منذ شهور قليلة كتبت مقالاً عن سفاح التجمع الذى قام بتعذيب وقتل عدد من السيدات بغرفة عازلة للصوت بمسكنه بالتجمع ؛ وأنه كان يقوم بإعطاء ضحاياه نوع من المخدر حتى تكون الضحية مسلوبة الإرادة ، وأنه كان يقوم بتصويرهن وبث مقاطع الفيديو على الشبكة المظلمة ” الدارك ويب ” ؛ ولكن ما لم نكن نعرفه هو أن هناك محقق يقظ أو محققين مهرة تناولوا هذه القضية لفت نظرهم سلوك الضحايا أثناء التعذيب ،وأصروا على معرفة نوع المخدر الذى أعطاه السفاح لهن جعلهن مسلوبات الإرادة هكذا ، وتوصلوا لمخدر مرعب عُرف بإسم ” مخدر اغتصاب الفتيات ” ، وتوصلوا لإحدى المذيعات تقوم بالإتجار بهذا المخدر الخطير ،حيث ضبطوا بمنزلها حوالى ١٥٠ لتر من هذا المخدر على شكل سائل محفوظ بزجاجات مكتوب عليها “منظفات ” !!!، كما ضبطوا بشقتها شخص أجنبى الجنسية لا نعلم بالتفصيل هل هو مسلم المخدر أم مستلم ولكن كل ما نعلمه هو أن له دور بهذه التجارة البشعة .
بعد التحية والتقدير والشكر للأجهزة الأمنية اليقظة التى لم يفتها تفصيلة مهمة كنوع المخدر الذى أعطاه السفاح للفتيات ووصولهم لنوعه بالفعل ولمصدر من مصادر إدخاله البلاد كتلك المذيعة ؛ نتناول فى هذا المقال عزيزى القارئ بعض التفاصيل عن هذا المخدر الخطير جداً .
اسم المخدر العلمى “GHB” أو جاما هايدروكسى بيوتيريت ، وهو بالطبيعة يفرز بكميات قليلة جداً بالجسم ، حيث أنه يعمل كمثبط للجهاز العصبى المركزى ،فقام الإنسان بتصنيع دواء من هذه المادة لعلاج مرض نادر يدعى ” الخدار ” وهو مرض عصبى يسبب اضطرابات فى النوم ، من أعراض هذا المرض النادر النوم أثناء النهار وعدم النوم ليلاً ،الهلاوس ،والشلل أثناء النوم ؛الجدير بالذكر أن هذا الدواء لا يتم تصنيعه عالمياًإلا بدولة كندا وممنوع تداوله ،حتى بكندا هناك قوانين صارمة للغاية لتصنيع هذا الدواء وقوانين صارمة للغاية تحد من تداوله إلا فى أضيق الحدود،ولكن هناك بالطبع لديهم مصانع غير مرخصة تقوم بتصنيعه بشكل غير قانونى وتبيعه داخل وخارج البلاد بشكل غير شرعى .
مخدر ال”GHB” ليس بجديد بل عرفته دول كبريطانيا وأمريكا وغيرها منذ عقود وبفترة التسعينات عُرف بإسم “مخدر الملاهى الليلية “و” مخدر اغتصاب الفتيات ” نظراً لأن العديد من المراهقين كانوا يتعاطونه ، بل واستخدموه فى اغتصاب الفتيات حيث كانوا يقومون بوضع كمية قليلة منه فى المشروبات، ونظراً لأنه شفاف بلا لون ولا رائحة ولا يظهر طعمه مما سهل عليهم ارتكاب الجرائم ،وبشكل صارم تم منع تداول المادة بالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا .
مخدر ال”GHB” من المخدرات شديدة الخطورة وتسبب الوفاة بسهوله شأنه شأن باقى المخدرات ،ولكننا فى مصر لم نكن نسمع عنه قبل قضية سفاح التجمع وقضية البلوجر أو المذيعة صانعة المحتوى الخارج ،والذى بدلاً من أن تلفظها وترفضها جميع القنوات بسبب هذا المحتوى ،قامت قناة فضائية معروفة بفرضها على الجمهور وتقديمها كمذيعة بدلاً من منح هذا المكان لآلاف الشباب المحترمين الدارسين !!!.
بالرغم من أن هناك نوع من السعادة والشعور الطفيف بالأمان ليقظة الأجهزة الأمنية ،وحُسن عملهم فى ضبط المجرمين وضبط شحنة المخدر الخطير قبل تداوله بين الشباب ،هناك أيضاً نوع من الخوف والشعور الطفيف بعدم الإطمئنان ؟ ،كيف يمكن لأى أم أو أب أن ينام قرير العين دون أن يقلق على أبنائه من النفوس الشريرة التى تحيط بهم من كل مكان ؟،هل يجب أن ينصح الآباء الأبناء بألا يشربوا نهائياً أى مشروب خارج البيت ؟، ألا يثقوا نهائياً بصديق أو صديقة ؟، ما هو الكلام المناسب الذى يجب أن يُقال كى يحمى الآباء الأبناء من الوقوع فريسة لعدماء الضمير ؟،كيف يمكن نشر التوعية اللازمة للمراهقين والشباب ؟ .
أعتقد أنه يجب أن نبدأ من المدارس ؛يجب أن تبدأ التوعية بالمخاطر التى قد يتعرض لها المراهقين من المدارس ، وتعليم المراهقين كيفية حماية أنفسهم بجانب توعية الآباء للأبناء ،بالإضافة إلى التوعية التى من المفروض أن تُقدم عن طريق الإعلام .