يعيش جمهور الفيصلي الأردني موسمًا عصيبًا، حيث يبدو فريقهم تائهًا وعزيمته في تراجع، بينما تبخرت الآمال المعقودة عليه منذ البداية.
جماهير "النسر الأزرق" التي اعتادت على رؤية فريقها يتوج بالبطولات، لم تتوقع أن يفقد الفريق بوصلة المنافسة على لقب الدوري في وقت مبكر من الموسم، وقبل حتى انتهاء مرحلة الذهاب. كما خرج الفريق من بطولة الدرع، ليعزز الإحباط بين جماهيره.
هذا الواقع المرير كان كافيًا لتفقد الجماهير ثقتها بالفريق، رغم محاولات مجلس الإدارة "ترقيع" ما يمكن ترقيعه بعد حملة المطالبات باستقالة الأعضاء، وتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة شؤون النادي لحين عقد انتخابات جديدة.
إدارة الفيصلي، التي تشعر بحال جماهيرها، اتخذت القرار المعتاد في مثل هذه الظروف وهو إقالة المدربين. بدأت الإقالات مع أحمد هايل ثم السوري رأفت محمد، ليتم التعاقد أخيرًا مع جمال أبو عابد. ورغم بعض التحسن في الأداء والنتائج، ما يزال الفريق بعيدًا عن المنافسة على اللقب، الذي ضاع منه مبكرًا.
لماذا الفيصلي خارج حسابات المنافسة في الدوري؟
يحتل الفيصلي حاليًّا المركز الخامس برصيد 16 نقطة، وقد أنهى جميع مبارياته في مرحلة الذهاب. بذلك، خسر الفريق 17 نقطة في الدوري.
وإذا نظرنا إلى المتصدر، الحسين إربد، الذي يتصدر برصيد 28 نقطة، ويمتلك مباراة مؤجلة يمكنه الفوز بها، ليصل إلى 31 نقطة، فإن الفارق بين الفريقين سيصل إلى 15 نقطة.
وبذلك، يحتاج الفيصلي إلى أن يخسر الحسين إربد 5 مباريات مقبلة، بينما يستمر هو في الفوز، وهو أمر يبدو مستبعدًا في ظل الأداء القوي والمستقر للمتصدر، ما يجعل المنافسة على اللقب شبه مستحيلة.
ما الحل الذي يسعى إليه الفيصلي؟
الحل الوحيد أمام النادي لإنقاذ موسمه هو اتباع نفس المسار الذي سلكه الوحدات في الموسم الماضي، عندما توج بلقب كأس الأردن وضمان المشاركة الآسيوية، بعد أن ذهبت بطولة الدوري إلى الحسين إربد.
ورغم إخفاق الوحدات في الفوز بالدوري والدرع، فقد أتى التتويج بكأس الأردن بفوائد عديدة، أبرزها ضمان المشاركة في دوري أبطال آسيا وتأهل الفريق للدور الثاني، ما مكّن النادي من الحصول على نحو 450 ألف دولار، بالإضافة إلى فرصة خوض مباراة كأس السوبر أمام الحسين إربد بداية العام الجديد.
ويبدو أن الفيصلي يدرك تمامًا أن الحل الوحيد يكمن في التتويج بلقب كأس الأردن. وقد بدأ الفريق مشواره في البطولة بشكل قوي، حيث حقق فوزًا عريضًا على مضيفه شباب العقبة بخماسية نظيفة، ليضرب موعدًا في ربع النهائي مع مغير السرحان.
ولتحقيق هذا الهدف، يجب على الفريق إعادة هيكلة فريقه خلال فترة الانتقالات الشتوية، من خلال البحث عن محترفين أجانب أقوى وأكثر فاعلية، إضافة إلى تعزيز صفوفه بلاعبين محليين. وبالفعل، بدأ النادي في مفاوضات مع أكثر من لاعب في هذا الصدد.
إذا تمكن الفيصلي من التتويج بلقب كأس الأردن هذا الموسم، فإنه سيكون "الحل الوحيد" لإرضاء جماهيره، والعودة إلى المسار الصحيح كفريق يتألق في سماء البطولات.