الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 | 10:28 مساءً
عودة الكتاتيب
«الأزهري»: صروح تعليمية وتربوية تزرع القيم النبيلة وتحفظ الهُويّة
«شاهين»: تأتي ضمن المبارة الرئاسية «بداية جديدة نحو بناء الإنسان»
في خطوة تهدف إلى تعزيز التعليم الديني والمساهمة في الحفاظ على التقاليد الدينية، أعلنت وزارة الأوقاف المصرية الأيام الماضية عن عودة الكتاتيب في جميع أنحاء الجمهورية، القرار الذي لاقى اهتمامًا واسعًا داخل المجتمع المصري، يأتي بعد فترة من التوقف نتيجة الظروف الصحية والاجتماعية التي مرت بها البلاد في السنوات الأخيرة.
الكتاتيب، التي كانت تمثل حجر الزاوية في تعليم الأطفال في مصر، خاصة في مجال حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ الدين الإسلامي، توقفت لفترة طويلة بسبب التحديات التي فرضتها جائحة كورونا والتوجهات الحكومية نحو تحديث المنظومة التعليمية.
مسؤولون يؤكدون أهمية القرار
أسامة الأزهري، وزير الأوقاف
قال الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، إن قرار عودة الكتاتيب يمثل خطوة مهمة في إطار جهود الوزارة لتعزيز الدور الديني والتربوي للمدارس الدينية التقليدية، وبدأت من قرية الشيخ شحاتة بمركز تلا بمحافظة المنوفية، متابعًا: الكتاتيب ليست مجرد أماكن لتحفيظ القرآن الكريم بل هي صروح تعليمية وتربوية تزرع القيم النبيلة وتحفظ الهُويّة وتبني الإنسان على الأخلاق الرفيعة والفهم العميق لمعاني الدين والانتماء الصادق للوطن وإحياء اللغة العربية في نفوس الأجيال الجديدة باعتبارها لغة القرآن الكريم مما يحمي الأجيال القادمة من الإرهاب والإلحاد معًا.
وأكد «الأزهري»، أن الكتاتيب ستتم مراقبتها بشكل صارم لضمان تطبيق المناهج المعتمدة والتي تركز على تعليم القرآن الكريم والقيم الإسلامية.
وأوضح وزير الأوقاف، أنه تم وضع خطة شاملة لتطوير الكتاتيب، تشمل تحديث أساليب التعليم وتوفير المعلمين المؤهلين، مضيفًا أن الوزارة تسعى لضمان بيئة تعليمية مناسبة تساهم في تكوين جيلٍ من الشباب قادر على التفاعل مع التطورات المعاصرة بينما يظل متمسكًا بمبادئه الدينية.
بداية جديدة نحو بناء الإنسان
الكتاتيب
وقال الدكتور محمود شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، إن عودة الكتاتيب تأتي ضمن المبارة الرئاسية «بداية جديدة نحو بناء الإنسان»، كما أن الأوقاف لها رسالة وغاية وهدف من «عودة الكتاتيب» وهي أن تكون صروحًا تربويةً تُسهم في بناء الشخصية المصرية وتحافظ على الهوية المصرية الوطنية لغة القرآن الكريم وربط الأجيال منذ الصغر بالحجة النبوية المشرفة بمبادئ الإسلام السمحة، ومنها إكرام الإنسان ويأتي من خلال قوله تعالى «ولقد كرمنا بني آدم» بمعنى أن يتعامل كل إنسان مع غيره بقيم التقدير والإنسانية، كذلك احترام الأكوان يكون من خلال التعامل مع جميع الخلق بمنطق السعة.
وفي نفس السياق، أكدت مصادر في وزارة الأوقاف أن الكتاتيب ستخضع لرقابة وإشراف من قبل الوزارة، لضمان أنها تتماشى مع المناهج الحديثة، وأنها لا تقتصر فقط على تعليم القرآن، بل ستشمل أيضًا مواد دينية إضافية تساهم في تنمية الفكر الديني المعتدل.
أهداف القرار
عودة الكتاتيب
وأشار الدكتور نوح العيسوي، رئيس الإدارة المركزية لشؤون وزارة الأوقاف، إلى أن عودة الكتاتيب تأتي في إطار خطة الوزارة لتطوير وتوسيع قاعدة التعليم الديني في مصر. وأضاف أن الهدف الرئيسي هو توفير بيئة تعليمية تركز على تعزيز الثقافة الإسلامية، خاصة في المناطق النائية التي قد لا تتوفر فيها مدارس دينية حديثة. وأوضح أن الكتاتيب ستكون بمثابة منابر تربوية دينية متكاملة، تسهم في تعليم الأطفال الصغار ما يتناسب مع التقاليد الدينية والثقافية المصرية.
إشادات وانتقادات
القرار لاقى ترحيبًا من بعض الأوساط الدينية والثقافية في مصر، حيث أعرب الشيخ عبد الله حسن، إمام مسجد، عن دعمه للقرار مشيرًا إلى أن الكتاتيب كانت تمثل ركيزة أساسية في تكوين الشخصية الدينية للمواطن المصري عبر العصور. وأكد أن عودة الكتاتيب سوف تساهم في غرس القيم الإسلامية الوسطية بين الأجيال الجديدة.
لكن، في المقابل، أبدى بعض الخبراء التربويين قلقهم من أن الكتاتيب قد تكون ساحة لتعليم أساليب قديمة وغير فعالة في ظل التقدم التكنولوجي الكبير في مجال التعليم.
وقالت الدكتورة سامية يوسف، أستاذة التعليم بجامعة القاهرة، إن: "الكتاتيب لا يجب أن تقتصر على حفظ القرآن الكريم فقط، بل يجب أن تكون جزءًا من منظومة تعليمية شاملة تواكب التوجهات الحديثة في التعليم".
مستقبل الكتاتيب في مصر
رغم بعض الانتقادات، يبدو أن وزارة الأوقاف ماضية في تنفيذ هذا القرار، مؤكدين على ضرورة إعادة تفعيل دور الكتاتيب بشكل يتماشى مع المتغيرات العالمية في مجال التعليم. وقد أشارت المصادر إلى أنه سيتم تخصيص موارد كبيرة لتطوير هذه المؤسسات بما يتماشى مع المعايير الحديثة.
وفي الختام، تبقى عودة الكتاتيب في مصر بمثابة خطوة نحو تعزيز الهوية الدينية والتعليمية، التي يتطلع القائمون عليها إلى أن تساهم في بناء جيل جديد من الشباب، متمسك بالقيم الإسلامية بينما يتفاعل مع تحديات العصر الحديث.
اقرأ ايضا