تحت شعار “أفورار: إرث ثقافي وحضاري من أجل تنمية مستدامة”، يقام المهرجان الثقافي السنوي في أفورار، بوابة إقليم أزيلال، خلال الفترة من 22 إلى 26 أكتوبر الجاري، بمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء. تٌنظِّم هذا الحدث جمعية بوقلات للتنمية والثقافة والرياضة بأفورار، بشراكة مع مؤسسات وطنية ومحلية، بهدف إبراز التراث الثقافي للمنطقة وتعزيز التعاون من أجل التنمية المستدامة.
يتضمن المهرجان مجموعة من الأنشطة المتنوعة، أبرزها المعرض الذي تحتضنه أفورار على مدار أيام المهرجان، والذي يشارك فيه عارضون من مختلف مناطق المملكة بمنتجات محلية، ما ساهم في دعم التعريف بهذه المنتجات والمساهمة في الاقتصاد المحلي. كما شهد المهرجان تنظيم سباق على الطريق بمشاركة مئات التلاميذ، بهدف تشجيع الشباب على ممارسة الأنشطة الرياضية.
وفي خطوة لافتة للتنبيه إلى أهمية التغيرات المناخية، عُقدت ندوة علمية تناولت موضوع “التغيرات المناخية وإشكالية تدبير المياه”، ناقش خلالها خبراء محليون التحديات البيئية التي تواجه المنطقة والمملكة ككل، في ضوء التغيرات المناخية المتسارعة، لا سيما الانحباس المطري الذي يعاني منه المغرب.
كما يعرف المهرجان أيضا تنظيم سهرات فنية بمشاركة فنانين مغاربة معروفين، تتميز عروضهم بالجمع بين التراث والفن المعاصر. إلى جانب عروض “التبوريدة” التقليدية بمشاركة أكثر من 30 سربة من مختلف مناطق الجهة، التي تتنافس في تقديم عروض تعكس ارتباط أهل المنطقة بالفروسية وتقاليدها العريقة.
وفي التفاتة وفاء لأبناء البلدة الذين ساهموا في خدمة المجتمع، تقرر تكريم مجموعة من الشخصيات، منهم أرامل رؤساء سابقين، وعائدون من جحيم تندوف، ومتطوعون شاركوا في المسيرة الخضراء، ما يعكس إيمان المنظمين بأهمية الاعتراف بجهود الأفراد الذين قدموا إسهامات للمجتمع.
ويرى المنظمون في المهرجان فرصة لتعزيز التنمية الثقافية والسياحية في أفورار، ورافعة لتحفيز الاقتصاد المحلي عبر تشجيع التعاون بين الفاعلين المحليين والمؤسسات الوطنية. بيد أن بعض الأصوات ترى أن مثل هذه التظاهرات الثقافية لم تعد تحقق الأهداف المرجوة، وتشدد في المقابل على أن الأولويات يجب أن توجه نحو تلبية الاحتياجات الملحة للسكان، خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية والبيئية التي يعيشها المغرب.