرى يومي.
- التعرق في الليل حتى عندما يكون الجو باردًا.
- تورم الغدد في مناطق مثل الرقبة أو الإبط أو الفخذ.
- فقدان الوزن الملحوظ دون أي سبب واضح.
- السعال وضيق التنفس في بعض الأوقات.
تشخيص سرطان الغدد الليمفاوية
تحديد وجود سرطان الغدد الليمفاوية يتطلب استخدام عدة وسائل تشخيصية،اطلعت على مجموعة من الاختبارات التي يقوم بها الأطباء لتأكيد التشخيص، تشمل
- الأشعة السينية تُستخدم لتصوير أعضاء الجسم والتأكد من حالتها.
- الاختبارات الجزيئية يُجري الأطباء اختبارات على العينات لتحديد العوامل الجينية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على صورة أدق عن حالة الأنسجة.
- فحوصات الدم للتأكد من عدم وجود أي خلل في خلايا الدم.
- اختبار نخاع العظم يُظهر وجود خلايا ليمفاوية غير طبيعية.
مراحل الورم الليفي
عندما تم تشخيصي بالمرض، أدركت أنه يتطلب مني فهم طبيعة الورم ومعرفة مراحله،أخبرني الطبيب أن مراحل الورم تنقسم إلى
1- المرحلة الأولى يعاني المريض من وجود ورم في عقدة ليمفاوية واحدة.
2- المرحلة الثانية يصل الورم إلى عقدتين ليمفاويتين قريبتين من بعضهما.
3- المرحلة الثالثة يتواجد السرطان في عدة غدد ليمفاوية على جانبَي الجسم.
4- المرحلة الرابعة يتوزع السرطان بشكل كبير، وينتشر إلى الأعضاء الأخرى مثل الكبد والرئتين.
أنواع سرطان الغدد الليمفاوية
عندما تلقيت تشخيصي، أدركت أن سرطان الغدد الليمفاوية ليس نوعًا واحدًا بل يتنوع بين عدة أنواع، ومنها
- سرطان الدم الليمفاوي المزمن.
- سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين.
- غير هودجكن ليمفوما ل.
- والدنستروم ماكروغلوبولين الدم.
طرق علاج سرطان الغدد الليمفاوية
بعدما بدأت العلاج، أوضح لي الطبيب خيارات العلاج المتاحة، والتي تعتمد بشكل كبير على مرحلة المرض وحالة المريض الصحية،ومن ضمن الخيارات
- علاج كيميائي، يتم استخدامه بشكل شائع ضد الأورام.
- العلاج الإشعاعي، يساعد في تدمير الخلايا السرطانية المنفردة.
- زراعة نخاع العظم في حالات معينة.
- العلاج بالأجسام المضادة، حيث تم استخدام هذه التقنية مؤخرًا كعلاج فعال للسرطان.
تجربتي مع سرطان الغدد اللمفاوية في البطن تُبرز كيف يمكن للإرادة والعزيمة اللقاء مع الدعم الطبي أن يتغلبا على الصعاب،إن الرعاية الذاتية والفحص الدوري هي مفاتيح للحفاظ على الصحة والتعافي السريع.
