عندما تعاقد ليفربول مع المدرب الهولندي أرني سلوت خلافة يورغن كلوب، لم يقم بثورة في الفريق أو تغييرات جوهرية، إذ كانت التغييرات فقط في توظيف بعض اللاعبين وتغيير بعض الأفكار.
احتفظ سلوت حتى بهوية ليفربول التي بناها كلوب المتعلقة باللعب المباشر، والتحولات السريعة القائمة على استغلال سرعات محمد صلاح ولويس دياز وداورين نونيز وغيرهم، بجانب توظيف بعض اللاعبين.
ومن بين التغييرات الملحوظة، كانت عودة ترينت ألكسندر أرنولد إلى دور الظهير الأيمن التقليدي الذي يلعب على الخط، بعدما كان يقوم في الموسم الأخير مع كلوب بدور الظهير المتداخل الذي يلعب للعمق كثيرًا.
وعندما جاء سلوت في أغسطس/ آب، تحدث عن دور أرنولد في اللعب كظهير طبيعي، وقال: "في اللعبة الحديثة، ترى الكثير من لاعبي الظهير يتجهون إلى خط الوسط، وهذا ما فعله أرنولد في الموسم الماضي من حين لآخر، ورأيته يلعب في خط الوسط في بطولة أوروبا. إنه قادر على اللعب في كلا المركزين بشكل جيد حقًّا، ثم الأمر متروك لي لرؤية أين يمكن أن يساعد الفريق أكثر".
كما توضح خريطة التحركات أعلاه الفارق بين تحركات أرنولد في الموسم الماضي والموسم الحالي، فالتحول واضح، فأرنولد الموسم الماضي كان يلعب للداخل كثيرًا، لكنه هذا الموسم يلتزم بدور الظهير الطبيعي على الخط.
أرنولد كان يلعب في وسط الملعب أيضًا مع إنجلترا في بطولة أوروبا الصيف الماضي، وكان يتم إدخاله للوسط خلال الاستحواذ في ليفربول.
لكن هذا الموسم لم نشاهد الظهير البالغ من العمر 26 عامًا يخترق للداخل كثيرًا. صحيح أنه ما يزال يتمتع بحرية الدخول لعمق الملعب في بعض الحالات، لكن العمل الأكبر يأتي من على الطرف.
يلجأ أرنولد لدعم محمد صلاح على الخط، ويُحرره أحيانًا كما في الصور أعلاه، وفي لعبة الهدف الأول لليفربول أمام باير ليفركوزن كما في الصورة أعلاه، بدأ الهجمة من الجانب الأيمن بتمريرة عميقة.
قدرة أرنولد على التمرير للعمق بدلاً من التحرك للعمق خيار جيد لليفربول، حتى لو انخفضت مشاركته في اللعب، لكنه على الأقل يوفر الدعم اللازم لزملائه بحركته وسرعته.
من حيث اللعب بالكرة، كان ألكسندر أرنولد أقل مشاركة بشكل ملحوظ هذا الموسم، حيث بلغ متوسطه 53 تمريرة فقط لكل 90 دقيقة. وهذا انخفاض كبير عن مواسمه الستة السابقة.
بدلاً من أن يكون صانع الألعاب الرئيسي كما كان في الموسم الماضي، فإن بناء ليفربول للهجمات الآن يتم توجيهه عادةً من خلال وسط الملعب، مع احتمالية أكبر لتلقي رايان غرافينبيرش المتكرر للكرة من لاعبي الوسط، قبل التقدم للأمام للبحث عن زملائه في الهجوم.
بفضل براعته الفنية التي لا شك فيها، أصبح من الشائع رؤية الظهير الأيمن لليفربول وهو يمرر الكرة قطريًّا إلى الجانب الآخر من دون عناء، ويعطل تحرك الفريق الآخر من خلال نقل اللعب من جانب إلى آخر.
ما يزال ألكسندر أرنولد يحاول دفع الكرات للأمام، حيث إن 20% من تمريراته عبارة عن كرات طويلة (تمريرات تزيد عن 35 ياردة) أعلى معدل في المواسم الأخيرة.
المرشح لخلافة ألكسندر أرنولد لا يناسب أسلوب سلوت
يقترب ألكسندر أرنولد من الأشهر الستة الأخيرة من عقده، وسيكون حرًّا في مناقشة الانتقال لنادٍ آخر في غضون أسبوع واحد فقط، عندما تفتح نافذة الانتقالات الشتوية في يناير/ كانون الثاني، حيث يسعى ريال مدريد بشدة للفوز بالسباق على توقيعه.
سيكون على ليفربول الحفاظ على لاعبه الدولي الإنجليزي، خاصة أن الاسم المتاح لتعويضه وهو جيريمي فريمبونغ لاعب باير ليفركوزن، لا يناسب ليفربول مثل أرنولد.
جيريمي فريمبونغ، الذي تمكن من تسجيل 14 هدفًا و12 تمريرة حاسمة لفريق باير ليفركوزن الفائز بالدوري الألماني الموسم الماضي، لاعب جيد لكنه لا يناسب طريقة أرني سلوت.
يلعب جيريمي فريمبونغ كظهير جناح تحت قيادة تشابي ألونسو، لكن سلوت يريد ظهيرًا أيمن تقليديًّا لدفاع مكون من أربعة لاعبين، لذلك فريمبونغ لن يكون مناسبًا.