أصدر الاتحاد الجزائري لكرة القدم قرارات صارمة وحازمة في حق حكم مباراة النادي الرياضي القسنطيني ونجم مقرة، التي لعبت يوم السبت، في الجولة الـ14 من الدوري الجزائري للمحترفين، والتي عرفت مهزلة تحكيمية غير مسبوقة بسبب القرارات الغريبة والمحيّرة لحكم المواجهة في مناسبتين بخصوص حادثة واحدة فقط.
مباراة النادي القسنطيني ونجم مقرة شهدت تسجيل هدف للفريق الأول في الدقيقة الـ90+6، احتسبه الحكم لطفي بكواسة في البداية قبل أن يتراجع عن ذلك بعد احتجاجات قوّية من طرف لاعبي ومسؤولي نادي نجم مقرة، خاصة أن صور اللقطات التلفزيونية أثبتت عدم شرعية الهدف، الذي جاء من وضعية تسلل واضحة، في وقت غابت فيه تقنية "الفار" عن اللقاء.
وعرفت أرضية ملعب الشهيد حملاوي حالة فوضى كبيرة للغاية، وقيام الحكم بتوزيع العديد من البطاقات الصفراء وأخرى حمراء في حالة الاحتجاجات الأولى على احتسابه للهدف، وبعد توقف استمر لحوالي 15 دقيقة، قرر الحكم بكواسة إلغاء احتسابه للهدف، ما تسبب في احتجاجات عارمة أخرى.
لم يهضم لاعبو ومسؤولو النادي القسنطيني وفي مقدمتهم المدرب خير الدين مضوي بدورهم القرار الثاني للحكم بإلغاء الهدف المسجل لصالحهم، وأطلقوا موجة احتجاجات شديدة أخرى استمرت لحوالي 15 دقيقة أخرى، وعرفت فوضى كبيرة وتوزيع بطاقات صفراء وحمراء، قبل أن يعلن الحكم بكواسة عن نهاية المباراة بالتعادل السلبي (0ـ0).
وتم تناقل مقاطع فيديو المهزلة التحكيمية لمباراة النادي القسنطيني ونجم مقرة على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي، ما خلف موجة استياء واسعة لدى الجماهير الجزائرية، التي طالبت باتخاذ قرارات ردعية ومعاقبة المتسببين في تلك المهزلة.
الاتحاد الجزائري لكرة القدم يرّد ببيان قوّي
لم يتأخر الاتحاد الجزائري لكرة القدم في الرد على أحداث مباراة النادي القسنطيني ونجم مقرة، وأصدر بيانًا شديد اللهجة نشره على مختلف حساباته الرسمية في منصات التواصل الاجتماعي، وجاء فيه: "يعرب الاتحاد الجزائري لكرة القدم عن أسفه للأحداث التي رافقت مباراة النادي الرياضي القسنطيني ونجم مقرة، ضمن الجولة الرابعة عشرة من بطولة الرابطة الأولى، والتي تخللها خطأ تحكيمي جسيم أضر بصورة التحكيم".
وتابع: "بموجب الصلاحيات المخولة لها، قررت لجنة الطوارئ للاتحاد الجزائري لكرة القدم إيقاف الحكمين لطفي بوكواسة وعادل عبان بشكل فوري، مع تكليف اللجنة الفيدرالية للتحكيم بفتح تحقيق حول تصرفاتهما واتخاذ التدابير المناسبة".
وزاد: "الاتحاد الجزائري لكرة القدم، الذي يواصل العمل على رفع المستوى التقني وتعزيز أخلاقيات التحكيم، يؤكد أنه لن يتسامح مع أي تجاوزات أو سلوكيات قد تضر بصورة كرة القدم الجزائرية أو تسبب في إثارة العنف، سواء من قبل الحكام أو المسيرين أو اللاعبين".
وأردف: "كما قررت لجنة الطوارئ للفاف تكليف اللجنة الفيدرالية للتحكيم بتقييم أداء الحكام تقنيًا قبل نهاية مرحلة الذهاب، ووضع قائمة بأفضل الحكام القادرين على إدارة مباريات الرابطة الأولى المحترفة بكفاءة".
قرارات أكثر صرامة
وبالإضافة إلى قرار إيقاف الحكمين، كشف مصدر مطلع لمنصة winwin عن اتخاذ لجنة الطوارىء قرارات أخرى أكثر صرامة، وتمثلت في منع الحكمين المذكورين من إدارة أية مباريات إلى غاية نهاية الموسم الكروي الحالي، مع إمكانية إقصائهما من ممارسة مهامهما مدى الحياة.
وأضاف ذات المصدر بأن ذات اللجة قررت حرمان الحكمينن لطفي بكواسة وعادل عبان من الشارة الدولية، وبالتالي عدم إدارتهما أي مباريات قارية أو دولية مستقبلا، وأولها بطولة أمم أفريقيا للاعبين المحليين (الشان) التي ستجرى مطلع العام المقبل.
كما تقرر أيضا، إلغاء كل القرارات التي اتخذها الطاقم التحكيمي الذي أدار مباراة شباب قسنطينة ونجم مقرة، بعد الدقيقة 6+90، وهي اللحظة التي شهدت تسجيل الهدف الملغى، إذ وبعد الفوضى التي عرفها ملعب المباراة، أشهر الحكم عدة بطاقات حمراء وصفراء في حق لاعبين ومدربين، لتقرر لجنة الطوارىء إلغاء كل هذه البطاقات.