استعرض وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان العديد من الملفات والقضايا التي تشغل الرأي العام العالمي والمحلي حول خطط المملكة في تحول الطاقة وإنتاجها من مختلف المصادر.
وقال خلال كلمته في افتتاح فعاليات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض اليوم الثلاثاء 29 أكتوبر/تشرين الأول (2024)، التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إن المملكة قادرة على القيام بالتحول التاريخي الاستثنائي في مجال الطاقة والمجالات الأخرى.
وأضاف وزير الطاقة السعودي: "ما قمنا به كدولة في آخر 6 إلى 7 سنوات، وما نقوم به الآن، وما سنقوم به في المستقبل، شيء جدير يجب أن يراه الجميع وأن يراه الزملاء القادمون للمملكة".
واستطرد: "لا أرى أيّ دولة مرّت بهذا التحول في هذه المدة الوجيزة"، متسائلًا: "هل توجد دولة في العالم قامت بتحوّل مثل ما قمنا به؟".
وشدد على أن "المملكة دولة لا تعرف كلمة "مستحيل"، تنتقل بغاية وهدف، إذ نريد الاستفادة والتحول للاقتصاد الدائري للكربون، والتحول إلى تنويع مجالات التصنيع، لخلق فرص العمل، وهو أمر محوري في خطط السعودية".
كفاءة الطاقة
قال وزير الطاقة السعودي: "بدأنا برنامج كفاءة الطاقة في 2012، وشارك فيه أكثر من 20 جهة، ولدينا مشروعات في السنوات التالية، وما حققناه في كفاءة الطاقة يضاهي ما حققته الولايات المتحدة".
وأضاف: "حققنا نتائج في وقت أقل مما حققته دولة منظمة التعاون الاقتصادي التي استغرق لديها 50 عامًا، نحن استغرقنا 20% من الوقت لتحقيق التحول في كفاءة الطاقة".
وأشار وزير الطاقة السعودي إلى أن المملكة أنتجت 44 غيغاواط من الطاقة المتجددة منذ 2020، وهو ما يمثّل نحو نصف الطاقة الإجمالية المركبة في بريطانيا، و90% من إجمالي الطاقة في السويد.
وكشف الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن المملكة تستهدف 20 غيغاواط من الطاقة النظيفة سنويًا، إذ يجري العمل بشكل مسبق على تحديد المواقع الصالحة لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة.
وأشار إلى أن مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في السعودية حققت أرقامًا قياسية في أسعار توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة.
وأوضح وزير الطاقة السعودي أن خطط بلاده تعمل على ربط كل مناطق المملكة بمصدرين على الأقل للكهرباء، إذ تُنَفَّذ -بالتوازي مع التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة- الخطط الرامية للتحول نحو الغاز، وخفض استعمال النفط في توليد الكهرباء.
تصدير الهيدروجين
أكد وزير الطاقة السعودي أن بلاده تعمل على تصدير الطاقة بكل أشكالها وتوظيف الاقتصاد الدائري للكربون لخدمة مصالحها، "ونسعى إلى التصنيع المحلي وتصدير المنتجات المصنعة والهندسية في إطار خطط التنويع الاقتصادي".
وشدد الأمير عبدالعزيز بن سلمان على أن المملكة جاهزة لتصدير الكهرباء النظيفة والهيدروجين النظيف مع ضمان توفرها محليًا.
وقال: "بفضل رؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، نحن أكبر منتج للهيدروجين، ومستعدون للتصدير، وأبوابنا مفتوحة لمن يريد الاستثمار به داخل المملكة".
وأضاف: "ملتزمون بالاستفادة ماديًا من كل مصادر الطاقة في المملكة.. وستكون السعودية الدولة الوحيدة المستفيدة ماديًا من تحول الطاقة".
إنتاج النفط
قال وزير الطاقة السعودي، إن المملكة ملتزمة بالحفاظ على طاقة إنتاجية للنفط الخام عند 12.3 مليون برميل يوميًا، والعمل على خفض استعمال النفط في توليد الكهرباء من خلال التوسع في مشروعات الغاز والطاقة المتجددة، ما يوفر مليون برميل إضافية للتصدير.
وأضاف في كلمته، خلال النسخة الثامنة من "مبادرة مستقبل الاستثمار" المنعقدة في الرياض: "نحاول استعمال اقتصادنا الدائري المعتمد على الكربون نهجًا يرشدنا إلى الوجهة التي ننوي أن نصل إليها".
وأوضح أن القدرات الإجمالية لمشروعات الطاقة المتجددة في السعودية تبلغ 42 غيغاواط، بالإضافة إلى تحويل محطات الكهرباء القائمة من الاعتماد على الوقود السائل إلى الاعتماد على الغاز بقدرات إجمالية 23 غيغاواط، واعدًا بتقليص الفجوة بين أسعار الكهرباء الناتجة عن مشروعات الطاقة النظيفة والتقليدية خلال عامين.
وأشار إلى خطط أرامكو لمواصلة الاستثمار والتوسع في الصين، خاصة في مشروعات البتروكيماويات، موضحًا أن بلاده لديها التزام بخلق سوق للكربون بقيمة كبيرة وتطويره.
وقال: "لقد تعلّمنا من مشكلات الجميع وأخطائهم، ونريد أن نأخذ الوقت لضمان أن التشريعات الموجودة يجب أن تكون قادرة على التعامل مع اقتصادنا الخاص".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..