شارك أكثر من 50 مليون أمريكي في التصويت المبكر للانتخابات الرئاسية 2024، وفقًا لبيانات "متتبع التصويت المبكر" التابع لجامعة فلوريدا. ومع اقتراب الموعد الرسمي للانتخابات، تكثف المرشحان كامالا هاريس من الحزب الديمقراطي ودونالد ترامب من الحزب الجمهوري حملاتهما لجذب الأصوات في السباق المحتدم نحو البيت الأبيض.
بيانات التصويت المبكر: الديمقراطيون يتصدرون بفارق طفيف
تشير البيانات إلى أن نحو 39% من الناخبين الذين صوتوا مبكرًا هم من الديمقراطيين، بينما يشكل الجمهوريون حوالي 36%، مما يعكس احتدام المنافسة بين الحزبين. كما أظهرت الإحصاءات أن 41% من الناخبين المبكرين تجاوزت أعمارهم 65 عامًا، وهي فئة عمرية تساهم بشكل كبير في الانتخابات الرئاسية.
ووفقًا لتقرير جامعة فلوريدا، تجاوز عدد الناخبين الذين صوتوا مبكرًا حتى الآن نصف العدد الكلي للمشاركين في التصويت المبكر خلال انتخابات عام 2020، حيث بلغ حينها حوالي 100 مليون شخص بين التصويت الشخصي والتصويت عبر البريد.
التنافس على الأصوات اللاتينية في نيفادا: الحزبين يسعيان لكسب الكتلة الانتخابية الأكبر
أفادت تقارير صحفية بأن نحو 40% من الناخبين في نيفادا أدلوا بأصواتهم في الاقتراع المبكر حتى مساء الثلاثاء. وقد شهدت الولاية منافسة حادة بين الحزبين للحصول على أصوات الناخبين من أصول لاتينية، والتي تعتبر كتلة انتخابية مؤثرة، حيث يشكلون 30% من سكان نيفادا.
وقد أظهرت النتائج الأولية في نيفادا تقدم ترامب على الديمقراطيين بفارق 37 ألف صوت، وهو تقدم لم يكن متوقعًا بحسب استطلاعات الرأي السابقة، مما يضيف تحديًا جديدًا لهاريس في الولاية التي تتجه عادة نحو الديمقراطيين.
ولاية فلوريدا: معركة ساخنة بين الديمقراطيين والجمهوريين
في ولاية فلوريدا، التي تعد أحد أبرز الولايات المتأرجحة، أشار رضا بوشفرة، مراسل قناة الحرة، إلى أن الحزب الجمهوري حافظ على تقدمه التقليدي، إلا أن الديمقراطيين يسعون لاختراق الصفوف وتقليل الفجوة في نسب التصويت. وقد ركز الديمقراطيون على موضوع الإجهاض كوسيلة لجذب أصوات الناخبين، في ظل محاولة تغيير القوانين الصارمة الحالية في فلوريدا، التي تمنع الإجهاض بعد ستة أسابيع من الحمل.
في المقابل، يعمل الحزب الجمهوري على الحفاظ على الأغلبية التي حققها سابقًا في الكونغرس والولايات المحلية، مع أكثر من 5.5 مليون صوت في التصويتين المبكر والبريدي حتى الآن، ما يعكس الإقبال الواسع للمواطنين في فلوريدا على التصويت المبكر.
أهمية الولايات المتأرجحة وتقلب النتائج أثناء عملية الفرز
مع اقتراب يوم الانتخابات، يتوقع المحللون أن تتأثر النتائج بالعديد من العوامل، خصوصًا في الولايات المتأرجحة مثل فلوريدا، فرجينيا، وبنسلفانيا. وتأتي أهمية هذه الولايات من إمكانية تغير النتائج النهائية تبعًا لأسبقية فرز الأصوات المبكرة أو المرسلة بالبريد، حيث تميل هذه الأصوات عادةً لصالح الديمقراطيين، مما قد يخلق موجة زرقاء زائفة قبل أن تبدأ أصوات الناخبين في يوم الانتخابات بتعديل الصورة.
في الانتخابات الماضية، حقق الديمقراطيون تقدمًا أوليًا في فلوريدا قبل أن يتبدد هذا التقدم مع اكتمال عملية فرز الأصوات، وهو ما حدث أيضًا في ولاية فرجينيا حيث تغيرت النتائج لصالح الديمقراطيين عند فرز الأصوات في مناطق شمال فرجينيا ذات الكثافة السكانية العالية.
مخاوف من أعمال عنف محتملة في حال خسارة ترامب
أفادت استطلاعات للرأي أجرتها صحيفة واشنطن بوست أن هناك مخاوف لدى الناخبين من وقوع أعمال عنف في حال خسارة ترامب للانتخابات. ووفقًا للاستطلاع، يشعر 57% من الناخبين في الولايات المتأرجحة بقلق حقيقي من رد فعل أنصار ترامب، مقارنة بـ 31% فقط يخشون من عنف مماثل من أنصار كامالا هاريس.
يُشير الاستطلاع إلى أن ثلثي الناخبين لا يعتقدون أن ترامب سيقبل الهزيمة، بينما يعرب أكثر من ثلثي الناخبين عن ثقتهم بأن هاريس ستقبل النتيجة في حال خسارتها، مما يثير قلقًا متزايدًا من سيناريوهات ما بعد الانتخابات.