في واحدة من أبرز جرائم العنف الأسري، فقدت طفلة ذات ثلاث أعوام حياتها على يد والدتها وعشيقها، تلك الجريمة التي هزت مشاعر الجميع، بعد أن أقدمت الأم في منطقة الهرم بقتل طفلتها بمساعدة عشيقها بعد تعرضها لتعذيب مروع، وذلك قبل أن يُلقيا جثتها في مقلب قمامة.
فكانت هذه الحادثة المأساوية بمثابة صدمة للجميع، حيث ظهرت تفاصيل الجريمة المروعة خلال التحقيقات التي أجرتها نيابة الهرم، والتي بدأت على الفور بعد تلقي الأجهزة الأمنية بلاغًا بالعثور على الجثة.
أم وعشيقها يقتلان طفلة
بدأت القصة عندما تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغًا من أحد المواطنين في منطقة الهرم يفيد بالعثور على جثة طفلة ملقاة بين أكوام القمامة، وعلى الفور، توجهت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث تحت إشراف المقدم مصطفى الدكر، رئيس مباحث قسم شرطة الأهرام. وبعد المعاينة والفحص، تبين أن الطفلة كانت تحمل آثار تعذيب على جسدها، مما أثار الشكوك حول وجود جريمة قتل، وجرى نقل الجثة إلى المستشفى وفتح تحقيق شامل في الواقعة.
التحقيقات تكشف المفاجأة وجحود الأم
تمكن المحققون من تحديد هوية الجناة من خلال مراجعة كاميرات المراقبة المنتشرة في المنطقة المحيطة بمكان العثور على الجثة، وبفضل هذه الكاميرات، تم التأكد من أن السيدة وعشيقها هما من قاما بإلقاء جثة الطفلة في المقلب، وفور تحديد هويتي الجانيين، استصدر المحققون إذنًا من النيابة العامة للقبض عليهما.
القبض على المتهمة وعشيقها
وبجهود الأجهزة الأمنية، تم القبض على السيدة وعشيقها، ليكشف التحقيق عن مفاجأة صادمة، فققد تبين أن الأم كانت تعمل في جمع القمامة وأنها كانت تربط علاقة غير شرعية مع العشيق، وعندما واجهتهما الشرطة، اعترفا بالجريمة كاملة.
وأوضحا أنهما قاما بالتعدي على الطفلة بالضرب المبرح بسبب تبولها لا إراديًا، وهي حالة شائعة بين الأطفال في سنها، ووفقًا لاعترافاتهما، قررا أن يعاقبا الطفلة بطريقة وحشية، ما أدى إلى وفاتها.
جريمة تعذيب الأطفال
كانت الجريمة نتيجة لتصرفات غير إنسانية، حيث تم تعذيب الطفلة الصغيرة بشكل مؤلم قبل أن تُلقى جثتها في مكان بعيد عن الأنظار، وأعرب المحققون عن صدمتهم من وحشية الجريمة، خاصةً أن الضحية كانت في سن البراءة ولم تكن قادرة على الدفاع عن نفسها ضد الاعتداءات التي تعرضت لها، فيبدو أن الأم وعشيقها قد فقدا كل معاني الإنسانية، حيث لم يرحما الطفلة، بل قررا قتلها بدم بارد.
عقوبة تعذيب الأطفال
وبمجرد القبض عليهما، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وأحيل الجناة إلى النيابة العامة التي بدأت التحقيقات معهم. كما تم انتداب الطب الشرعي لتشريح جثة الطفلة وتحديد أسباب وفاتها، وتحديد ما إذا كانت قد تعرضت للتعذيب بشكل متواصل قبل أن تُفارق الحياة.
كما إن القانون المصري يعاقب بشدة جرائم تعذيب الأطفال، وذلك طبقًا للمواد الآتية 236، و240، و230، من ضمن قانون العقوبات المنصوص عليها.
المادة 236 من قانون العقوبات، تنص على إذا كان الضرب واقع على الطفل مع سبق الإصرار، فإن مرتكب الواقعة يعاقب بالسجن المشدد أو السجن لا يقل عن 3 سنوات ولا يزيد عن 7 سنوات.
وطبقا للمادة 240 من قانون العقوبات، أن القائم بالتعذيب إذا تسبب في عاهات مستديمة للطفل من خلال تعذيبه، يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد عن 5 سنوات.
أما المادة 230 من قانون العقوبات، تنص على أنه إذا قتل الطفل عمدا مع سبق الإصرار والترصد وذلك إذا كانت الجاني تخطط وتقصد قتلهم بالتعذيب، فتكون العقوبة الإعدام.
