الثلاثاء 17 ديسمبر 2024 | 01:24 مساءً
قوات إسرائيلية في جنوب قطاع غزة
وصل فريق من المفاوضين الإسرائيليين إلى قطر وسط تفاؤل متزايد حول إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الرهائن مع حركة حماس في غزة بحلول نهاية العام.
في الأيام الأخيرة، أعرب الطرفان عن أملهما في أن يكون هناك اتفاق قريب بشأن الإفراج التدريجي عن الرهائن الناجين في غزة، مقابل وقف العمليات العسكرية والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ويُعتقد أن نحو 60 رهينة على قيد الحياة، معظمهم من الإسرائيليين وحاملي الجنسيات المزدوجة، لا يزالون في الأسر في غزة، بالإضافة إلى جثث 35 آخرين، من أصل أكثر من 240 شخصًا تم اختطافهم إلى غزة أثناء الهجوم المفاجئ لحماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
الرئيس الأمريكي القادم، دونالد ترامب، صرح أنه يريد أن يرى الرهائن يتم الإفراج عنهم، محذرًا من أن "الجحيم سينفجر" إذا لم يتم إخلاء سبيلهم، وأرسل مبعوثًا خاصًا للرهائن إلى إسرائيل لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين، بما في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تحدث إليه ترامب في عطلة نهاية الأسبوع.
في يوم الإثنين، أطلع وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أعضاء الكنيست على أن إسرائيل وحماس أصبحا قريبين من التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، قائلاً: "هذه هي المرة الأقرب التي وصلنا إليها منذ الاتفاق الأخير في نوفمبر 2023، والذي أسفر عن إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة". وأضاف أنه يتوقع دعمًا واسعًا لهذا الاتفاق، قائلاً: "سيحظى هذا الاتفاق بتأييد واسع من مجلس الأمن والحكومة".
وعلى الرغم من أن تفاصيل الاتفاق لا تزال تُتفاوض عليها بسرية، إلا أنه يُعتقد أنه سيتضمن وقفًا تدريجيًا لإطلاق النار، مع تعليق العمليات العسكرية لمدة 60 يومًا في المرحلة الأولى مقابل الإفراج عن الرهائن الناجين، وخاصة النساء وكبار السن والمرضى.
أكد وزير شؤون الشتات في إسرائيل، أميخاي شيكلي، أن الاتفاق المحتمل "يشمل جميع الرهائن، ولكن ستكون هناك أولوية للحالات الإنسانية في المرحلة الأولى، ثم باقي الرهائن".
حسب تقارير إعلامية عربية، يبدو أن حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى أكثر مرونة في قبول إنهاء القتال تدريجيًا، مع التركيز على عدد الرهائن الذين سيتم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى.
أما القضايا التي عطلت المفاوضات في جولات سابقة، مثل وجود القوات الإسرائيلية في ممرات فيلادلفيا ونتساريم داخل غزة، فيبدو أنها تم تجاهلها حاليًا، رغم أن القضية المستمرة تتمثل في قدرة الفلسطينيين في غزة على العودة إلى منازلهم في شمال القطاع.
في الأسبوع الماضي، قام ترامب بتكثيف تدخلاته المباشرة في هذا الملف، رغم أنه لم يُؤدِ اليمين كرئيس حتى 20 يناير، حيث أرسل مبعوثه الخاص للرهائن، آدم بوهلر، الذي التقى بنتنياهو مساء الإثنين.
وفي تصريح له بعد مكالمته الهاتفية مع نتنياهو يوم السبت، قال ترامب: "لقد كانت محادثة جيدة جدًا. سأكون متاحًا كثيرًا في 20 يناير، وسنرى. كما تعلمون، حذرت من أنه إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن بحلول ذلك التاريخ، سيحدث الجحيم".
من جهته، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس أن إسرائيل ستظل تسيطر على الأمن في غزة حتى بعد وقف إطلاق النار. وقال: "بعد هزيمة القوة العسكرية والإدارية لحماس في غزة، ستظل إسرائيل تحتفظ بالسيطرة الأمنية على القطاع، وستحظى بحرية كاملة في التحرك". وأضاف: "لن نسمح بعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل 7 أكتوبر".
كما أشار قنصل إسرائيل في نيويورك، الوزير السابق أوفير أكونيس، إلى أن المفاوضات الحالية تتسم بالتفاؤل، قائلاً: "نحن أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن في غزة. هذه مفاوضات صعبة، ولكننا جميعًا نأمل أن يعود الجميع إلى ديارهم قريبًا".
على الرغم من التفاؤل المتزايد، فإن المفاوضات قد وصلت في السابق إلى طريق مسدود وسط اتهامات بعدم الجدية. ومع ذلك، فقد أسهمت التطورات الإقليمية، مثل وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان وانهيار نظام الأسد في سوريا، في خلق ظروف جديدة قد تسهم في تغيير المعادلة، حيث أصبحت حماس معزولة عن أي دعم مؤثر في المنطقة.
كذلك، تعرضت حماس لعدة ضربات قوية، مثل مقتل زعيمها يحيى السنوار في أكتوبر، وقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف في وقت سابق.
في الأثناء، شنت القوات الإسرائيلية ضربات عسكرية على قطاع غزة يوم الثلاثاء، أسفرت عن مقتل 14 فلسطينيًا على الأقل، بينهم 10 في منزل واحد في مدينة غزة، بينما استمرت الدبابات في التقدم نحو المنطقة الغربية من رفح في الجنوب.
اقرأ ايضا