يعيش حياة مختلفة عن نجوم كرة القدم، الترف والبذخ مفردات ليست ضمن قاموسه، إنه رجل عادي وبسيط رغم كل الشهرة التي وصل إليها، نحن نتحدث عن صاحب جائزة الكرة الذهبية لعام 2024، الإسباني رودريغو هيرنانيدز المعروف باسم رودري نجم نادي مانشستر سيتي الإنجليزي.
الجميع يعرف رودري على أنه لاعب شهير في كرة القدم، نال ألقابًا عديدة، وآخرها لقب كأس أمم أوروبا 2024 مع منتخب بلاده إسبانيا، وبعده كأس الدرع الخيرية برفقة ناديه مان سيتي، ولكنْ قليلون من يعرفون الوجه الخفي للاعب الذي وصل بـ"عكازات"، يوم 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، وسار فوق البساط الأحمر لحمل الكرة الذهبية في مسرح "شاتليه" بالعاصمة الفرنسية باريس.
موقع "winwin"، سيحاول كشف الأمور الخفية في شخصية رودري (28 عامًا)، وأسرار نجاحه في لعبة كرة القدم، ووصوله إلى المجد الفردي بنيل جائزة الكرة الذهبية، ومن كان وراءه وقدم له كل أشكال الدعم في فيلم "النجاح" هذا.
الوالدان "أنطونيو وإيلينا" جزء أساسي في قصة نجاح رودري
قصة نجاح رودري الشخص واللاعب لم تأت من العدم، بل كان وراء حدوثها شخصان يعنيان بالنسبة إليه الكثير، إنهما والداه الأب "أنطونيو" والأم "إيلينا"، ولم يكن اللاعب المولود يوم 22 يونيو/ حزيران 1996 في ضواحي العاصمة الإسبانية مدريد، ليحقق شيئًا من دونهما.
النجم الإسباني الذي بدأ مسيرته الكروية في سن التاسعة مع نادي رايو ماخاداهوندا المتواضع، وجد كل الدعم من والديه، لينتقل بعدها في الفئات العمرية للعب مع نادي أتلتيكو مدريد، وبعدها إلى فياريال.
وبرفقة فياريال، وقع له حادث كاد يرفع بسببه راية الاستسلام ويتوقف عن لعب كرة القدم، وهي القصة التي رواها اللاعب نفسه لدى تتويجه بجائزة الكرة الذهبية، بقوله: "عندما كنت في السابعة عشرة من عمري، حزمت حقائبي نحو الحلم، وهو الذهاب إلى فياريال واللعب في دوري الدرجة الأولى، وأتذكر ذات يوم قلت: كفى".
وأضاف: "أتذكر اتصالي بوالدي وهو يبكي مع شعوري بأن كل شيء قد انتهى، وأنني قد انتهيت، لقد استثمرت حياتي كلها لتحقيق هذا الحلم، وبدا أن الحلم بدأ يتلاشى، وقال لي والدي حينها: إذا وصلنا إلى هنا يجب أن لا نستسلم، ومنذ ذلك اليوم تغيرت عقليتي بالكامل".
وتابع: "أتقدم بالشكر إلى عائلتي، على كل القيم التي قدموها لي، على ما ساعدوني به منذ البداية، وعلى اتخاذ الخطوات الصحيحة، لأكون رجلًا يلعب كرة القدم من أجل الحب، تحية إلى أولئك الذين كانوا بجانبي منذ أن كنت طفلًا في الأوقات الجيدة والسيئة".
وراء كل رجل عظيم امرأة.. زوجة رودري "لورا" تجسد هذه المقولة
وراء كل رجل عظيم امرأة.. هي مقولة شهيرة تجسدها "لورا" زوجة اللاعب رودري، وذلك باعتراف من نجم نادي مانشستر سيتي نفسه لحظة تسلمه جائزة الكرة الذهبية من يدي أسطورة كرة القدم الأفريقية جورج ويا.
