تواصل شركة أرامكو السعودية تنفيذ إستراتيجيتها الرامية إلى الوصول لأسواق جديدة من خلال ضخ استثمارات في تكرير النفط والبتروكيماويات، بما يضمن لها تسويق إنتاجها من الخام لسنوات عديدة قادمة.
وفي هذا الإطار، وقّعت شركة النفط السعودية -إحدى الشركات المتكاملة والرائدة عالميًا في مجال الطاقة والبتروكيماويات- اليوم الأربعاء 30 أكتوبر/تشرين الأول (2024)، اتفاقية تعاون إطارية مع مجموعة فيتنام للنفط والغاز "بتروفيتنام".
جاء توقيع الاتفاقية خلال زيارة رسمية لرئيس وزراء فيتنام فام مينه تشينه إلى المملكة، وعلى هامش فعاليات خلال أعمال الدورة الثامنة لمبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض.
وتمهّد الاتفاقية، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) الطريق أمام تعاون محتمل في مجال تخزين وتوريد وتجارة الطاقة والمنتجات البتروكيماوية.
سلاسل إمدادات الوقود
قال الرئيس للتكرير والكيماويات والتسويق في أرامكو السعودية، محمد القحطاني: "تضع الاتفاقية الأساس لتعاون محتمل عبر سلسلة القيمة الهيدروكربونية".
وأضاف: "من جانبنا، نتطلع إلى استكشاف فرص متعددة مع بتروفيتنام التي تكمل طموحات أرامكو على الصعيد العالمي في مجال التكرير والبتروكيماويات، وتُسهم في تحقيق الإستراتيجية الخاصة ببتروفيتنام، وتعزز أهمية آسيا في أسواق الطاقة والبتروكيماويات العالمية".
ومن جهته، قال الرئيس التنفيذي لـ"بتروفيتنام"، لو نغوك سون: "نعتقد أن توقيع اتفاقية تعاون إطارية بين بتروفيتنام وأرامكو السعودية يُعدّ خطوة إستراتيجية، ودليل على علاقة التعاون القوية بين الشركتين خصوصًا، وفيتنام والمملكة عمومًا".
وكشف بيان للحكومة الفيتنامية في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء 29 أكتوبر/تشرين الأول أن أرامكو تخطط للاستثمار في قطاع تكرير النفط وتوزيع النفط في فيتنام.
وقال البيان: "تتمتع فيتنام بإمكانات كبيرة في المنطقة، ولذلك ترغب أرامكو بالاستثمار في مصافي النفط وتوزيع البنزين في البلاد"، حسبما ذكرت رويترز.
خطط أرامكو
تدعو أرامكو السعودية السلطات في فيتنام لتهيئة الظروف المواتية لتعزيز التعاون مع الشركاء، إذ تعدّ شركة النفط السعودية أحد مورّدي الخام إلى فيتنام، لكنها لم تقم بعد بأيّ استثمار في البلاد.
يأتي توقيع الاتفاقية مع بتروفيتنام في إطار خطط أرامكو السعودية التي تشهد تسارعًا كبيرًا للتوسّع عالميًا بمجال بيع الوقود بالتجزئة، وكذلك ضخ استثمارات في قطاع البتروكيماويات، خاصة في الأسواق الأسيوية.
وتتوافق الاتفاقية الجديدة مع إستراتيجية الشركة السعودية، لتوسعة وجودها في قطاع التكرير والبتروكيماويات والتسويق بالأسواق الرئيسة ذات القيمة العالية، إذ تعزّز برنامج الشركة الهادف إلى تحويل 4 ملايين برميل يوميًا لكيماويات بحلول عام 2030، وتأمين اتفاقيات طويلة الأجل لإمدادات النفط الخام.
وفي مايو/أيار الماضي، أكملت أرامكو صفقة الاستحواذ على 40% بأكبر شركة لبيع الوقود في باكستان، في خطوة من شأنها أن تعزز وجودها داخل الأسواق الآسيوية.
وجاء استكمال صفقة باكستان بعد أيام من دخول أرامكو في محادثات مع شركة شل العالمية، تعتزم بموجبها الاستحواذ على محطات الوقود التابعة لشركة النفط العالمية متعددة الجنسيات في ماليزيا، وفق صفقة تُقدَّر بنحو مليار دولار.
وكانت شركة النفط السعودية قد استحوذت في مارس/آذار الماضي أيضًا على حصة ملكية بنسبة 100% في شركة إسماكس للتوزيع (إس بي إي)، وهي شركة رائدة بمجال تجارة التجزئة للوقود ومواد التشحيم المتنوعة في تشيلي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..