استعرض الدكتور عباس شومان، رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر والأمين العام لهيئة كبار العلماء، بحثًا بعنوان "الفتوى والأمن الفكري" خلال فعاليات الجلسة العلمية الأولى في ندوة الإفتاء الدولية الأولى.
عباس شومان يشارك بفعاليات الجلسة العلمية الأولى بندوة الإفتاء الدولية
وقد بدأ حديثه بتذكير الحضور بآية قرآنية تحث على العلم والتفقه في الدين، مشيرًا إلى دور العلماء في تسهيل فهم الشريعة وتقديم الفتاوى المناسبة لتغيرات الأزمنة والأماكن.
وأوضح الدكتور شومان أن الفتوى تعد مرشدًا هامًا للمسلمين في عباداتهم ومعاملاتهم اليومية، وهي جزء أساسي من استقرار المجتمعات الإسلامية. وأكد على أن الفتوى تساهم في إرساء الأمن الفكري من خلال التصدي للمفاهيم المغلوطة والانحرافات الفكرية، مشيرًا إلى تأثير الفتوى في السنوات الأخيرة على الفكر المجتمعي، خاصة في ظل انتشار فتاوى غير منضبطة تسببت في جدل واسع وأثرت سلبًا على استقرار الفكر، مثل فتاوى تسوية الميراث بين الرجل والمرأة أو نفي فرضية الحجاب.
وتناول الدكتور شومان أيضًا خطورة الفتوى غير المنضبطة، مؤكدًا أن هناك من يتصدر للإفتاء دون مؤهلات علمية، ما يؤدي إلى إصدار فتاوى مغلوطة تروج لأفكار خاطئة وتؤدي إلى تباين في الفهم والتفرقة بين الناس. من أبرز هذه الفتاوى المرفوضة تلك التي تدعي المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث بشكل غير دقيق أو التي تنكر فرضية الحجاب أو تحلل الخمر، مؤكدًا أن هذه الفتاوى تتنافى مع الثوابت الشرعية وتؤدي إلى الفوضى الفكرية.
وفي ختام كلمته، أكد شومان أن الأمن الفكري لن يتحقق إلا إذا انضبطت الفتوى وتوقفت عند حدودها الشرعية، داعيًا إلى حصر الفتوى على العلماء المؤهلين والمؤسسات الرسمية المعتمدة. كما أشار إلى ضرورة أن يكون المفتي بعيدًا عن الهوى الشخصي أو تأثير الإعلام، وملتزمًا بالأدلة الشرعية والمقاصد العليا.
تابع أحدث الأخبار عبر