اقرأ في هذا المقال
- نقل الهيدروجين الأخضر والكهرباء المتجددة أصعب بكثير من الفحم أو النفط أو الغاز الطبيعي
- ألمانيا تسعى إلى أن تصبح رائدة عالمية في تقنيات الهيدروجين المتطورة
- ألمانيا والاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إستراتيجية شاملة للواردات الخضراء والتحول الصناعي
- الطلب المستقبلي على الهيدروجين في ألمانيا قد يكون أقل بكثير مما يُفترض حاليًا
يُنظر إلى واردات ألمانيا من الهيدروجين الأخضر أنها إحدى الخطط الرئيسة لخفض انبعاثات القطاعات كثيفة استهلاك الطاقة، وفي مقدمتها الصلب والكيماويات.
وتتطلّع ألمانيا إلى إزالة الكربون من قطاعي الصلب والمواد الكيميائية بالاعتماد على الهيدروجين الأخضر المستورد، رغم ارتفاع التكلفة.
وقال باحثون في مجال تحول الطاقة إن ألمانيا لا ينبغي أن تعتمد على واردات الهيدروجين الأخضر لمسافات طويلة في المستقبل، بهدف جعل قطاعي الصلب والمواد الكيميائية صديقين للمناخ، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وأشار تقرير بشأن مستقبل الصناعات كثيفة الطاقة في ألمانيا أصدره تحالف أبحاث أريادن، الذي تموله وزارة الأبحاث في البلاد، إلى أن "التحول والحفاظ على صناعات الصلب والمواد الكيميائية على المدى الطويل في ألمانيا على أساس واردات الهيدروجين عن طريق السفن سيكون مرتفع التكلفة".
وأوضح الباحثون أن الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والمواد الخام الصناعية القائمة على الهيدروجين ستظل أكثر تكلفة في ألمانيا مقارنة بالدول ذات الإمكانات الأفضل للطاقة المتجددة.
مشكلات تكلفة الطاقة
في ألمانيا والعالم ستتحول مشكلات تكلفة الطاقة هذه تدريجيًا إلى حوافز لإعادة توطين جزئي لخطوات الإنتاج كثيفة الطاقة في الخارج، بحسب تحالف أبحاث أريادن الألماني.
وأكد مؤلفو التقرير من معهدي بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ (PIK)، وفراونهوفر لأبحاث الأنظمة والابتكار (Fraunhofer ISI)، أن التعويض عن ميزة التكلفة هذه عبر نطاق القطاعات الصناعية سيكون غير فعّال اقتصاديًا ويتطلّب إعانات عالية، ما يجعله غير واقعي سياسيًا.
وأضافوا: "من غير الواقعي أن نرغب في استبدال مصادر الطاقة الخضراء بالواردات الحالية من الوقود الأحفوري، ليس فقط لأن الهيدروجين الأخضر والكهرباء المتجددة يتراجعان في ألمانيا، ولكن لأن نقلها أصعب بكثير من الفحم أو النفط أو الغاز الطبيعي".
وأوضحوا أنه "لأسباب مادية واقتصادية أساسية، من غير الواقعي تنفيذ جميع خطوات الإنتاج كثيفة الطاقة للمواد الخام الخضراء في ألمانيا في المستقبل"، حسبما قال الباحث في معهد بيركلي للأبحاث، فيليب فيربورت، الذي أضاف أن "سيناريو العمل المعتاد المدعوم يهدد بالوصول إلى طريق مسدود".
الهيدروجين الأخضر
وفقًا لإستراتيجية الحكومة لاستيراد الهيدروجين الأخضر لعام 2030، تتوقع أن تغطي واردات المانيا من الهيدروجين ما بين 50 و70% من الطلب على الوقود، الذي يُنظر إليه على أنه تقنية رئيسة لإزالة الكربون من القطاعات حيث لا تكون الكهربة خيارًا، مثل إنتاج الصلب أو الكيماويات.
وحذّر الباحثون من أن برلين يجب أن تعزّز إنتاجها الخاص، لأنه "من غير المؤكد" من أين ستأتي واردات ألمانيا من الهيدروجين بكميات مناسبة، واقترح آخرون تغطية جزء كبير من الطلب عبر خطوط الأنابيب من الدول المجاورة.
تجدر الإشارة إلى أن ألمانيا تسعى إلى أن تصبح رائدة عالمية في تقنيات الهيدروجين المتطورة، وقد وضعت الحكومة إستراتيجية وطنية للهيدروجين لتحقيق هذه الطموحات.
وقالت الحكومة إن "البلاد ستضطر إلى استيراد الوقود إلى حد كبير في المستقبل، بسبب الظروف المحلية غير المواتية لإنتاج الكهرباء المتجددة".
وتعمل برلين على إنشاء شبكة هيدروجين أساسية من خطوط أنابيب الغاز القديمة والبنية التحتية الجديدة، بهدف بدء تدفق الوقود بحلول العام المقبل.
أمن الإمدادات
قال الباحثون لدى تحالف أبحاث أريادن الألماني إن البلاد يمكن أن تعوّض إلى حد كبير عن عيب تكلفة الطاقة المتجددة من خلال استيراد المنتجات الأولية كثيفة الطاقة، مثل الحديد الخام أو الأمونيا أو الميثانول من أسواق العالم الأخضر المستقبلية، وبالتالي الحفاظ على سلاسل القيمة الحالية في الإنتاج في قطاع التكرير والتصدير.
وأضافوا: "من خلال إلغاء خطوات المعالجة الأولى كثيفة الطاقة في سلسلة القيمة، يمكن الاحتفاظ بمزيد من المعالجة في قطاعيْ الصلب والكيماويات بألمانيا على المدى الطويل".
وتحتاج دول الاتحاد الأوروبي إلى إستراتيجية شاملة للواردات الخضراء والتحول الصناعي، من أجل تقليل الاستثمارات الباهظة الثمن الخاصة والعامة، والاضطرابات اللاحقة والاحتجازات المكلفة، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وشهد الإنتاج الصناعي في ألمانيا تراجعًا، مدفوعًا بتأثير حرب روسيا على أوكرانيا في تكاليف الطاقة. وتستشهد القطاعات كثيفة استهلاك الطاقة بالتكاليف المرتفعة بصفتها العقبة الرئيسة أمام القدرة التنافسية، رغم انخفاض الأسعار بصورة كبيرة منذ ذروة أزمة الطاقة في عام 2022.
وقال الباحثون إن "الاستعانة بأصدقاء في الدول الأوروبية الصديقة ذات التوافر الأفضل للكهرباء المتجددة يمكن أن تقلل التكاليف وتضمن أمن الإمدادات".
وقالت الباحثة لدى معهد فراونهوفر للصناعات التكنولوجية، لويزا سيفرز: "نظرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من تعزيز القيمة وتوفير الوظائف في المستقبل لن يأتي من إنتاج مثل هذه المواد الأولية كثيفة الطاقة باستعمال الكثير من الهيدروجين الأخضر، فمن المهم أخذ ذلك في الاعتبار اليوم والتخطيط للمستقبل وفقًا لذلك".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: