نشرت وسائل إعلام وتقارير دولية صورًا توثق حجم الدمار الذي لحق بمواقع عسكرية سورية استراتيجية نتيجة الغارات الإسرائيلية المكثفة. تأتي هذه الضربات في أعقاب سيطرة المعارضة المسلحة على دمشق وسقوط نظام بشار الأسد، مما دفع إسرائيل إلى استهداف مستودعات أسلحة ومواقع عسكرية تقول إنها تهدد أمنها القومي.
صور الأقمار الاصطناعية تكشف حجم الدمار
وفقًا لشركة ماكسار تكنولوجيز، أظهرت صور الأقمار الاصطناعية فرقًا كبيرًا بين السفن الحربية الراسية في ميناء اللاذقية قبل وبعد تدميرها. الصور التي التُقطت في 6 نوفمبر و10 ديسمبر، أوضحت التغيرات الجذرية التي أحدثتها الضربات الجوية الإسرائيلية.
كما استهدفت الغارات مطار المزة العسكري في دمشق، حيث أظهرت الصور الدمار الكبير الذي لحق بالمستودعات والبنية التحتية هناك. وشملت المواقع المستهدفة أيضًا شحنات أسلحة في القامشلي شمال شرق سوريا، والتي كانت مخصصة للقوات الحكومية.
ضمن الأهداف التي استهدفتها الضربات الإسرائيلية، كان مركز برزة للأبحاث العلمية شمال دمشق. ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، دُمّر المركز بالكامل، حيث كان يُعتقد أنه يستخدم لتطوير أسلحة كيميائية وأخرى متقدمة.
إسرائيل تدمر القدرات العسكرية الاستراتيجية للنظام السابق
أكد الجيش الإسرائيلي أن العمليات العسكرية استهدفت أكثر من 350 موقعًا استراتيجيًا في سوريا منذ سقوط نظام الأسد. شملت الضربات مواقع في دمشق، حمص، طرطوس، اللاذقية، وحلب، وركزت على تدمير مستودعات الأسلحة، القواعد الجوية، ومواقع إنتاج عسكري.
ووفقًا للتقارير الإسرائيلية، فإن هذه الهجمات دمرت بين 70 إلى 80% من القدرات العسكرية الاستراتيجية للنظام السوري السابق. كما استهدفت البحرية الإسرائيلية 15 سفينة حربية كانت ترسو في ميناءي البيضاء واللاذقية.
رسالة إسرائيل للنظام الجديد: التعاون ممكن بشروط
في تعليق له على الوضع الجديد في سوريا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل مستعدة للتعاون مع النظام السوري الجديد، لكنها لن تتهاون في الرد على أي تهديدات تمس أمنها. وأضاف:
لا نية لدينا للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، لكن أمن إسرائيل خط أحمر.
وشدد نتنياهو على أن الضربات الجوية الأخيرة كانت تهدف إلى منع وقوع الأسلحة الاستراتيجية للنظام السابق في أيدي الجماعات الجهادية.
تحذيرات إسرائيلية للفصائل المسلحة
بدوره، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الفصائل المسلحة في سوريا من محاولة تشكيل أي تهديد لإسرائيل. وأكد أن الجيش الإسرائيلي يعمل على إنشاء منطقة "دفاعية معقمة" في جنوب سوريا لضمان أمن الحدود دون تدخل دائم في الشؤون الداخلية.
الضربات الإسرائيلية: جزء من مشهد متغير في سوريا
تأتي الضربات الإسرائيلية بعد انهيار نظام الأسد نتيجة هجوم مفاجئ شنته المعارضة المسلحة، حيث سيطرت على مواقع استراتيجية مثل حلب وحماة. وبينما نفت إسرائيل تقارير عن تقدم قواتها البرية نحو دمشق، أكدت أن وجودها في المنطقة يقتصر على التدابير الدفاعية.