فُرِّغت شحنة غاز مسال، اليوم الخميس 26 ديسمبر/كانون الأول 2024، بعد فشل محاولات العثور على مشترٍ لها.
ووفقًا لبيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، رست الناقلة بايونير المحملة بالغاز المسال الروسي، اليوم الخميس، بجوار منصة التخزين العائمة "كورياك" في كامتشاتكا، بعد رحلة استمرت 4 أشهر.
وانطلقت السفينة، الخاضعة للعقوبات الأميركية، محمّلة بشحنة غاز مسال من محطة أركتيك 2 في القطب الشمالي، في أغسطس/آب الماضي، بمهمة للبحث عن عميل مستعدّ للالتفاف على القيود الأميركية.
ومن المرجّح الاحتفاظ بشحنة الغاز المسال في وحدة التخزين العائمة "كورياك" لحين العثور على مشترٍ.
رحلة أول شحنة غاز مسال
يعكس طول رحلة أول شحنة غاز مسال لشركة بايونير من محطة أركتيك 2، وفشل بيعها، تأثير العقوبات الأميركية في صادرات موسكو من الغاز الطبيعي المسال، التي تخطط لزيادتها إلى أكثر من 100 مليون طن بمقدار 3 أضعاف، بحلول عام 2030.
وفي أوائل أغسطس/آب 2024، أظهرت صور الأقمار الصناعية ناقلة شركة بايونير خلال تحميلها الشحنة الأولى من محطة أركتيك 2 للغاز الطبيعي المسال في القطب الشمالي، رغم محاولتها تمويه هذه الخطوة بمعلومات مضللة عن الموقع.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على كل من، شركة بايونير، ومحطة أركتيك 2 للغاز الطبيعي المسال، ومنصة التخزين العائمة "كورياك".
محطة أركتيك 2 للغاز المسال
رغم أن عدّة شحنات صُدرت من محطة أركتيك 2 للغاز المسال، فقد استعملت جميعها ناقلات أسطول الظل، ولم ترْسُ أيٌّ منها في ميناء أجنبي، إذ يخشى العملاء المحتملون من ردود فعل انتقامية من الولايات المتحدة.
وتعدّ أركتيك 2، الواقعة على بحر كارا الجليدي، أكبر محطة غاز مسال في روسيا، بطاقة إنتاجية قصوى تبلغ 19.8 مليون طن سنويًا، وتديرها شركة نوفاتك الروسية "Novatek"، بنسبة 60% من الأسهم، وفق بيانات المحطة لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وفي أغسطس/آب (2024)، بدأت محطة أركتيك 2 تصدير الغاز المسال من خلال أسطول الظل، الذي يضم ناقلات مجهولة الهوية تُخفي موقعها الدقيق خلال الإبحار، للإفلات من العقوبات.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اضطرت المحطة إلى إيقاف الإنتاج مؤقتًا، بسبب نقص المشترين، والناقلات القادرة على الإبحار في المياه الجليدية للمنشأة.
وعلى ذلك، تسارع موسكو إلى بناء سفن كاسحة للجليد، إذ تشير بيانات تتبُّع السفن إلى أن أول ناقلة من هذا النوع تخضع لتجارب بحرية.
كما تدرس إسناد بناء 4 كاسحات جليد غير نووية -يُخطط لدمجها في أسطول ممر البحر الشمالي التابع لشركة روساتوم- إلى حوضَي بناء سفن هنديين.
وعلى عكس صادرات النفط، التي تواصل التدفق بمساعدة أسطول الظل، ولا سيما إلى الصين، فإن عملية نقل الغاز المسال تُعدّ أكثر صعوبة، ويرجع ذلك -إلى حدّ كبير- للتكنولوجيا الأكثر تعقيدًا المطلوبة لتحميل الوقود فائق التبريد وشحنه.
شحنات الغاز المسال الروسية
لم تكن هذه الواقعة هي الأولى التي تفشل فيها شحنة غاز مسال روسية في العثور على مشترين، وفقًا لمتابعة منصة الطاقة المتخصصة.
ففي سبتمبر/أيلول الماضي، أظهرت صور الأقمار الصناعية وبيانات تتبع السفن أن 3 ناقلات، منها "إيفرست إنرجي"، حمّلت شحنات من محطة أركتيك 2، وبينما خُزِّنَت الشحنة التي حمّلتها الناقلة إيفرست في منصة التخزين العائمة "سام"، لم تعثر شحنتا الناقلتين الأُخريين على مشترين، وظلّتا في المياه الروسية أو الأوروبية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..