أعلنت الإدارة الجديدة في سوريا تعيين مقاتلين أجانب في صفوف الجيش المزمع تشكيله بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، هذه الخطوة جاءت بعد إعلان أحمد الشرع زعيم هيئة تحرير الشام والحاكم الفعلى للبلاد دمج "المليشيات" في الجيش.
تعيين مقاتلين أجانب في الجيش السوري
وكشفت مصادر إنه من إجمالي نحو 50 دوراً عسكرياً أعلنت عنها وزارة الدفاع، هناك ستة على الأقل أجانب
وقال مصدر عسكري سوري إن من بينهم العديد من المقاتلين الأجانب، ثلاثة منهم برتبة عميد وثلاثة آخرين على الأقل برتبة عقيد.
وقال المصدر العسكري السوري ومصدر هيئة تحرير الشام إن المواطن التركي عمر محمد جفتاشي والمواطن الأردني عبد الرحمن حسين الخطيب عُيِّنا أيضًا برتبة لواء.
وأضاف المصدر العسكري إن عبد الجشاري، وهو مقاتل من أصل ألباني يُعرف أيضًا باسم أبو قتادة الألباني، عُيِّن برتبة عقيد.
ويتزعم جاشاري جماعة Xhemati Alban الألبانية المسلحة، وقد صنفته وزارة الخزانة الأمريكية على أنه متشدد في عام 2016.
وانضم آلاف الأجانب المسلمين السنة إلى المتمردين السوريين في وقت مبكر من الحرب الأهلية التي استمرت 13 عامًا للقتال ضد حكم بشار الأسد والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران والتي دعمته، مما أعطى الصراع طابعًا طائفيًا.
وشكل بعض المقاتلين الأجانب مجموعات مسلحة خاصة بهم بينما انضم آخرون إلى تشكيلات راسخة مثل داعش أثناء اجتياحها للعراق وسوريا، معلنة لفترة وجيزة ما يسمى بالخلافة قبل أن تهزمها القوات المدعومة من الولايات المتحدة.
سوريا وداء المليشيات
وانضمت مجموعات أخرى من المسلحين الأجانب إلى هيئة تحرير الشام، التي تنصلت من روابطها السابقة مع القاعدة وداعش وخاضت معارك دامية ضدهم قبل أن تستمر في قيادة التقدم الخاطف الذي أطاح بالأسد في 8 ديسمبر.
في تصريحات بثت يوم الأحد، قال أحمد الشرع زعيم هيئة تحرير الشام إن سوريا الجديدة "لا يمكن إدارتها بعقلية الجماعات والميليشيات"، مشيراً إلى أنه قد يتم منح المقاتلين الأجانب وعائلاتهم الجنسية السورية والسماح لهم بالبقاء في البلاد بسبب مساهماتهم في القتال ضد الأسد.
والمتشدد الصيني الأويغوري عبد العزيز داود خدابردي، المعروف أيضًا باسم زاهد وقائد قوات الحزب الإسلامي التركستاني الانفصالي في سوريا، عُين عميدًا. وقال بيان الحزب الإسلامي التركستاني إن مقاتلين آخرين من الأويجور، هما مولان طرسون عبد الصمد وعبد السلام ياسين أحمد، مُنحوا رتبة عقيد، وهنأهما على التعيينات.
ويعتقد أن الحزب الإسلامي التركستاني لديه مئات المقاتلين في سوريا ويهدف إلى إنشاء جماعات في أجزاء من الصين وآسيا الوسطى، حيث يوجد عدد كبير من السكان المسلمين الأويجور.
وتتهم جماعات حقوق الإنسان بكين بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق بحق الأويجور، وهم أقلية عرقية مسلمة في الغالب يبلغ عدد أفرادها نحو 10 ملايين نسمة في منطقة شينجيانغ الغربية، بما في ذلك الاستخدام الجماعي للعمل القسري في المعسكرات.
وتصنف الصين حزب تركستان الإسلامي منظمة إرهابية مسؤولة عن مؤامرات لمهاجمة أهداف صينية في الخارج. وقالت بكين إن حزب تركستان الإسلامي "يهدد بشدة" مصالح الصين وأمنها في الخارج وأن مكافحة الجماعة كانت "الشغل الشاغل" للصين في جهودها لمكافحة الإرهاب.
هذه الخطوة التي تقضي بمنح أدوار رسمية، بما في ذلك أدوار رفيعة المستوى في الجيش لعدد من المتشددين أثارت قلق بعض الحكومات الأجنبية من هذه القرار وتأثيره على مستقبل البلاد التى عاشت لأكثر من عقد في نزاعات مسلحة.