"لورا" وقفت مع الدولي الإسباني في السراء والضراء، ورحلة العمر والحب بينهما، أثمرت نجاحات رياضية، أبرزها وأهمها على الصعيد الفردي جائزة الكرة الذهبية، إنها علاقة وطيدة مستمرة منذ 8 سنوات إلى غاية الآن.
النجم الإسباني لم ينس شريكة حياته لحظة صعوده إلى الركح، وحصوله على الكرة الذهبية، وقال كلمات جميلة في حقها: "أردت أن أشكر أهم شخص في حياتي، لورا، اليوم هو ذكرى زواجنا، ونحن نفعل ذلك منذ 8 سنوات، ومن دونك لم يكن هذا الطريق هو نفسه".
رودري يعيش من دون سوشيال ميديا ودرس إدارة الأعمال في الجامعة
رودري يختلف في بعض الأشياء عن النجوم واللاعبين من بني جيله، إنه لا يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي "سوشيال ميديا"، ولا يمتلك حسابات سواء في موقع "إكس"، مرورًا بـ"إنستاغرام"، وصولًا إلى "فايسبوك"، ومهارته في كرة القدم التي سمحت له باللعب مع أندية فياريال وأتلتيكو مدريد ومانشستر سيتي، لم تمنعه كذلك من الدراسة.
لقد كان النجم الإسباني شابًّا عاديًّا وطالبًا بسيطًا في جامعة "كاستيون"، حيث درس في مجال إدارة الأعمال والإدارة، وظل يقطن في سكن الطلاب (الحي الجامعي) حتى لدى توقيعه لأول عقد احترافي مع ناديه السابق فياريال.
ويروي فالنتين هيرانيخوس زميل وصديق رودري بعض القصص عن النجم الإسباني أيام الجامعة، ويقول بأنه كان بعيدًا عن حياة الترف وإنفاق الكثير من الأموال لشراء السيارات على سبيل المثال، وقال فالنتين في تصريحاته لصحيفة "Marca" الإسبانية: "في الواقع، لقد أخبرني رودري ذات مرة أن بعض زملائه في فياريال كانوا مجانين بسبب السيارات الرائعة التي اشتروها، وأن الشيء المهم هو أن السيارة التي لديه تقله إلى المكان الذي يريد الذهاب إليه".
وأضاف صديق اللاعب الإسباني أيام الدراسة والحي الجامعي: "كان يملك سيارة من نوع Opel Corsa مستعملة، اشتراها من امرأة اقتنتها عندما تحصلت على رخصتها، لقد نصحوه بشراء واحدة أفضل من أجل السلامة والرحلات التي قام بها من مدريد إلى كاستيون، لكنه لم يستوعب فكرة إنفاق ثروة لشراء سيارة".
ويروي فالنتين قصة توقيع الدولي الإسباني عام 2018 في نادي أتلتيكو مدريد، موضحًا بأنه استقبل الخبر في سكن الطلاب (الحي الجامعي)، وقال: "عندما وقع في أتلتيكو مدريد أخبرني بذلك، وقال لي بأن صحيفة ماركا نشرت الخبر، وقام بذلك، عندما كان يعيد تسخين البيتزا التي يقدمونها له بعد المباريات".
ويوجد شخص آخر مهم في حياة ومسيرة رودري الكروية، وهو وكيل أعماله بابلو باركيرو الذي بدأ معه المشوار من نادي الطفولة رايو ماخاداهوندا، وصولًا إلى مانشستر سيتي الذي يعد حاليًّا واحدًا من أفضل الفرق في العالم وأوروبا، ولم ينس النجم الإسباني ذكر اسم وكيله أيضا لدى تسلمه لجائزة الكرة الذهبية.
إنها الكرة الذهبية التي يمكن وصفها بـ"حبة الكرز" فوق "كعكة" إنجازات وألقاب الدولي الإسباني الجماعية، خاصة مع مانشستر سيتي ومنتخب إسبانيا، وذلك بالنسبة للاعب ميزته الكبيرة التواضع والبساطة البعيدة كل البعد عن حياة النجوم والأضواء.