نقل العشرات من طلبة جامعتي “ظهر المهراز” و”سايس فاس” مطالبهم إلى أمام قبة البرلمان، في وقفة احتجاجية اليوم الخميس، نادت بالحق في “السكن الجامعي، وصرف عادل للمنحة، وتوفير النقل، ومعالجة اختلالات المطعم الجامعي”.
وعبر المحتجون عن “امتعاضهم من تجاهل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لمسؤوليتها تجاه الوضع الذي يعيشه الطلبة الجامعيون بفاس”، مؤكدين “تأثيره البالغ على تحصيلهم العلمي”.
وحسب المحتجين، فقد دفعهم الوضع إلى القدوم إلى الرباط بعدما استنفدوا كافة وسائل التواصل والاحتجاج مع إدارة الجامعتين المذكورتين لتلبية مطالبهم.
الوقفة التي دعا إليها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، حملت شعارات تطالب بحقوق الطلبة الجامعيين. وقال إبراهيم، ممثل المحتجين، إن “مطالبهم المتعلقة بالسكن الجامعي تشمل ضرورة توفيره للفتيات في المركب الجامعي ظهر المهراز، وللذكور في المركب الجامعي سايس فاس”.
وأضاف إبراهيم، في تصريح لهسبريس، أن طلبة فاس “يعيشون أزمة سكن جامعي بسبب ضعف الطاقة الاستيعابية للأحياء الجامعية، ما يؤدي بشكل مباشر إلى إقصاء فئات عديدة، خاصة الطلبة الوافدين وطلبة آخرين رغم توفر الشروط اللازمة لديهم”.
وأوضح الطالب المنخرط في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بفاس أن الطاقة الاستيعابية ليست المشكلة الوحيدة، إذ تغيب تقسيمات مناسبة للأحياء الجامعية، حيث “لا مكان للفتيات”، معتبرا أن ذلك يحد من جهود تشجيع التحصيل العلمي للطالبات القادمات من المناطق القروية والهشة.
وأشار المتحدث إلى أن أزمة النقل تزيد من صعوبة الوضع، إذ “تغيب حافلات كافية لنقل الطلبة والطالبات من الأحياء الجامعية إلى الجامعات، مما يضطرهم إلى الاعتماد على وسائل نقل مكلفة مادياً تفادياً للتأخر عن المحاضرات والامتحانات”.
وانتقد إبراهيم “تناقض ارتفاع أسعار بطاقات الاشتراك في حافلات النقل مع نقص عدد الحافلات وضعف جودتها”، مشيرا إلى أن “هذه الأزمة تتزامن مع مشكلات المنحة التي لا تختلف عن الوضع الوطني؛ إذ يؤدي تأخرها مقارنة مع بداية الموسم الجامعي إلى عرقلة التحصيل العلمي وزيادة الأعباء المالية على أسر الطلبة”.
وكشف المتحدث أن “التحديد الصارم (كوطا) أدى إلى إقصاء عدد من الطلبة والطالبات من الحصول على المنحة رغم توفر الشروط”، معتبرا أن “المنحة تحتاج أصلا إلى الرفع من قيمتها وصرفها مع بداية الموسم الجامعي بالنظر إلى الوضع المعيشي بالمغرب”.
من بين المشكلات الأخرى التي دفعت الطلبة المحتجين إلى الرباط، ظروف “المطعم الجامعي”، حيث ينادون بـ”تجنب الإقصاء فيه، وضمان تسليم الوجبات بشكل عادل، وعدم تأخيرها لفئة دون أخرى”.
وحمل الطلبة مسؤولية هذا الوضع إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، مطالبين بـ”تدخل عاجل لتلبية مطالبهم”.
جدير بالذكر أن الطلبة سبق أن جلسوا إلى طاولة الحوار مع إدارة الجامعتين ومختلف الجهات المسؤولة بفاس، وقُدمت لهم وعود بشأن هذه المطالب في موسم 2018/2019، إلا أنه، وفق الطلبة، “لم يتم تنفيذها حتى الآن”.