كان فوز برشلونة ضروريًا على بوروسيا دورتموند لضمان التأهل بنسبة كبيرة ضمن الثمانية الأوائل في ترتيب دوري أبطال أوروبا بنظامه الجديد، حيث لن تحتاج هذه الفرق الثمانية لخوض دور إقصائي إضافي من أجل الوصول لثمن نهائي المسابقة الأعرق على مستوى الأندية.
انتصار البارسا جاء بتسجيل ثلاثة أهداف مقابل تلقي مرمى الفريق لهدفين كان من الممكن أن يرتفع عددهما لو استغل بوروسيا دورتموند فرصه خلال المباراة التي كان لبرشلونة الأفضلية فيها بشكل عام؛ لكن هذا لم يمنع الفريق الألماني من صنع الكثير من الخطورة على مرمى النادي الكتالوني.
الصورة النمطية المأخوذة عن دفاع البلوغرانا هو أن مصيدة التسلل سلاح ذو حدين تتسبب في بعض الأحيان في خطورة كبيرة على مرمى الفريق، لكن ربما أعطت هذه الصورة النمطية انطباعًا بأن مصيدة التسلل تلك هي كل مشكلة دفاع البلوغرانا.
مباراة سيغنال إيدونا بارك كانت فرصة جديدة لدحض هذه الفكرة، فقد تبين بشكل كبير أن دفاع برشلونة يعاني للوصول لصلابة معقولة يمكن أن يعول عليها البارسا دون الاحتياج في كل مرة إلى أن يعوض هجومه هذا الضعف.
برشلونة يتلقى عرضيات خطيرة
مشكلة جديدة بدأت تظهر في الأفق في الآونة الأخيرة وهي ضعف ظهيري برشلونة، خاصة مع التراجع الحاد في مستوى بالدي والتراجع النسبي في المستوى الدفاعي لكوندي، إذ باتت أجنحة الفرق المنافسة قادرة على التغلب عليهما في موقف واحد لواحد.
هذا الأمر تسبب في ظهور مشكلة جديدة لدفاع برشلونة ألا وهي الضعف في مواجهة الكرات العرضية، فبروسيا دورتموند كان قادرًا على صناعة خطورة كبيرة بمجرد وصول الكرة لمنطقة إرسال الكرات العرضية.
تمريرة واحدة سريعة إلى الطرف كما حدث في تلك اللقطة كانت قادرة على أن يصل دورتموند لمنطقة مهمة من الملعب لإرسال عرضية مرت بسلام بعد وقوع مهاجم دورتموند غيراسي في مصيدة التسلل.
لكن غيراسي لم يكن متسللًا في اللقطة التالية، فبعدما تمكن ظهير دورتموند الأيمن رييرسون من إخراج الكرة بشكل آمن من مناطق فريقه، شن دورتموند هجمة مرتدة فشل فيها دفاع برشلونة في التمركز بشكل جيد ليضطر إينيغو مارتينيز للتدخل على مهاجم الفريق الأصفر في لقطة طالب فيها الأخير باحتساب ركلة جزاء لمصلحته.
بنفس الشكل لكن مع تفوق جديد واضح لجناح دورتموند غيتنز على حساب كوندي، تمكن الجناح الإنجليزي من لعب كرة عرضية وصلت إلى غيراسي الذي تخلص من الرقابة؛ لكنه فشل في تسديدها بشكل مُحكم لتضيع فرصة على الألمان.
كان غريبًا أن يصل الحال إلى أن مجرد إرسال كرة عرضية حتى لو من مكان غير خطير هي لقطة قادرة على صناعة الخطورة، فغيراسي في تلك اللقطة لم يعانِ كثيرًا من ترويض الكرة لصالح زميله ليقترب دورتموند كثيرًا من مرمى البارسا من لعبة يُفترض ألا تصنع كل هذه الخطورة.
وكانت الطامة الكبرى في اللقطة التالية عندما تجاوز غيتنز خصمه كوندي من جديد في لقطة يظهر فيها دفاع البارسا وهو ينصب خط دفاع خماسيًا لعلّه يؤمِّن مرمى إينياكي بينيا، لكن هذا الخط تشتت تمامًا رغم وجود غيراسي وحيدًا في هجوم دورتموند لينجح مهاجم شتوتغارت السابق في الهروب من رقابة إينيغو مارتينيز لكنه لم ينجح في التسجيل ليضيع فرصة غاية في السهولة.
كل تلك اللقطات كانت بخلاف لقطتي هدفي دورتموند، غالبيتها لم يكن لمصيدة التسلل دخل فيها بل كانت أغلبها من كرات عرضية أظهرت وأن دفاع النادي الكتالوني بحاجة للمزيد من التدريبات لتحسين مستواه وإبعاد الخطورة عن مرماه.