الاربعاء 18 ديسمبر 2024 | 04:17 مساءً
الخبير الاستراتيجي سعيد الجابري
يركز جهاز التمثيل التجاري المصري على استقطاب استثمارات متنوعة في مختلف القطاعات الاقتصادية، خاصة خلال الفترة الحالية، لكن استهداف المشروعات الجديدة هو الأكثر تحقيقًا حاليًا، مثل استثمارات مشروعات الأدوية، السيارات، الطاقة المتجددة والصناعات الغذائية.
قال الخبير الاستراتيجي ورئيس حزب النصر اللواء سعيد الجابري في تصريح خاص لموقع "بلدنا اليوم": "مصر تستحوذ على حوالي 7% إلى 8% من التجارة العالمية عبر منطقة قناة السويس.
بالإضافة إلى امتلاكها نحو 159 منطقة اقتصادية على مستوى العالم، تعمل في نشاطات مختلفة. ولكن مصر في حاجة إلى تنوع اقتصادي أكبر، حيث إن وجود أنشطة متنوعة يعمل بشكل مباشر في خدمة عمليات مرور السفن، خاصة وأن هذه المنطقة قد تم وضع دراسة لها منذ فترة طويلة، مما يُشير إلى انتعاشة اقتصادية لمصر حال تنفيذ مشروعات اقتصادية متنوعة."
ثلاث مشكلات رئيسية يواجهها العالم
وتابع الجابري قائلًا: "العالم يواجه ثلاث مشاكل رئيسية في القرن 21 هي: الطاقة، الغذاء، والماء. فالاتجاه نحو تنفيذ مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر يعتبر نواة لإنتاج الطاقة المتجددة اللازمة لتحلية المياه وحل مشكلة الغذاء. مصر تمتلك 2750 كم من الشواطئ، مما يجعلها دولة واعدة في إنتاج الطاقة المتجددة من الهيدروجين الأخضر، حال الاستفادة من هذه المشروعات. فضلاً عن تنفيذ مشروعات تتعلق بتنمية صناعة المواد الغذائية، مما يجعل طبيعة هذه المشروعات مواكبة تمامًا لخطة الدولة نحو التنمية والنهضة بالاقتصاد في شتى المجالات المطلوبة، واستخدام موارد جديدة لاستمرار دفع عجلة التنمية."
الاستثمارات العالمية في مصر
أضاف الجابري: "مع ضرورة الأخذ في الاعتبار أن عيون العالم تُسلط على هذه المنطقة خصيصًا لأهمية موقعها الجغرافي وأهميتها الاستراتيجية في المنطقة، حيث إن الحرب الدائرة في منطقة الشرق الأوسط تؤثر على الإيديولوجية السياسية لدول المنطقة. ولكن يُحسب للدولة المصرية ثباتها وصمودها أمام هذه الموجة العاتية من الحرب اللامتماثلة، بسبب مقاومة دول المنطقة لحرب الكيان الصهيوني. هذا الأمر أرهق اقتصاد دولة الكيان الغاصب، بالرغم من تأثير الحرب على منطقة قناة السويس، والمتمثل في قلة عدد السفن الكبيرة المارة المحملة بأكثر من 200,000 طن، فضلاً عن زيادة الرسوم البحرية ورسوم التأمين. ومع ذلك، فإن مصر لديها هدف لطالما نجحت في تحقيقه، خاصة عقب انتهاء الحروب الدائرة أوائل العام القادم، مما يعكس ثقة تركيا والهند والصين في الاقتصاد المصري وعدم تأثره بهذه الحرب، بتوقيع استثمارات تخطت 5 مليار دولار."
استثمارات اقتصادية في طابا والعريش
ويرى الجابري أن مصر تمتلك استثمارات ضخمة، مثل الاستثمار في المنطقة الاقتصادية لقناة طابا والعريش، والتي يمكن أن تحقق زيادة استثمارات بمعدل 16 مرة مقارنة باستثمارات المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، مما يزيد نصيب الدولة المصرية من التجارة العالمية إلى نسبة تتراوح ما بين 35% إلى 40%. فعمق القناة الذي يبلغ 80 مترًا يسمح بمرور السفن ذات الحمولة التي تصل إلى 500,000 طن و800,000 طن. ومن ثم يمكن نقل الخبرات المكتسبة من نجاح المشروعات الاستثمارية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس إلى المنطقة الاقتصادية لقناة طابا والعريش، مما يعود بتحقيق تنمية مستدامة تليق باسم الدولة المصرية."
اقرأ ايضا