غوتيريش: سوريا عند مفترق الأمل والمخاطر.. والفرصة لا تحتمل الفشل

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن سوريا تواجه لحظة تاريخية تجمع بين الأمل وعدم اليقين، مشددًا على ضرورة أن يتشكل مستقبل البلاد بإرادة شعبها ولأجل شعبها، وبدعم دولي شامل.

وحسب البيان المنشور عبر الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة، دعا غوتيريش إلى استثمار الفرصة التاريخية التي أتاحتها نهاية عقود من الحكم الدكتاتوري الوحشي، مؤكدًا أن شعلة الأمل التي أضاءت سوريا يجب أن تستمر في التوهج. وأضاف في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة بنيويورك: "الشعب السوري يقف أمام مفترق تاريخي، لا يمكننا السماح بضياع هذه اللحظة. نحن ملتزمون بدعم الشعب السوري في تحقيق آماله".

بالاضافة إلى ذلك، حذر من خطر انهيار التقدم إذا لم تُدار المرحلة الانتقالية بحكمة، مشددًا على أهمية تحقيق انتقال سياسي شامل وسلمي يستند إلى قرار مجلس الأمن 2254. ودعا إلى إدماج جميع مكونات المجتمع السوري وضمان حقوق النساء والفتيات، معتبرًا أن هذه المبادئ أساسية لإعادة بناء "سوريا الجديدة".

كما أطلق نداء عاجل لتوفير التمويل الكافي لمواجهة الأزمة الإنسانية المستمرة في البلاد، والتي وصفها بأنها واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.

تعيينات لمواجهة قضية المفقودين

أعلن غوتيريش تعيين كارلا كوينتانا رئيسةً للمؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا، مشددًا على أهمية تمكينها وفريقها من تنفيذ ولايتهم بالكامل. وأكد أن دعم الآليات الدولية لحماية حقوق الإنسان ومساءلة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في سوريا أمر حتمي.

استمرار النزاع والتهديدات الأمنية

وفي السياق ذاته، أشار الأمين العام إلى استمرار معاناة المدنيين جراء القتل والنزوح، لافتًا إلى أن تنظيم داعش لا يزال يشكل تهديدًا في مناطق متعددة. وأضاف: "رغم استقرار الوضع في بعض المناطق، فإن الصراع لم ينتهِ بعد".

انتقاد الغارات الإسرائيلية

استنكر غوتيريش الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على الأراضي السورية، معتبرًا إياها انتهاكًا لسيادة البلاد وسلامتها الإقليمية. وأكد أن على إسرائيل وسوريا الالتزام باتفاق فض الاشتباك لعام 1974.

شدد على ضرورة وضع حد للعدوان

اختتم غوتيريش حديثه بالتأكيد على ضرورة التزام المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب الشعب السوري في هذه اللحظة المصيرية، مشيرًا إلى أن "مستقبل سوريا يجب أن يكون بيد شعبها ولأجل شعبها، بدعمنا الكامل".