شهدت اليمن فجر اليوم الخميس سلسلة غارات جوية مكثفة شنّتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على مواقع متفرقة في العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة، وذلك بعد ساعات قليلة من إطلاق صاروخ باليستي من الأراضي اليمنية باتجاه تل أبيب.
الغارات الإسرائيلية جاءت كتصعيد خطير في سياق التوتر المتزايد في المنطقة، حيث استهدفت مناطق حيوية، ما تسبب في أضرار جسيمة وخسائر كبيرة.
تفاصيل الغارات على صنعاء:
استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة مواقع حيوية في العاصمة اليمنية صنعاء، بينها منطقة عطان ومعسكر ضبوة. كما استهدفت الغارات محطتي كهرباء حزيز وذهبان المركزيتين في جنوب وشمال العاصمة، مما أدى إلى تدمير واسع في البنية التحتية لهذه المنشآت الحيوية، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام يمنية.
الهجوم على الحديدة:
في الحديدة، استهدفت الغارات أربع مواقع داخل ميناء المدينة، الذي يُعد شريانًا اقتصاديًا هامًا لليمن. كما تعرضت منشأة رأس عيسى النفطية لغارتين، ما تسبب في تصاعد أعمدة الدخان بشكل كثيف من المناطق المستهدفة. يُذكر أن محافظة الحديدة تُعد إحدى أهم المحافظات الساحلية في اليمن وتُشكل محورًا للصراع الإقليمي والدولي.
ردود الفعل الإسرائيلية:
وفقًا لما أوردته وسائل إعلام عبرية، فإن الغارات جاءت بعد وقت قصير من إطلاق صاروخ باليستي من اليمن باتجاه إسرائيل. أعلنت المنظومة الدفاعية الإسرائيلية "أرو" أنها تمكنت من اعتراض الصاروخ قبل أن يدخل الأجواء الإسرائيلية. ودوّت صفارات الإنذار في مناطق عدة بوسط إسرائيل، منها تل أبيب، هشارون، هرتسليا، وحولون، ما تسبب في حالة من الهلع بين السكان.
أفادت التقارير الإسرائيلية بأن ملايين الأشخاص هرعوا إلى الملاجئ، كما وردت تقارير أولية عن سقوط شظايا في منطقة "رمت عفال" وسط إسرائيل، إلا أن الشرطة الإسرائيلية أعلنت لاحقًا أنه لم يتم العثور على أي شظايا في الموقع المذكور. كما أظهرت صور متداولة تصاعد أعمدة الدخان من قاعدة جوية شرق تل أبيب.
تصريحات الحوثيين:
إعلام جماعة الحوثي أكد أن الصاروخ الباليستي الذي استهدف تل أبيب يأتي في إطار ردهم على العمليات الإسرائيلية والأمريكية ضد اليمن. وأعلنت الجماعة أنها بصدد إصدار بيان خلال الساعات المقبلة لتوضيح موقفها بشأن هذه التطورات.
التصعيد الأمريكي البريطاني:
الغارات الإسرائيلية تأتي ضمن سياق التصعيد الدولي في اليمن، حيث تشن الطائرات الحربية الأمريكية والبريطانية منذ نوفمبر 2023 هجمات على مواقع تابعة للحوثيين. وتهدف هذه الهجمات إلى الحد من قدرات الجماعة على تنفيذ ضربات صاروخية تهدد الملاحة الدولية والأهداف العسكرية في البحر الأحمر ومنطقة الخليج.
التحليل العام:
التصعيد الحالي يعكس تحوّلًا نوعيًا في طبيعة النزاع اليمني، حيث باتت ساحته تشمل أطرافًا دولية وإقليمية بشكل مباشر. الغارات الإسرائيلية ورد الحوثيين بالصواريخ تشير إلى احتمالية امتداد النزاع إلى نطاق أوسع، مما يهدد بمزيد من التدهور الأمني في المنطقة، خاصة في ظل التدخلات الأمريكية والبريطانية المستمرة.
