برز نجم صغير أضاء سماء أسوان بأشعته النقية وأمانته وهو الطفل النوبي محمود سيد بشير ، في عامه الحادي عشر بالصف الخامس الابتدائي من قاطني جزيرة هيصا بمحافظة أسوان ، والذي قدم للجميع درسًا في الأمانة والنزاهة لا يُنسى.
ففي حادثة بسيطة، كشف عن عمق القيم الأصيلة التي يتحلى بها أبناء النوبة وأسوان، وجعل العالم ينظر إلى مصر بعيون الإعجاب والتقدير بسبب هذا الطفل المتواجد على ضفاف نيل أسوان الساحرة، وتحت أشعة شمسها الذهبية ، وفي جو مشبع بعبق التاريخ والتراث.
فقد أصبح الطفل محمود سيد بشير حديث الشارع في أسوان، بعد أن أعاد 15 دولارا لسائحة أرجنتينية باقي مبلغ لها من شراء منتجات نوبية بمرسى معبد فيلة.
تفاصيل حصول الطفل النوبي على مبلغ من سائحة
وروى محمود لـ«الوطن» تفاصيل القصة التي أثرت العالم أجمع، وكشفت عن أمانة قلما تجدها في العالم كله، لكنها من ثوابت المصريين، قائلا: «أمضي أيامي في بيع الحظاظات والتذكارات السياحية ومنذ أيام قليلة بينما كنت تعامل مع سائحة أرجنتينية تدعى ماريا، وقع خطأ بسيط. فقد أعطتني ورقة نقدية من فئة 20 دولارًا بدلاً من 5 دولارات ولكني لم أتردد لحظة واحدة بعد أن اكتشفت الخطأ، وبدأت رحلة البحث عن ماريا بين حشود السياح، وبعد يوم طويل من البحث عنها وعندما عثرت عليها، أعدت إليها المبلغ الزائد بكل شجاعة وأمانة».
تكريم الطفل النوبي من مدرسته بسبب أمانته
وأضاف محمود أنه تم تكريمه من مدرسته بسبب أمانته ورد المال إلى السائحة مرة أخرى، مؤكداً أن السبب الرئيسي والدافع هو علمه بأنه «حرام»، وأنه لا يجب أن يأخذ شيئاً ليس من حقه وهذا ما قد تربى ونشأ عليه.
شكر والد الطفل النوبي
والد محمود، سيد بشير وأسرته أعربوا لـ «الوطن» عن جزيل شكرهم لرصد هذه النماذج الإيجابية بالمجتمع وأن ما فعله ابنهم هو نتاج طبيعي لما تربي عليه وهذه هي أخلاقهم التي يتحلون بها فالصدق والأمانة شيئاً أساسيا في تربية أبنائهم.
وقالت جدته لأمه: إنها تساعد في تربيته مع والدته وما فعله كان واجبا عليه.
لم تتوقف القصة عند هذا الحد فقد نشرت ماريا قصتها على مواقع التواصل الاجتماعي، معبرة عن إعجابها الشديد بأمانة محمود، وانتشر الخبر كالنار في الهشيم، وسرعان ما تحولت قصة الطفل النوبي إلى حديث العالم.
تناول وسائل الإعلام العالمية والأرجنتينية قصة الطفل النوبي
وتناولت وسائل الإعلام العالمية والأرجنتينية والمصرية هذه القصة بتقدير كبير، مشيدةً بأمانة محمود وتربيته الصالحة. وأكدت الصحف الأرجنتينية أن هذه الحادثة دليل على أن القيم النبيلة لا تعرف حدودًا، وأن الأطفال هم قدوة لنا جميعًا.
وتُعتبر قصة محمود - وفق الصف الأرجنتينية - درسًا بالغ الأهمية لنا جميعًا، فهي تذكرنا بقيم نبيلة كادت أن تضيع في زحام الحياة المعاصرة، لافتة إلى أن أمانة محمود مثال حي على أن التربية الصالحة هي أساس بناء مجتمع قوي ومتماسك.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.