هل يعاني طفلي من نوبات ذعر ليلية؟ - غاية التعليمية

غاية التعليمية يكتُب.. من المواقف الصعبة والمرعبة أن يستيقظ المرء في منتصف الليل على صراخ طفله، ومع إن الطفل يبدو مستيقظًا فصراخه لا يتوقف، ومحاولات التهدئة التي تزيد الأمور سوءًا. قد يدل هذا الموقف على معاناة الطفل من نوبات ذعر ليلية، ومع إنها نادرة لدى الرضع، فهي ممكنة مع الأطفال بعمر 18 شهرًا.

اخر الاخبار العاجلة عبر غاية التعليمية أخبار محلية ودولية، وكذلك أخبار الر ياضة وخاصة كرة القدم يلا كورة و يلا شوت اليوم.

قد تكون هذه تجربة مزعجة ومرهقة، لكن الخبر الجيد أن أثرها على الطفل ليس بهذا السوء، فهو غالبًا لن يتذكرها في الصباح. بمرور الوقت، سيتخلص الأطفال من هذه النوبات، وتوجد خطوات قد تساعد على تقليل حدوثها أو التعامل معها إن حدثت.

كيف نحدد نوبات الذعر الليلي لدى الأطفال؟

من المعلوم أن دورة نوم الطفل غير منتظمة بتنوع أسباب انقطاع النوم (مثل الغذاء وتغيير الحفاضات)، لكن الأمر غير المعتاد في أثناء نوبات الذعر الليلي، أن الطفل يظل في الواقع نائمًا. إذ يبدو الطفل الذي يمر بنوبة ذعر للمرة الأولى أنه مريض أو يعاني كابوسًا، لكن نوبات الذعر الليلية تختلف عن الكوابيس.

تبدأ نوبات الذعر في وقت مبكر من دورة النوم عندما ينتقل الطفل من النوم العميق إلى النوم الخفيف، وقد تستمر بضع دقائق أو تصل إلى 45 دقيقة، ويظل الطفل نائمًا طوال النوبة. في حين تحدث الكوابيس في وقت لاحق من دورة النوم وقد توقظ الطفل.

تشمل علامات نوبات الذعر الليلي:

•  الصراخ.
•  التعرق.
•  التقلب والقلق.
•  اتساع العيون وتحديقها بالفراغ.
•  تسارع نبضات القلب.
•  التنفس السريع.

قد لا يستجيب الطفل لمحاولات تهدئته، لأنه وإن كانت عيناه مفتوحتين، يظل نائمًا.

بعد النوبة، يعود الطفل إلى نومه العميق دون أن يتذكر ما حدث في الصباح، بعكس الكوابيس التي قد يتذكرها إذا استيقظ بسببها. عادةً تحدث نوبة الذعر الليلي مرة واحدة فقط في الليلة.

متى يبدأ الأطفال الحلم؟

ينال حديثو الولادة والأطفال قدرًا كبيرًا من النوم، وقد تكون هذه الساعات مليئة بالأحلام، لأنهم يقضون وقتًا أطول في مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM) مقارنةً بالبالغين، تحدث الأحلام خلال هذه المرحلة. مع ذلك، لا يعرف العلماء متى يبدأ الأطفال الحلم أو ما الذي تتضمنه هذه الأحلام.

ما إن يبدأ الطفل بتطوير مفرداته، بالوسع محاولة سؤاله عن أحلامه والاستماع إلى إجاباته المفاجئة، وقد يكون مفهوم الحلم صعبًا للأطفال ونحتاج إلى طرق مبتكرة لشرحه مثل قول: هل رأيت صورًا في رأسك في أثناء النوم؟

ما الذي يسبب نوبات الذعر الليلية؟

تتسم حياة الطفل اليومية بكثير من المحفزات التي تُعد عادية للكبار لكنها جديدة ومثيرة للطفل. ولما كان الجهاز العصبي المركزي للطفل ما زال في طور النمو، فإن التحفيز الزائد قد يؤدي إلى فرط نشاط الجهاز العصبي المركزي، ما يسهم في حدوث نوبات الذعر الليلي. وقد يكون الطفل أكثر عرضة لهذه النوبات إذا كانت شائعة في العائلة، خاصة إذا وُجِد تاريخ عائلي للمشي في أثناء النوم.

تشمل العوامل الأخرى التي قد تزيد خطر الإصابة بنوبات الذعر الليلي:

•  المرض.
•  تناول بعض الأدوية.
•  الإرهاق.
•  التوتر.
•  محيط نوم جديد.
•  ضعف جودة النوم.

في أي عمر قد تبدأ نوبات الذعر الليلي؟

نادرًا ما يعاني الرضع من نوبات الذعر الليلي، وغالبًا ما يكون بكاء الأطفال الصغار في الليل غير مرتبط بهذه النوبات. لكن قد تبدأ ملاحظة هذه النوبات بعمر نحو 18 شهرًا.

