الجمعة 13 ديسمبر 2024 | 01:02 صباحاً
وسط احتفالات عارمة شهدتها شوارع دمشق بعد هروب بشار الأسد إلى روسيا إثر هجوم غير متوقع لهيئة تحرير الشام المسلحة، تحولت مشاعر النشوة إلى حزن في جنازة عامة لمازن الحمادة، أحد أبرز رموز الجرائم التي ارتكبها النظام السوري. مع انتهاء أكثر من خمسين عامًا من حكم عائلة الأسد، تواجه سوريا الآن واقع فقدان 130 ألف شخص يُعتقد أنهم مفقودون للأبد.
وداع مؤلم لمازن الحمادة: رمز للضحايا والمناضلين
بحسب ما نقلته صحيفة «الجارديان» البريطانية، شهدت جنازة مازن الحمادة، الناشط والناجي من التعذيب في سجون النظام، مشهدًا مهيبًا حيث توافد الآلاف لتشييعه في دمشق. ملفوفًا في كفن أبيض، نُقل جثمانه من المستشفى إلى مسجد عبد الرحمن أبو العوف للصلاة عليه، ثم إلى مثواه الأخير في مقبرة نجها. في ساحة الحجاز القريبة، تجمعت عائلات المفقودين في وقفة احتجاجية، حاملة صور أحبائهم المختفين، في لحظة غير مسبوقة من التعبير العلني عن الحزن.
حمادة، الذي اعتقل في عام 2011 وسُجن لفترات طويلة، كان شاهدًا بارزًا على وحشية النظام السوري، حيث قدّم شهاداته أمام سياسيين ومجتمعات دولية. رغم لجوئه إلى هولندا، عاد في عام 2020 إلى سوريا في ظروف غامضة، يُعتقد أنه أُجبر على العودة بعد تهديد عائلته. في وقت لاحق، عُثر على جثته في مشرحة صيدنايا، تحمل آثار تعذيب تشير إلى أنه قُتل مؤخرًا.
الأسر تبحث في المجهول: ألم لا ينتهي
عائلات مثل عائلة شهد براقي، البالغة من العمر 18 عامًا، ما زالت تعيش على أمل العثور على أحبائها. والدها، الطبيب أسامة براقي، اختفى في عام 2012 عندما كان يحاول مساعدة الناس في حيّه. شهد تحمل صورة قديمة لها مع والدها، وهي تتساءل عن مصيره الذي لم يُحسم حتى الآن.
بينما يواصل السوريون البحث في السجون
والمشارح والمقابر الجماعية التي أُخفيت فيها آلاف الجثث، تشير شهادات إلى أن المقبرة العسكرية في نجها وغيرها من المواقع كانت تُستخدم لإخفاء آثار الجرائم الجماعية للنظام. محمود دهليل، أحد أقارب المفقودين، قرر الحفر بيديه في تلك المواقع، مصممًا على العثور على رفات أبناء عمومته الأربعة الذين اختفوا قبل أكثر من عقد.
"مازن مات ليمنحنا الحياة"
في لحظة تأمل، قال شقيق مازن الأكبر: "رغم الألم، أنا فخور بمازن. لقد عانى أقسى أنواع التعذيب ومات ليمنحنا الحرية". ورغم هذه التضحية، فإن الطريق إلى العدالة طويل، وما زال السوريون يعيشون معاناة البحث عن الحقيقة.
تظل سوريا تواجه جروحًا عميقة، حيث يتشبث أبناؤها بالأمل في العثور على أحبائهم المفقودين، في انتظار اليوم الذي تتحقق فيه العدالة وتُطوى صفحة الألم.
اقرأ ايضا