الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 | 02:55 صباحاً
تشهد أسعار السلع في السوق المصري حالة من الترقب وسط تذبذب أسعار الدولار، ما يثير تساؤلات حول قدرة الاقتصاد المصري على مواجهة هذه التحديات وتأمين احتياجات المواطنين بأسعار مستقرة، في ظل ضغوط اقتصادية عالمية ناجمة عن الأزمات الدولية وبارتفاع أسعار الدولار، يجد السوق المصري نفسه أمام اختبارات متعددة تتعلق بالاستيراد، والإنتاج المحلي، واستدامة توافر السلع بأسعار معقولة.
جهود الدولة لدعم الاقتصاد
يتزامن هذا مع جهود مكثفة من الجهات الحكومية لدعم الاقتصاد الوطني عبر تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، في محاولة للحد من تأثير تقلبات أسعار العملة على السلع الأساسية، ومع ذلك، تبقى بعض القطاعات الحيوية مرتبطة بشكل كبير بالواردات، مما يجعلها أكثر عرضة لتقلبات السوق العالمية.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الدولة إلى تحقيق التوازن بين العرض والطلب، تبرز أهمية التعاون بين كافة الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة، القطاع الخاص، والمجتمع المدني، لضمان استقرار السوق وحماية المستهلك من موجات تضخم قد تتزايد إذا استمرت العملة المحلية في مواجهة الضغوط.
العتابي: الإنتاج المحلي يثبت قدرته على تحييد تأثير تقلبات الدولار على أسعار السلع
أوضح الأستاذ أحمد العتابي، المتحدث باسم شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية، في تصريحات صحفية خاصة ل "بلدنا اليوم" أن أسعار السلع والمواد الغذائية تشهد استقرارًا ملحوظًا خلال هذه الفترة، مدفوعًا بزيادة الإنتاج المحلي وافتتاح عدد من المصانع الجديدة التي أسهمت في تعزيز توافر المنتجات بالسوق المصري.
وأضاف العتابي أن التحركات الأخيرة في سعر الدولار لن يكون لها تأثير كبير على أسعار المواد الغذائية، نظرًا لاعتماد السوق المحلي بشكل متزايد على الإنتاج الوطني، مما يقلل من التأثير المباشر للتغيرات في أسعار الصرف على السلع الأساسية.
وأكد العتابي أن هذا الاستقرار يعكس الجهود المبذولة لدعم الاقتصاد المحلي وتحقيق التوازن بين العرض والطلب، مشددًا على أهمية استمرار هذه الجهود لضمان استدامة استقرار السوق وحماية المستهلك من أي تقلبات محتملة، مختتما تصريحه بدعوة المواطنين إلى الاطمئنان بشأن توافر السلع الغذائية، حيث أن السوق يشهد حالة إيجابية من الاستقرار والنمو المتوازن.
سيد خضر: أسعار السلع تصعد مع ارتفاع الدولار لاستيراد الكثير من مستلزمات الإنتاج
ويقول الدكتور سيد خضر، الخبير الاقتصادي، في تصريحات صحفية خاصة ل "بلدنا اليوم" أن أسعار السلع الغذائية من المتوقع أن تشهد ارتفاعًا خلال الأيام المقبلة، مع استمرار تحركات سعر الدولار صعودًا، موضحاً أن هذا الارتفاع يعود بشكل أساسي إلى اعتماد نسبة كبيرة من مستلزمات الإنتاج على الواردات الخارجية، وهو ما يزيد من تكلفة الإنتاج في ظل صعوبة توفير العملة الصعبة نتيجة للضغوط الاقتصادية العالمية.
وأضاف خضر أن العالم يمر بفترة من الاضطرابات الاقتصادية الناتجة عن الأزمات الدولية والحروب المتزايدة، والتي تؤثر بشكل مباشر على حركة التجارة العالمية وأسعار السلع، مما يفرض تحديات كبيرة أمام الاقتصاد المصري، مؤكداً أن أحد الحلول الجوهرية للتصدي لهذه التحديات يكمن في تعزيز الاعتماد على المنتج المحلي، مشيرًا إلى أهمية دعم الصناعة الوطنية وزيادة الإنتاج المحلي لتقليل الاعتماد على الاستيراد، وبالتالي تقليل أثر تقلبات العملة على الأسعار.
وأشار الدكتور سيد خضر إلى أن فتح أبواب الاستيراد لبعض السلع بشكل مدروس قد يكون خطوة فاعلة على المدى القصير، حيث يمكن أن يسهم في زيادة المعروض وإغراق السوق، مما يحد من ارتفاع الأسعار ويكبح التضخم، ولكنه شدد على ضرورة أن يكون ذلك ضمن إطار منظم يحمي الصناعة المحلية ويضمن توازن السوق دون الإضرار بالمنتجين المحليين.
وأوضح أن تحقيق التوازن بين دعم المنتج المحلي وتنظيم عمليات الاستيراد سيسهم في تعزيز قدرة الاقتصاد على مواجهة الأزمات وتقليل الآثار السلبية للتضخم، كما دعا إلى تبني سياسات اقتصادية مرنة تراعي المتغيرات العالمية وتوفر حلولاً مستدامة لتعزيز استقرار السوق المحلي.
وفي ختام تصريحه، شدد الدكتور سيد خضر على أهمية تكاتف جميع الجهات المعنية، بما في ذلك الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، لدعم الصناعة الوطنية وتعزيز ثقافة الاعتماد على المنتج المحلي، كما دعا إلى اتخاذ خطوات فاعلة لتوفير العملة الصعبة وتحسين بيئة الاستثمار، بما يضمن تحقيق نمو اقتصادي مستدام ويقلل من تأثير الأزمات الخارجية على الاقتصاد المصري.
اقرأ ايضا