تكون هذه النوبات أكثر شيوعًا لدى الأطفال في سن ما قبل المدرسة (3-4 سنوات)، وقد تستمر حتى سن 12 عامًا تقريبًا، ويُفترض أن تتوقف مع دخول مرحلة المراهقة وتطور الجهاز العصبي.

قد يعاني الطفل نوبة لمرة واحدة فقط، أو قد تتكرر على مدار أيام أو أسابيع.

ما العمل إذا اشتبهت بحدوث نوبة ذعر ليلي؟

عند حدوث نوبة ذعر، لا يوجد الكثير مما نستطيع فعله للطفل. قد يصعب علينا مشاهدة ما يمر به، لكنه لن يتذكر هذه التجربة في الصباح.

ينصح بعدم إيقاظ الطفل خلال النوبة، لأن ذلك قد يربكه ويجعل عودته للنوم صعبة. بدلًا من ذلك، ينصح فقط بمراقبته والتحقق من أن سريره آمن بحيث لا يمكنه النهوض وإيذاء نفسه خلال النوبة بأشياء في سريره. عادةً ما يعود الطفل إلى نومه المعتاد بعد فترة قصيرة.

عند تكرار هذه النوبات، ينصح بإبلاغ مقدمي الرعاية للطفل وتقديم إرشادات عن كيفية التعامل مع هذا الموقف.

هل تجب زيارة الطبيب؟

مع إن نوبات الذعر الليلية قد تبدو مخيفة فهي غالبًا غير مقلقة، لكن لا مانع من استشارة طبيب الطفل لدى الاشتباه بوجود مشكلة أخرى، مثل التشنجات الصرعية، أو إذا بدا الطفل خائفًا أو مضطربًا باستمرار طوال الليل أو حتى خلال النهار. أو عند ملاحظة عادات نوم غير طبيعية أو شخير في أثناء النوم، فقد تكون هذه علامات على حالات أخرى تحتاج إلى التقييم.

لدى مواجهة صعوبة في تنظيم روتين نوم منتظم، قد يكون من المفيد العمل مع استشاري نوم. فقد يساهم الإرهاق وسوء جودة النوم في حدوث نوبات الذعر الليلي، وقد يساعد استشاري النوم على إرساء عادات نوم صحية لتقليل حدوث هذه النوبات.

عند التحدث إلى الطبيب يجب إعلامه بالأعراض وجداول النوم والروتين اليومي أو السلوكيات غير العادية الأخرى.

هل يمكن منع نوبات الذعر الليلي؟

يساهم النوم الجيد في تقليل احتمال حدوث نوبات الذعر الليلي. قد يكون هذا التحدي صعبًا، لكن توجد خطوات لتشجيع الطفل على الحصول على نوم مريح.

وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، يحتاج الأطفال بعمر 4 – 12 شهرًا إلى 12 – 16 ساعة من النوم يوميًا متضمنة القيلولات، في حين يحتاج الأطفال بعمر سنة – سنتين إلى 11 – 14 ساعة من النوم.

يمكن تحسين نوم الطفل بوضع روتين ثابت للنوم. يجب أن يكون الروتين بسيطًا، بحيث يمكن لأي مقدم رعاية اتباعه كل ليلة. قد يتضمن مثلًا تنظيف أسنان الطفل، وقراءة قصة قصيرة، ثم وضعه في السرير في نفس الوقت كل ليلة. للحصول على أفضل النتائج، يجب بدء روتين النوم قبل أن يبدأ الطفل بفرك عينيه فهي علامة على الإرهاق.

ربما توجد طرق أخرى لمساعدة الطفل على التغلب على نوبات الذعر الليلية، إذ تفترض ورقة بحثية أن النوم بجوار الطفل بعمر عام أو أكثر قد يساعد على تقليل نوبات الذعر الليلية، لكن المقالة لا تتضمن أدلة كافية لدعم الفرضية، في حين توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن ينام الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام في سريرهم الخاص، مثل سرير الأطفال.

الخلاصة

لا يوجد الكثير مما يمكن فعله خلال نوبات الذعر الليلي سوى الحفاظ على سلامة مساحة النوم. قد يساهم اتباع روتين يعزز عادات النوم الصحية على تقليل فرصة حدوث النوبات مستقبلًا.

مع إن هذه النوبات قد تكون مرهقة ومخيفة للآباء، فهي غالبًا غير ضارة للطفل. عند الاشتباه بسبب آخر، تجب استشارة طبيب الأطفال.

اقرأ أيضًا:

تؤكد الدراسة أن الدماغ قادر على تخزين بيانات أكثر بعشرة أضعاف مما كان يُعتقد سابقًا

كيف تتعامل مع نوبات الهلع؟

ترجمة: حسين الحسين

تدقيق: محمد حسان عجك

المصدر