أكدت النائبة أميرة أبوشقة عضو مجلس النواب أن هدم مقابر تراثية بالقاهرة التاريخية، مر على إنشائها أكثر من قرن من الزمان، يعد أمرًا مؤسفًا ومحزنًا للغاية، بل يشكل فاجعة كبرى بكل المقاييس.
وطالبت بمحاسبة المسؤولين عن تلك المأساة، خصوصًا أننا نجحنا في نقل آثار فرعوينة ضخمة للعرض بمتاحف عالمية في السابق، كما قمنا العام الماضي بنقل قبة "رقية دودو" بالكامل، فلماذا لم يتم تكرار الأمر في القباب التراثية الفريدة، من خلال الاستعانة بالخبرات الأجنبية؟، مشيرة إلى وَقْع هدم التراث والعبث به أصعب من نتائج الحروب والكوارث الطبيعية.
وأعربت عن حزنها الشديد لهدم بعض المدافن ذات الطرز المعمارية الفريدة، التي قد لا يوجد مثيل لها في العالم، بداعي إنشاء مشروعات قومية، مشددة على ضرورة وقف نزيف الهدم لمقابر وأضرحة القاهرة التاريخية التي توثق لحقبة زمنية من الحضارة المصرية.
جاء ذلك في طلب الإحاطة الذي تقدمت به النائبة أميرة أبوشقة، إلى المستشار الدكتور حنفي جبالي رئيس مجلس النواب، موجَّهًا إلى وزير السياحة والآثار، ومحافظ القاهرة، والمهندس محمد أبوسعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري.
وتساءلت النائبة عن نتائج أعمال اللجنة التي وجَّه الرئيس عبدالفتاح السيسي بتشكيلها في يونيو من العام الماضي، لتقييم الموقف بشأن نقل مقابر منطقتي السيدة نفيسة والإمام الشافعي، متسائلة: هل يكون سعي الحكومة لإنشاء جراجات أو محاور مرورية جديدة للربط بين شرق وجنوب القاهرة، يكون على رفات الأموات وهدم المقابر الأثرية والتاريخية؟
وأوضحت النائبة في طلب الإحاطة أنها رأت بعينها آثار الهدم، خلال زيارتها إلى مناطق مختلفة في مصر القديمة، لتتابع عن كثب ما يحدث على أرض الواقع، مشيرة إلى أنها صُدمت من هَوْل ما رأت، خصوصًا أن تلك المدافن تمثل لوحات فنية ومعمارية، قام بتشييدها كبار المعماريين الأجانب على مستوى العالم.
وأشارت إلى أنها لم تكن مستوعبة تلك الصور التي يتم تداولها عبر السوشيال ميديا، لهدم أحد المباني الأثرية في منطقة الإمام الشافعي بالقاهرة التاريخية، وإزالة عدد من القباب، على رأسها قبة مستولدة محمد علي باشا، إلى أن زارت المنطقة، وشاهدت على أرض الواقع ما يحدث.
وأضافت النائبة أميرة أبوشقة عضو مجلس النواب أن تلك الإزالات العشوائية المؤلمة تمثل تهديدًا للمواقع الأثرية والتراثية التي تشكل جزءًا أساسيًّا من الهوية المصرية، مشددة على ضرورة الحفاظ على هذه المواقع ووقف هذا النزيف لذاكرتنا المعاصرة.