أخبار عاجلة
الكشف عن جدوى الأحواض المائية بملعب طنجة -
جواد يميق بعيد عن صفقات “الوداد الرياضي” -

الحصاد المغربي في 2024 .. تعزيز الروابط الإفريقية وبناء مستقبل مشترك

الحصاد المغربي في 2024 .. تعزيز الروابط الإفريقية وبناء مستقبل مشترك
الحصاد المغربي في 2024 .. تعزيز الروابط الإفريقية وبناء مستقبل مشترك

قال الدكتور عبد الله بوصوف، الباحث في العلوم الإنسانية، أن المغرب واصل خلال سنة 2024 تعزيز علاقاته الاستراتيجية مع إفريقيا من خلال مشاريع كبرى مثل أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، بالإضافة إلى توقيع مئات الاتفاقيات في مجالات الطاقة والزراعة والبنوك، موردا أنه لعب دورا محوريا في دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء، وطرد “البوليساريو” من العديد من المحافل الدولية، مما عزز مكانته في القارة الإفريقية.

وأضاف بوصوف ضمن مقال توصلت به هسبريسـ بعنوان “سنة 2024 والدور المغربي نحو إفريقيا الجديدة”، أن المغرب استمر في تعزيز الروابط الروحية والثقافية مع إفريقيا عبر تنظيم الدروس الحسنية واستضافة الدورة السادسة لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، هذه الجهود أكدت دور المغرب المحوري في بناء “إفريقيا جديدة” قائمة على التعاون والسلام والتنمية.

وخلص الأكاديمي ذاته إلى أن الحصاد المغربي الإيجابي في 2024 يثبت حقيقة وصف المغرب بالشجرة التي جذورها في إفريقيا وأغصانها في أوروبا.

نص المقال:

كان وصف الملك الحكيم الحسن الثاني رحمه الله للمغرب بأنه شجرة جذورها في إفريقيا وأغصانها في أوروبا وصفا جامعا مانعا عن علاقة المغرب بعمقه الإفريقي على عدة مستويات تاريخية وروحية واقتصادية وثقافية… ودوره الكبير في حملات التحرير من الاستعمار وأحد المؤسسين الآباء لكل المنظمات الإفريقية.

كل هذا جعل من دسترة تقوية علاقات التعاون والتضامن مع الشعوب والبلدان الإفريقية، ولا سيما مع بلدان الساحل وجنوب الصحراء، مسألة سلسة في تصدير دستور 2011 في عهد جلالة الملك محمد السادس.

فالمغرب لم يكن بعيدا عن إفريقيا وشعوبها رغم خروجه الاحتجاجي من المنظمة الإفريقية بعد ضم كيان هجين للجسد الإفريقي؛ إذ ظل طوال فترة الغياب قريبا من آمال وآلام الشعوب الإفريقية من خلال رحلات وجولات جلالة الملك محمد السادس إلى عدد كبير من دول إفريقيا، تُوِجتْ بتوقيع مئات الاتفاقيات في مجالات استراتيجية بين المغرب ودول إفريقية. وقد تعزز هذا التقارب بعد عودة المغرب إلى البيت الإفريقي حاملا معه برامج جديدة وآمالا جديدة، خاصة بوجود قادة أفارقة جدد، وحمل شعار جنوب-جنوب ورابح-رابح.
فما بعد كورونا والحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا ودول الساحل جنوب الصحراء وغيرها من الأحداث المؤثرة في خريطة العلاقات الدولية، جعل المغرب كعادته يتقدم بمبادرة جديدة خاصة بتكتل دول غرب إفريقيا المطلة على المحيط الأطلسي في خطاب المسيرة لسنة 2023.

لهذا، فقد تميزت سنة 2024 بالعديد من الأنشطة والاجتماعات والندوات والمؤتمرات الرسمية من أجل المضي قدما لتحقيق المبادرة الأطلسية وما تحمله من آمال التنمية لشعوبها. هذا بالإضافة إلى المشروع الطاقي الكبير، أي أنبوب الغاز نيجيريا المغرب، وغيره من مشروعات استراتيجية من شأنها تغيير وجه دول غرب إفريقيا وتحويلها إلى “إفريقيا جديدة”، التي ساندت مقترح الحكم الذاتي وفتحت قنصلياتها بمدن الصحراء المغربية وترفض كيان البوليساريو غير الشرعي على مستويات عالمية كالجامعة العربية ودول الاتحاد الأوروبي وأمريكا وروسيا واليابان والهند وإندونيسيا. لذلك، تم طرد البوليساريو من كل تلك الاجتماعات خلال سنة 2024، وخير دليل هو حادث “المحفظة” في قمة تيكاد باليابان.

