اقرأ في هذا المقال
- معالجة المشكلة تتطلّب مشاركة البلدان مرتفعة الدخل للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري
- الحَر يؤثر في الصحة من الناحية الفسيولوجية وفي البيئة البحرية
- التغيرات في درجات الحرارة وهطول الأمطار والرطوبة زادت من احتمالات انتقال حمى الضنك
- الدول الجزرية الصغيرة النامية تدعو إلى الاهتمام بالروابط بين الصحة وتغير المناخ
تهدّد موجات الحَر والجفاف وحالات الطقس القاسية بسبب تغير المناخ سبل معيشة سكان الدول الجزرية الصغيرة النامية وتعرّضهم لمخاطر بيئية وصحية عديدة.
ويواجه 65 مليون شخص يعيشون في الدول الجزرية الصغيرة في العالم كارثة التأثيرات الصحية الضارة للتغيرات المناخية، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ووجد تقرير -وهو أول تحليل شامل لحالة تغير المناخ والصحة في الدول الجزرية- أن موجات الحر والجفاف والأمراض التي تنقلها الحشرات وحالات الطقس القاسية تتفاقم بسبب أزمة المناخ، ما يعرّض الأرواح وسبل العيش للخطر.
وأشار "مركز لانسيت كاونت داون للدول الجزرية الصغيرة النامية" إلى أن أكثر من مليون شخص يعيشون في المناطق المنخفضة بالدول الجزرية الصغيرة النامية بمنطقة المحيط الهادئ والكاريبي والمحيط الأطلسي والمحيط الهندي وبحر الصين الجنوبي من المرجح أن ينزحوا مع ارتفاع مستويات سطح البحر.
وحذّر تقرير صادر عن المركز من تزايد انعدام الأمن الغذائي مع زعزعة استقرار البيئة البحرية، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات المشكلات الصحية المزمنة مثل مرض السكري والبدانة.
انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري
ذكر تقرير "مركز لانسيت كاونت داون للدول الجزرية الصغيرة النامية"، المنشور في "مجلة لانسيت غلوبال هيلث"، أن معالجة المشكلة "تتطلّب مشاركة البلدان ذات الدخل المرتفع للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري"، مشيرًا إلى انخفاض الانبعاثات في الدول الجزرية الصغيرة النامية.
وقالت مديرة المركز، جورجينا غوردون ستراشان، التي تعمل في جامعة جزر الهند الغربية، وقادت فريقًا من 35 مؤلفًا: "إن أحد التحديات الرئيسة لتغير المناخ هو الحَر".
وأوضحت "أن الحر يؤثر في الصحة العامة والبيئة البحرية، التي تشكل جزءًا كبيرًا من الثقافة والنظام الغذائي لسكان الدول الجزرية الصغيرة النامية؛ ويفاقم حالات الطقس القاسية، لأنه عندما تصبح المحيطات دافئة، تشتد طاقة الحَر هذه بسبب العواصف القوية التي تتطور بسرعة كبيرة جدًا".
وأضافت أن الحَر يؤثر في قدرة العمل، إذ يتمكن الناس من العمل بأمان لساعات أقل في الخارج.
ووجد التقرير أن 4.4 مليار ساعة عمل قد ضاعت بسبب الحر الشديد في عام 2023 في جميع أنحاء الدول الجزرية، بنسبة 71% أكثر من المتوسط بين عامي 1991 و2000.
وقالت غوردون ستراشان: إن الجُزُر تواجه "تفاقمًا لموقف مروع حاليًا بسبب تغير المناخ، إذ أصبح الحَر أكثر شدة، وجميع تداعيات الاحتباس الحراري العالمي تؤثر فينا بشكل خطير، من حالات الطقس القاسية إلى فقدان المنازل وفقدان الأرواح وسبل العيش".
وأردفت أن "فقدان المنازل لا تبدو كلمات كافية لوصف احتمالية غرق بعض الجزر بالكامل جراء التداعيات السلبية لتغير المناخ.
ووصفت غوردون ستراشان تقرير "مركز لانسيت كاونت داون للدول الجزرية الصغيرة النامية" بأنه "دعوة واضحة إلى التحرك لحماية وتعزيز الصحة من العواقب الوخيمة لتغير المناخ التي وصلت إلى شواطئنا.. فماذا ننتظر؟".
قمة المناخ كوب 29
انتهت قمة المناخ كوب 29 في باكو بأذربيجان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بخيبة أمل بالنسبة للعديد من الدول النامية في العالم، وانسحب مفاوضو الدول الجزرية الصغيرة النامية في مرحلة ما من المحادثات وهددوا بالانسحاب تمامًا.
وقالت إحدى المشاركات في تأليف تقرير "مركز لانسيت كاونت داون للدول الجزرية الصغيرة النامية"، رواني نغ شيو من جامعة أوكلاند: "إن المسار المثير للقلق لهذه النتائج يحذرنا من أن الخسائر والأضرار التي شعرنا بها نتيجة لتغير المناخ سوف تتفاقم إلى حد الكارثة في غياب إجراءات متضافرة وطموحة".
ووجد التقرير أن التغيرات في درجات الحرارة وهطول الأمطار والرطوبة زادت من احتمالات انتقال حمى الضنك بمقدار الثلث منذ الخمسينيات.
ونتيجة لتأثير تغير المناخ في الزراعة وصيد الأسماك، حذر التقرير من "الاتجاهات المقلقة طويلة الأجل نحو الأنظمة الغذائية المصنعة المعتمدة على الاستيراد" التي تزيد من خطر المشكلات الصحية، وتتفاقم بسبب انخفاض إمكان ممارسة الرياضة في الهواء الطلق مع ارتفاع مستويات الحرارة.
الروابط بين الصحة وتغير المناخ
سلّط التقرير الضوء على الدول الجزرية الصغيرة النامية بصفتها من أعلى الأصوات التي تدعو إلى الاهتمام بالروابط بين الصحة وتغير المناخ.
وفي اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2022، جاءت 64% من البيانات بشأن هذا الموضوع من قادتها، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأشار التقرير إلى أن الأنظمة الصحية في تلك البلدان ليست مستعدة لتأثيرات أزمة المناخ، إذ تبيّن أن 8 فقط من أصل 59 دولة تمت دراستها لديها إستراتيجية وطنية للمناخ والصحة، وتفتقر معظمها إلى توقعات المناخ اللازمة لاستكمال تقييمات الضعف والمخاطر.
وحذّر المؤلفون من أن غياب البيانات عالية الجودة في الدول الجزرية الصغيرة النامية يعوق الجهود المبذولة لمراقبة التقدم وتحديد السكان المعرّضين للخطر.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: