قال سفير فلسطين بالمغرب جمال الشوبكي إن شعب بلاده يعيش مذبحة لم يسجل التاريخ المعاصر نظيرا لها، مبرزا أن فضائح قوات الاحتلال “ترتكب أمام مسمع ومرأى العالم في ظل اختلال ميزان القيم العالمية”.
وأكد الشوبكي، خلال إلقائه درسا افتتاحيا للموسم الدراسي بالمعهد العالي للصحافة والاتصال بالدار البيضاء، مساء الجمعة، أنه في ظل هذه الجرائم، فإن “الشعب المغربي يوجد في طليعة الشعوب المتحركة لوقف العدوان، والتي تقر بأن ما يجري لا يعتبر سوى إبادة جماعية يتعرض لها الشعب الفلسطيني من طرف الاحتلال الذي يمارس العنف المنظم والقتل”.
وسجل السفير الفلسطيني، في كلمته أمام الطلبة الصحافيين وخريجي المعهد الذين حملوا اسم “فوج فلسطين”، أن قوات الاحتلال قتلت ما يزيد عن 100 من العاملين في الصحافة والإعلام.
وأضاف أن العدوان الإسرائيلي خلف كذلك العشرات من الإصابات الخطيرة في صفوف الصحافيين، لافتا إلى أن هذا الأمر لم يحدث في تاريخ الصحافة.
وأشار إلى أن القصف الإسرائيلي طال حتى عائلات الصحافيين حتى يتم وقف نقل حقيقة ما يجري داخل فلسطين وقطاع غزة من قتل وإبادة.
وسجل أن قوات الاحتلال عملت خلال حربها على تدمير أكثر من 80 مؤسسة إعلامية، ناهيك عن منع الصحافيين الأجانب من دخول غزة للتغطية الإعلامية.
وأكد المسؤول الفلسطيني أنه بالرغم من كل هذه الجرائم وعمليات الإبادة ما زالت التغطية الإعلامية لأبشع جريمة إنسانية شنعاء متواصلة.
وأوضح أن استهداف الصحافيين ليس مستجدا، بل هو سياسة قديمة، مؤكدا أن الاحتلال يمارس حربا شاملة تستهدف قلب الواقع الفلسطيني برمته وتهجير الفلسطينيين من وطنهم.
ودعا العالم والقوى الدولية الفاعلة إلى إثبات أن الحل المطلوب يجب أن يكون سياسيا وليس أمنيا، مؤكدا رفض بلاده “أي حلول مجزأة، فلا دولة في غزة، ودولتنا فلسطين عاصمتها القدس”، مطالبا بصحوة حقيقية تفضي إلى وقف العدوان والسماح بدخول المساعدات على غرار ما قام به المغرب.
وعرج ممثل فلسطين على مواقف المغرب من القضية الفلسطينية وما يقوم به العدوان الإسرائيلي، حيث سجل تطابقا رسميا بين الموقف الرسمي الفلسطيني وخطاب الملك محمد السادس في عيد العرش.
وتابع قائلا: “نحن والمغرب شريكان في القدس عبر حارة المغاربة، وعبر المغاربة الذين يقيمون بالقدس منذ مئات السنين، ومازالوا يدافعون عنها مثلما يدافع الفلسطينيون عنها”.
وختم كلامه الموجه للصحافيين المقبلين على ولوج المجال قائلا: “الصحافة ليست مهنة، بل مسؤولية. عليكم مواصلة السعي وراء الحقيقة، وأن تكونوا حراسا للنزاهة، فأنتم من سيعيد بناء الإعلام على أسس حقيقية”.