ليس هذا فحسب؛ فالمغرب بكل ثقله التاريخي والحضاري والروحي، أصبح فاعلا اقتصاديا وماليا كبيرا للعديد من دول إفريقيا بفضل توقيع شراكات استراتيجية في مجالات البنوك والاتصالات والطيران والفلاحة والماء والطاقة وتكوين العلماء والمرشدين الدينيين. هنا نذكر بافتتاح محطة محمد السادس لتوليد الكهرباء بدولة النيجر في12 دجنبر 2024 على سبيل المثال لا الحصر.

وقد يعتقد البعض أنه بإمكان أي دولة لديها إمكانيات مالية أن تلعب الدور المغربي في إفريقيا، وقد دحض الواقع ضعف هذه الفرضية، وأكد أن الأمر يفوق الإمكانيات المالية إلى عناصر الثقة والمصداقية والتراكم الحضاري والروحي والتاريخ المشترك.

وهي العناصر التي سمحت للمغرب بلعب دور محوري في ملف الأزمة الليبية مثلا منذ سنة 2015، من محطة الصخيرات إلى اجتماع دجنبر 2024، حيث احتضن المغرب اجتماع الفرقاء الليبيين من مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة من أجل تذويب النقاط الخلافية.

كما سمح ذلك للمغرب بلعب دور الوساطة في أكثر من منطقة، خاصة بين موريتانيا والسنغال، وكذا تحرير الرهائن الفرنسيين الأربعة في بوركينافاسو في دجنبر 2024، ما دفع الرئيس ماكرون إلى تقديم الشكر لجلالة الملك محمد السادس على نجاح العملية بعد فشل وساطة إفريقية أخرى.

كما أن سنة 2024 عرفت “زيارة خاصة” تاريخية للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني للمغرب في 18 دجنبر 2024، وأهمية هذه الزيارة أنها الأولى منذ 2019، وأننا نشترك مع موريتانيا الحدود الجنوبية المغربية والتاريخ أيضا، مما يجعل من هذه الزيارة مناسبة للحديث عن المستقبل المشترك وتطوير آليات الاشتغال على أكثر من ملف استراتيجي.

وهي الزيارة التي ستثير بلا شك حفيظة الجارة الشرقية، خاصة بعد اعتراف فرنسا في يوليوز 2024 بمغربية الصحراء وبالحكم الذاتي وما تعرفه الأقاليم الصحراوية المغربية من أوراش كبيرة، في مقدمتها ميناء الأطلسي الداخلة وتعزيز الشبكة الطرقية والبنية التحتية… في أفق ترسيخ شراكات استراتيجية قوية مع الجار الموريتاني، سواء في المبادرة الأطلسية أو مشروع الطاقة نيجيريا المغرب.

الجذور المغربية الإفريقية التي تحدث عنها الحكيم المرحوم الحسن الثاني طيب الله ثــراه، تجد ضالتها في المشترك التاريخي والديني من خلال بناء المساجد في العديد من الدول الإفريقية وإحياء الزوايا كالتيجانية بالسنغال والطرق الصوفية، وكذا إشراك العديد من العلماء الأفارقة في الدروس الحسنية بمناسبة شهر رمضان الفضيل.

وهكذا، تميزت سنة 2024 بانعقاد الدورة السادسة للمجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بفاس في دجنبر 2024، بمشاركة حوالي 300 عضو، ضمنهم 50 من العالمات، من 48 دولة افريقية، بإذن من أمير المؤمنين الملك محمد السادس.

كما نظمت بعاصمة السنغال داكار “الأيام الثقافية الإسلامية” للطريقة التيجانية في 28 دجنبر 2024 تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين، وهي مناسبة أكد فيها السيد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن الطريقة التيجانية أسهمت في إغناء العلاقات الدينية والروحية بين المملكة المغربية وباقي البلدان الإفريقية، وخاصة السنغال.

كان هذا بعض من الحصاد المغربي الإيجابي على مستوى عمقه الإفريقي طيلة سنة 2024، وتأكيد على حقيقة وصف المغرب بالشجرة التي جذورها في إفريقيا وأغصانها في أوروبا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق جواد يميق بعيد عن صفقات “الوداد الرياضي”
التالى بعد قرار محمود الخطيب.. زيزو يوافق على عرض ممدوح عباس الخيالي ويوقع مع الزمالك