من يقرأ هذا العنوان –ويعرفنى –يربط ذلك بالهندسة أو بالتخطيط العمرانى ! وفى الحقيقة أنا لا أقصد ذلك بالضبط –وإن كان يعتبر هذا الإعتقاد –جزء من كل –أرجوه لبلدنا –فى مجال تقسيم الوطن إلى أقاليم إقتصادية متكاملة –وملامح وطن جميل منسق تنسيقًا جيدًا –وليس بمعنى (التنسيق الحضارى إياه) –ولكن تنسيق بين ما هو على سطح أرض الوطن من بشر ووسائل إنتاج ونقل وخدمات –وبين ما فى باطن الأرض من ثروات تعدينية وبترولية –وبين ما يحيط بالوطن من بحار (أبيض وأحمر ) وبين شريان الحياة الذى يشق قلب الوطن وهو النيل العظيم –كل هذه العناصر –مع تصور لإدارة الحياة الإقتصادية والسياسية والإجتماعية –كل هذه العناصر هى –الهيكل العظمى واللحم والدم –الذى يتشكل به جسم الوطن "مصر" –لكن الشيىء الذى يأتى ليستكمل إتساق هذه المنظومة –هى المخ –الرأس –التى تقوم بدور رئيسى فى عملية تنسيق العناصر وترابطها –وتركيبها –وتشغيلها –وعلاقة كل عنصر بأخر – بقوة إليه تعطيه "باور" أو قوة دفع للتقدم والعمل بإنتظام –دون توقف –ودون جلطات –فى أحد الشرايين –ونظام محكم بدستور عصرى –وقوانين واضحة تربط وتقيد المجتمع كله –دون تخبط –ودون إزدواجية –وإلغاء الحالات المزاجية من التعامل فى شئون الوطن !
دولة تعمل على إسترداد روحها بإلتزام وثيق بالقانون –دولة تتميز بعناصر أخلاقية حميدة –مستمدة من تراثها وعقائدها الدينية الإسلام والمسيحية -دولة لها تقاليد متوارثة –يجب أن تعتمد على العرف الجارى بين أهلها –وتقننه –فالقانون المحترم –هو تقنين لأعراف الوطن –ووضعه فى صيغ تسمح بالتعامل من خلاله برضاء كامل.
إن المخطط العام للوطن –يحتاج حكومة أقل عددًا فى تعداد وزرائها –وحاملى حقائب المسئولية الوطنية.
مطلوب ترشيد هيئات ومؤسسات الدولة –وإلغاء من لا فائدة له –فورًا –دون خوف –ودون عمل حسابات لأثار جانبية –فالقرارات الناجعة - تتمتع بعنصر الوقت –وسرعة اتخاذ القرار!!
مطلوب فى ماستر بلان الوطن –طرق سريعة (طبقًا للمواصفات العالمية) –منفذة دون فساد –مطلوب تفريغ المدن –من هوجة المركبات –وعدم تناسق (هارمونية) أنواعها فوق الأسفلت –فنحن نرى عربة كارو قوة 3 حمار –بجانب أحدث سيارات العالم –بجانب سيارة نقل بمقطورة –ونصف نقل تحمل أكثر مما هو مسموح به.
مطلوب إخراج (الترافيك) خارج المدن –مطلوب تطبيق قانون مرور صارم –وزرع إشارات مرور محترمة –وتخطيط الشوارع –يمين ويسار –وقادم وذاهب –وعودة كراسة الإشارات بمراكز المرور –لكى لا يسمح لأى مواطن بقيادة سيارة دون امتحان صارم فى القواعد والأدب (طبعًا فى المرور).
مطلوب إستزراع كل (خرابة فى البلد ) –مطلوب القبض على كل (حارق لصندوق قمامة فى الشارع).
مطلوب تطبيق حرفى للقانون دون إستثناء أو مجاملات.
كل هذا لا يتأتى فى ظل نظام إدارى –قائم أو فى ظل تقسيم الوطن إلى محافظات عفى على تقسيمها الزمن والتاريخ والجغرافياوالجيولوجيا –والإيكولوجى !!
إنتهى عمر هذا التقسيم الإفتراضى –وفقد شرعيته -وفرضيته -مطلوب وطن جديد –وذلك ممكن تنفيذه وبسهولة شديدة –فقط نحتاج لإدارة سياسية وإدارية –للقيام به –ويمكن وضع هذا التصور بأيادى وعقول مصرية –كما أنه ليس عيبًا أبدًا أن نستورد عقول أجنبية لوضع هذه الإستراتيجية بالمشاركة –فنحن نستورد أجانب لكرة القدم وفى (أتفه) الأسباب –وأعضاء البنك الدولى موجودين فى أسيوط –وفى الواحات –مش عيب !!
إن وضع إستراتيجية – وماستر بلان للدولة –كيف نرى مصر سنة 2030 –مهم جدًا –المهم وجود خطة واضحة - لها تكلفة ولها زمن محدد –ولها جدول زمنى تحت الإشراف على تنفيذه.
من جهاز أو وزارة –أسوة بوزارة السد العالى -وزارة لمشروع قومى للدولة –تحت عنوان مصر غدًا –وليس مصر اليوم !! –وليس مصر الأن !!
نحن أحوج ما نكون إلى حلم كبير –نعيش من اجل تحقيقه لأولادنا –وأحفادنا !!
أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
[email protected] Hammad