دقت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة الحق في الحياة ناقوس الخطر بشأن ترويج لإعلانات ووصفات طبية تستخدم الذكاء الاصطناعي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تدعي أنها تعالج أمراضا مزمنة وخطيرة.
وقال علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة الحق في الحياة، إن هذه الإعلانات المضللة باتت تقوم بإنتاج وصناعة وصلات إشهارية مزورة باسم أطباء ذوي شهرة عالمية، واستغلال شخصيات معروفة سياسية، فنية، رياضية وإعلامية، ومقدمي نشرات الأخبار والبرامج التلفزيونية بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي.
وأضاف لطفي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الخطير في الأمر أن هذه المواد التي يتم ترويجها بهذا الشكل المظلل تشكل اليوم 90 بالمائة من الأدوية التي يتم بيعها عبر الإنترنت”، مبرزا أن الأمر يتعلق بـ”عملية نصب واحتيال وفق منظمة الصحة العالمية”.
وتابع المتحدث: “هي صناعة مضللة؛ فمثلا هناك إعلانات تقول إن أدوية السرطان تؤدي إلى نتائج إيجابية وتطالب باللجوء للأعشاب ومكونات أخرى”، منبها إلى أنها “أكاذيب يتم تصديقها نظرا لأن أسعار الأدوية في المغرب مرتفعة بـ2 إلى 5 مرات مقارنة مع دول متقدمة، وهذا ما يدفع للجوء إلى مثل هذه الأدوية المضللة، خاصة في أمراض مزمنة مكلفة”.
وواصل: “هذا ما يجعل بعض المواطنين يلجؤون إلى نشاط غير قانوني وغير مرخص له؛ لأن ثمن هذه الأدوية رخيص ولا يعرف حتى مصدرها أو مكوناتها”، مشددا على “ضرورة التصدي لهذه الفوضى وهذه الإعلانات التي تتزايد سنة بعد أخرى”.
وذكر لطفي أن “المسؤولية تقع على الحكومة ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية في هذا الصدد”، مناديا بـ”ضرورة التصدي والمواجهة لفوضى الإعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحماية المواطنين من أضرار ومخاطر السلع المغشوشة والضارة، التي تعرض صحة المرضى والمواطنين للخطر”.
وقالت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة الحق في الحياة، ضمن بلاغ لها، إنه يتم “الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى كاذب حول (علاجات معجزة) كعلاج السرطان وأمراض القلب الشرايين ومشكلات الجهاز العصبي الرئيسي والسكري والتهاب الكبد الفيروسي والفشل الكلوي والزهايمر والرعاش والتوحد، بل وحتى العقم وأمراض المناعة والضعف الجنسي … مكملات غذائية تتعلق بنمط الحياة مثل حبوب العجز الجنسي عند الرجال، وحبوب إنقاص الوزن، ووقف تساقط الشعر، هذا فضلا عن الترويج لخلطات عشبية طبيعية تستخدم في علاج العديد من الأمراض المختلفة، خاصة في التخسيس والحميات الغذائية، يدعي مروجوها أنها آمنة ولا تتسبب في أضرار جانبية، وهذا ما يعزّز من توغلها”.
ونبهت الشبكة إلى أنه “رغم كل المجهودات التي تبذل على المستوى الدولي والوطني للحد من تجارة الأدوية المزيفة والمكملات الغذائية ومستحضرات التجميل المغشوشة عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، فقد انتشرت أنماط الدعاية المزيفة والمضللة بأشكال مختلفة، وفي الأغلب هي منتجات دوائية مغشوشة مسجلة لشركات عالمية وخارج القانون 04-17 المتعلق بمدونة الدواء والصيدلة، وخاصة المادة 12 منه”.
وقد حذرت منظمة الصحة العالمية سنة 2024 من الترويح لمنتجات طبية متدنية مزورة ومغشوشة ومزيفة وأكدت أن 90 في المائة من عمليات شراء الأدوية عبر الإنترنت تنطوي على عمليات نصب.
كما أصدرت هيئة الرقابة الدولية للأدوية التابعة للأمم المتحدة، التي تتخذ من فيينا مقراً لها، دراسة تفيد بأن هناك نمواً في الطلب على العقاقير المزيفة أو الرخيصة التي تباع عن طريق الإنترنت، وهذه الأدوية وفقاً للتقرير “لا تقتل الأوجاع ولكنها تقتل المرضى”.