أعلنت واشنطن، عبر مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أن التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن بات "قريباً"، مشيراً إلى توفر الإرادة السياسية اللازمة لدى الأطراف المعنية. جاء ذلك عقب اجتماع سوليفان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط تصاعد الجهود الدبلوماسية من قبل الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين.
تطورات جديدة في ملف غزة
صرح جيك سوليفان في تل أبيب أن التقدم نحو اتفاق أصبح ملموساً، قائلاً: قد لا يحدث ذلك، ولكنني أعتقد أنه قد يحدث إذا توفرت الإرادة السياسية من الجانبين. وأضاف أنه يعتزم السفر إلى قطر ومصر، الدولتين المحوريتين في المحادثات، لتعزيز الجهود الرامية إلى استعادة الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير.
وأكد أن الاتفاق المتوقع سيكون محدود النطاق، وسيتضمن إطلاق سراح عدد من الرهائن مقابل وقف مؤقت للعمليات القتالية، وفقاً لدبلوماسي غربي في المنطقة.
موقف حماس وتغير المعطيات
أشار سوليفان إلى أن الموقف التفاوضي لحركة حماس قد شهد تغيراً ملحوظاً عقب التطورات الأخيرة، بما في ذلك اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني. واعتبر أن ذلك أظهر محدودية الدعم الخارجي الذي يمكن أن تتلقاه الحركة.
كما لفت إلى أن الاغتيالات الإسرائيلية التي استهدفت قيادات بارزة في حماس، من بينهم يحيى السنوار، والتدمير الواسع للبنية العسكرية للحركة، لعبت دوراً حاسماً في دفعها نحو قبول تفاهمات جديدة.
الجهود الأميركية لتسريع الاتفاق
أكد سوليفان أن الولايات المتحدة تعمل بجد لإنجاز الاتفاق قبل نهاية العام الجاري، نافياً التلميحات التي تشير إلى انتظار نتنياهو لتولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير المقبل.
وقال في مؤتمر صحفي: "هدفي هو أن نصبح في وضع يسمح لنا بإبرام هذا الاتفاق هذا الشهر. وجودي هنا اليوم دليل على جدية الجهود المبذولة لتحقيق ذلك".
وأوضح أن الإدارة الأميركية تدرك أن الوقت محدود، مشدداً على ضرورة تحقيق إنجاز دبلوماسي ملموس لتجنب تصعيد إضافي في المنطقة.
التحديات التي تواجه الاتفاق
رغم المؤشرات الإيجابية، لا تزال العقبات قائمة أمام تحقيق وقف إطلاق النار المستدام في غزة. فالخلافات العميقة حول الشروط والمطالب الأساسية لكل طرف تعيق التوصل إلى تفاهم شامل.
من جهته، أكد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أنه يتوقع من حماس إطلاق سراح جميع الرهائن قبل توليه منصبه، محذراً من "ثمن باهظ" في حال عدم تحقيق ذلك.
السياق الإقليمي والدولي
يأتي هذا الحراك الدبلوماسي في وقت يشهد الشرق الأوسط تغيرات سياسية وأمنية متسارعة. فالاتفاق المحتمل بين إسرائيل وحماس قد يكون خطوة نحو تهدئة التوترات، لكنه لا يُتوقع أن يحل القضايا الجوهرية العالقة، مثل حصار غزة، ومستقبل العلاقات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.