أخبار عاجلة
إيرادات هائلة يحققها فيلم "الحريفة 2" -

إفيه يكتبه روبير الفارس: "المنتقم السعيد"

إفيه يكتبه روبير الفارس: "المنتقم السعيد"
إفيه يكتبه روبير الفارس: "المنتقم السعيد"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم تكتمل البهجة أبدًا عند الاحتفال بميلاد السيد المسيح،ولعل الذكرى نفسها مرتبطة أيضًا بحادث دموي وقع في بيت لحم، حيث قتل الملك اليهودي هيرودس الأطفال المولودين بالقرية، بحثًا عن الطفل الإلهي بينهم. وأغرق الدم "المزود"، رغم أن تهليل الملائكة في البشارة كان يعلن "السلام للأرض" و"المسرة للناس"، بشرط أن يكون "المجد لله في الأعالي" أولًا.

إلا أن الواقع البشري ينزع مظاهر البهجة والسلام والمسرة، ممجدًا الشيطان. وبدلًا من رش الورد، يُرَش الدم. وتتبع هذه الحوادث من مذبحة أطفال بيت لحم إلى حادث الدهس الأخير بسوق الكريسماس في ألمانيا أمر يحتاج إلى توثيق وتساؤلات. وحتى كتابة هذه السطور، تم الإعلان عن مقتل 5 أشخاص بينهم طفل، بالإضافة إلى 205 مصابين بينهم حالات خطرة. ووصف المستشار الألماني "أولاف شولتس"، الذي زار موقع الهجوم، بـ"كارثة رهيبة"، معربًا عن قلقه بشأن إصابة حوالي 40 شخصًا بجروح خطيرة جراء عملية الدهس.

العملية قام بها طبيب سعودي استهدف سوق هدايا عيد الميلاد في مدينة ماغدبورغ بألمانيا. وقد أثار قيام هذا الطبيب المختلف عليه بهذه العملية الانتقامية ذاكرتي السينمائية وقادني إلى مقارنة معكوسة بفيلم "أمير الانتقام" بطولة أنور وجدي وسامية جمال وفريد شوقي ومحمود المليجي وكمال الشناوي ومديحة يسري، وإخراج بركات، وإنتاج عام 1950.

أنا مدمن هذا الفيلم بصورة غريبة ولا أحصي عدد المرات التي شاهدت فيها فيلم "أمير الانتقام". ورغم أن قصته الأصلية "الكونت دي مونت كريستو" للكاتب الفرنسي ألكسندر دوما، استحلبتها السينما العالمية في مئات الأفلام، بل وقدمتها السينما المصرية مرات عديدة، والعجيب ان المخرج بركات قدم نفس الفيلم باسم "أمير الدهاء" من بطولة فريد شوقي. كما قدم الفنان نور الشريف القصة أكثر من مرة في أفلام "دائرة الانتقام"، و"الظالم والمظلوم"، وغيرها. بل وفي إطار النسوية، قدمتها نجلاء فتحي في "المرأة الحديدية". وصولًا إلى فيلم "واحد من الناس" لكريم عبد العزيز ومسلسل "رشيد" لمحمد ممدوح، إخراج مي ممدوح عام 2023. وتيمة القصة مازالت صالحة لتقديمها مرات أخري.

لكن يبقى "أمير الانتقام" في صورته الأولى محل الإعجاب. وفيه ينتقم "حسن الهلالي" من الأصدقاء الذين تآمروا عليه وحولوا حياته إلى جحيم. فهناك من أخذ وظيفته، ومن أخذ حبيبته، ومن سجنه. وبذلك فقد الحب والمكانة والحرية، وهي الثلاثية التي تدعم بالأساس عملية الثأر والانتقام.

لكن في حالة الطبيب السعودي، الذي قام بعملية انتقامية لا تخلو من نزعة جنونية، فقد دهس أبرياء لم يسرقوا منه شيئًا. بل على العكس تمامًا، فقد لجأ إلى ألمانيا التي أعطته حبًا حقيقيًا وعملًا ومكانة متميزة وحرية؛ حرية فكر وتعبير وحركة. فهو لم يُسجن في قبر، ولم يُسرق عُمره، ولم يُمنع من التعبير عن نفسه. لذلك، جدير به أن يُلقب بـ"المنتقم السعيد"، والذي يوجد أمثاله كثيرون في أوروبا وأمريكا. يظهرون عند وقوع حادث مثل حرق كاتدرائية نوتردام في فرنسا أو مقتل رجل دين، ويعبرون عن الشماتة الكبرى، وينتظرون فرصة لدهس السعادة.

إفيه قبل الوداع


"خد بالك لأن عدوينك وحوش ولا يرحموش" - علي الكسار لأنور وجدي في فيلم "أمير الانتقام".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق «دليلة» تطلب الخلع بعد 5 سنوات من «الخداع».. صدمة عيد ميلادها كشفت المستور
التالى أطعمة يجب تجنبها بعد الساعة 6 مساء.. «حافظ على نشاطك»