قالت الشرطة الألمانية إن الدافع وراء هجوم سوق عيد الميلاد غامض لدرجة أنه لا يمكن تقييمه حتى الآن، وإنها ستراجع ما إذا كانت فاتتها التحذيرات التي تلقتها حول المشتبه به، وفقًا لمجلة ديرشبيجل.
وتسببت عملية الدهس مساء الجمعة في سوق لعيد الميلاد بمدينة ماغديبورغ الألمانية بمقتل خمسة أشخاص بينهم طفل صغير إلى جانب إصابة أكثر من مائتي شخص.
وتتداول وسائل الإعلام كنيتين مختلفتين للمتهم "طالب.ع" واحدة هي عبد الجواد والأخرى عبد المحسن، ويبلغ من العمر 50 عامًا، وحتى الخريف الماضي، كان يعمل طبيبًا نفسيًا ضمن مصلحة السجون الألمانية، ويعالج المساجين الذين يعانون من مشاكل الإدمان.
وكتب زملاء "طالب.ع" في بيان أنهم يشعرون بصدمة شديدة، وأنه كان يعمل معهم منذ عام 2020، ومنذ نهاية أكتوبر، لم يعد إلى العمل بسبب الإجازة والمرض.
وأظهر الاختبار الأولي أن المشتبه به كان تحت تأثير المخدرات أثناء الهجوم وشارك حساب على منصة إكس نسب إليه منشورات متطرفة، وصورة غلاف السلاح رشاش ووصف يعبر عن رغبة ألمانيا بأسلمة أوروبا".
كما شارك منشورًا أشاد به بسلوان موميكا الذي حرق نسخ من المصحف على السويد مرات عديدة، فيما اتهمه موميكا بأنه مسلم يدعى أنه ملحد.
وتحدث المتهم "طالب. ع" في مقابلات سابقة عن انتقاده للإسلام والمملكة العربية السعودية، التي غادرها عام 2006، وفضل أن يشار إليه كناشط في مجال حقوق اللاجئين، ثم تبين تناقض صارخ بين تلك الصفة وبين عداءه للمهاجرين وتأييده لليمين الألماني الرافض للتساهل مع الهجررة إلى ألمانيا.
دافع غامض
من جهته، صرح المدعي العام الألماني هورست فالتر نوبينس أنهم يحققون فيما إذا كانت خلفية الهجوم قد تكون لها علاقة بعدم الرضا عن الطريقة التي يتم بها معاملة اللاجئين من السعودية في ألمانيا، لكن الدافع غير واضح حاليًا.
أما رئيس الشرطة الفيدرالية الألمانية هولغر مونش قال في تصريحات لقناة ZDF إن الظروف المحيطة بالدافع لا تزال غامضة للغاية بحيث لا يمكن الحكم عليها.
وأشار إلى أن المشتبه به لديه آراء معادية للإسلام، وله علاقة أيضًا بمنصات يمينية متطرفة، ومع ذلك، لا يمكن إثبات أن الفعل كان له دوافع سياسية، متابعا: "لدينا نمط غير معهود للغاية هنا، وعلينا الآن تحليله بهدوء".
وأكد هولغر مونش المعلومات حول أن السعودية تواصلت معهم بشأن المشتبه به، قائلا إن ذلك حدث في نوفمبر 2023، وأن السلطات الآن تراجع تصرفاتها فيما يتعلق بمنفذ حادث الدهس.
وأضاف: "كان له تواصلات عديدة مع المؤسسات، تخللها إهانات وأحيانًا تهديدات. لكن لا توجد أعمال عنف معروفة".
وارتفعت حصيلة ضحايا عملية الدهس في سوق عيد الميلاد بمدينة ماغديبورغ الألمانية إلى خمسة أشخاص بينهم طفل، والمصابين إلى أكثر من 200 شخص، فيما تناقلت حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي اسم المشتبه به وصفحته على منصة إكس وتغريدات ومشاركات سابقة له، كما كشفت عن وثائقي أجرته معه بي بي سي في السابق.
وكشفت العديد من الحسابات على منصة إكس أيضًا عن إشارة سلوان موميكا، الذي أحرق نسخ من المصحف في السويد مرات عديدة في السابق، إلى صفحة شخص ادعي أنه المشتبه به في عملية الدهس ويدعى طالب عبد المحسن، قائلا إنه مسلم يدعي أنه ملحد.
فيما أشارت حسابات أخرى إلى قيام المشتبه به نفسه بمشاركة منشورات لموميكا، مشيدًا بعمله في حرق نسخ من المصحف، وكذلك منشورات منتقدة ومعادية للإسلام من رموز يمينية متطرفة، ومعربًا عن أفكار متطرفة ومنتقدة للسلطات الألمانية، ومتهمًا إياها بارتكاب جرائم ضد اللاجئين السعوديين وأسلمة أوروبا.
وقالت وزير الداخلية الألمانية نانسي فيزر أن منفذ الهجوم كان معاديا للإسلام بشكل واضح، كما نقلت عدة وسائل إعلامية وألقت الشرطة الألمانية القبض على منفذ الهجوم، وهو طبيب سعودي يبلغ من العمر 50 عامًا، ويقيم في ألمانيا منذ عام 2006، وكان يعيش في منطقة بيرنبورغ، على بعد حوالي خمسة أميال من ماغديبورغ، حسبما ذكرت صحيفة دي فيلت، التي كشفت أن الطبيب السعودي أجريت معه مقابلة سابقًا مع صحيفة فرانكفورتر الألماينه، ووصف نفسه حينها على أنه أكثر منتقدي الإسلام عدوانية في التاريخ".
وقال مسؤول ألماني كبير، في مؤتمر صحفي صباح أمس السبت، إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا، مؤكدًا أن هناك 200 جريح تقريبًا، وأن حوالي 40 شخصًا حالتهم خطيرة.
كان قلقًا بشأن الاضطهاد
ولم يتضح ما إذا كان حساب إكس الذي كتبت عنه وسائل الإعلام الألمانية هو نفسه الذي حذرت منه السعودية، كما لم تؤكد السلطات الألمانية أيضًا العلاقة بين الحساب والجاني ووفقًا لصحيفة دي فيلت فإن الرجل عندما تقدم بطلب اللجوء إلى ألمانيا قال إنه يشعر بالقلق من الاضطهاد في وطنه بسبب آرائه.