يشارك المخرج المغربي إدريس الروخ ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته الـ24 بشريط سينمائي روائي يدخل في صنف الأفلام الطويلة ويحمل عنوان “الوترة”، أشرف على إنتاجه الفنان الشعبي المغربي حميد السرغيني.
وكشف الروخ، في تصريح لهسبريس، أن شريط “الوترة” يروي قصة فنان شعبي مغربي يدعى “شعيبة” جاء من البادية رفقة زوجته وابنه، وكان يظن أنه سيستقر بالمدينة في محاولة لتحسين ظروفه؛ ليجد نفسه في أحد دور الصفيح عند قريب له، يشتغل كبارون مخدرات، يعيش حياته ليلا ويعمل في الممنوعات مع رجاله. ومع تطور الأحداث، يستغل هذا الأخير براءته وفنه؛ فيسلط عليه من يجعل منه مدمنا على الخمر وتتدهور حالته، ثم تتوالى الأحداث ليقوم البارون بتطليقه من زوجته ويتزوج بها ويأخذ منه ابنه، فتتحول حياة الفنان الشعبي إلى جحيم ومغامرة غير محسوبة.
وأضاف الروخ أنه بعد مضي 25 سنة ستتحول الحياة بشكل جذري، فيصبح البارون مؤمنا بالله وصالحا، ويتحول تحولا غريبا في حياته، ليسلك طريق التوبة ويؤسس جمعيات خيرية قبل أن تظهر الحقيقة الخفية؛ بينما “شعيبة”، الذي تقدم في السن، ما زال يشتغل في الملاهي الليلية وتغيرت آلاته وتحولت “الوترة” إلى ما هو أكبر، لكن حياته النفسية مدمرة في مقابل ذلك.
وأبرز المتحدث ذاته، في تصريحه لهسبريس، أن هذا الشريط الجديد يجمع بين الغناء والحركة على طول مشاهده، وأيضا عوالم الليل والمافيات وبارونات المخدرات ومجموعة من العناصر الأخرى بطريقة مغربية، حيث يسلط الضوء على الجانب الآخر من حياة الليل؛ من خلال الغوص في وحشية عوالمه والشخصيات الليلة والمشاكل الوخيمة المترتبة على آفة تعاطي المخدرات والاتجار بها والتي جعلت من الشخصية الرئيسية “شعيبة” العازف الماهر يتخلى في نهاية المطاف عن حلمه بعد وقوعه ضحية استغلال لدى الغير.
وتابع المخرج المغربي إدريس الروخ أن المتفرج سيكتشف مجموعة من المواقف والأحداث المختلفة في فيلم “الوترة”، ويعيش مع التحولات الإيجابية والسلبية لشخصياته على مدار سنوات عديدة تمتد من سنة 1997 إلى سنة 2023، مبرزا أن إخراج هذا العمل كان صعبا جدا بمضامينه الفنية والتقنية أيضا.
من جهته، قال الفنان حميد السرغيني مغالبا دموعه إن الفرح ينتابه بشدة بعد رؤيته لحلمه يتحقق على الشاشة الكبيرة، ويعتبر ذلك مثل فرحة الأب بمولوده الجديد.
أضاف السرغيني، في تصريح لهسبريس، أن شريط “الوترة” عبارة عن عمل سينمائي بإنتاج ذاتي كان غرضه منه إيصال التراث المغربي وحلمه كفنان انطلق من المسرح والتمثيل قبل أن يأخذه الغناء الشعبي عن ذلك.
وأفاد بأنه عرض الفيلم على مجموعة من شركات الإنتاج؛ لكنه لم يجد يدا ممدودة له، فقرر تأسيس شركته الخاصة ويبذل جهودا ومصاريف كبرى لكي يحصل على نتيجة مرضية ويعرض الشريط في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة الذي لم يكن يتوقعه.
وعبر الفنان المغربي عن شكره البالغ للمخرج إدريس الروخ وكاتب السيناريو هشام شكداد على مساهمتهما في إنجاح هذا العمل، إلى جانب جميع الأطقم الفنية والتقنية سواء خلال المرحلة الأولى من التصوير سنة 2021 والمرحلة الثانية سنة 2023.
يذكر أن إدريس الروخ يطل في عمله الجديد كممثل كذلك، إلى جانب كل من سحر صديقي وطارق البخاري وإلهام قروي وكريم بوملال والشرقي الساروتي والفنان الشعبي حميد السرغيني وآخرين.