كشفت صحيفة "يديعوت إحرنوت" عن تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار في لبنان، ومن المقرر أن يزور المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى كل من إسرائيل ولبنان لوضع اللمسات النهائية بشأن هذا الاتفاق، لكن الملفت في هذا التقرير أنه سيتم فصل الجبهة اللبنانية عن قطاع غزة، أي قد يكون هناك توصل للاتفاق حتى لو لم يتم نهاية الحرب في غزة، وهو ما يطرح تساؤل بأنه في حال تم تنفيذ هذا الاتفاق هل هي مقدمة لـ نهاية المناوشات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي أم أن الحزب سيواصل ضرباته العسكرية حتي لو تم التوصل إلى اتفاق؟!
بادرة أمل لنهاية الحرب في لبنان
فمنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، ويشن حزب الله بشكل يكاد يكون يومي ضربات تستهدف الجيش الإسرائيلي وداخل الدولة العبرية كبجهة إسناد لغزة والضغط عليها لوقف الحرب في القطاع، إلا أن قررت إسرائيل رفع حدة التصعيد وشنت حملة قوية منذ أواخر سبتمبر وحتى إعلان عملية "سهام الشمال" استهدفت خلالها كبار قيادات حزب الله من بينهم أمين عام الحزب حسن نصر الله، وخليفته هاشم صفي الدين، إلى جانب قيادات في الصف الأولى وبارزة تم اغتيالها خلال هذه العملية العسكرية الإسرائيلية.
بالحديث عن الصفقة المقترحة فصحيفة "يديعوت إحرنوت" قدمت تفاصيل المقترح الذي قد يكون بادرة أمل لنهاية الحرب في لبنان والتى تسببت في سقوط ضحايا وآلاف المصابين إلى جانب نزوح أكثر من مليون شخص من مناطق سكانهم فراراً من القصف الإسرائيلي.
الصحيفة أشارت نقلاً عن مسؤولون إسرائيليين لم تكشف عن هويتهم أن المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان "بلغت مراحل متقدمة". وقد يتوجه المبعوث الخاص للبيت الأبيض آموس هوكشتاين إلى إسرائيل ولبنان قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر، لمحاولة التوصل إلى اتفاقات نهائية.
فصل الجبهتين.. التوصل إلى اتفاق في لبنان دون غزة
وقال المسؤولون الإسرائيليين إن الوضع في لبنان تغير تماما بعد الهجوم الإسرائيلي وإن هناك اتفاقا في بيروت على فصل الجبهتين اللبنانية والغزية. وأكدوا أن القتال سيستمر أثناء المفاوضات وحتى الانتهاء منها. وتعتقد مصادر استخباراتية غربية أن إيران ستسمح لحزب الله بالموافقة على وقف إطلاق النار، وربما حتى تشجعه، حتى لو لم يتوقف القتال في غزة.
وأشارت الصحيفة العبرية إن اتفاق وقف إطلاق النار سيبدأ بفترة تأقلم مدتها 60 يوما يمتنع خلالها حزب الله والجيش الإسرائيلي عن إطلاق النار، وينتشر الجيش اللبناني في الجنوب، في حين سيتم النظر في آلية جديدة للإشراف على المنطقة، ولكن لن يتم تمرير قرار جديد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقال مسؤولون فرنسيون وأميركيون مؤخراً إن حزب الله، الذي تعرض لضربات قاسية وفقد كل قياداته، تعززت قوته خلال الأسبوعين الماضيين بفضل العدد المتزايد من الضحايا بين الجنود الجيش الإسرائيلي. وأضافوا: "هذه فرصة لا ينبغي تفويتها".
وحسب المصادر الإسرائيلية فإن المقترح يتضمن وقف الأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله لمدة 60 يوما وسيتم نشر الجيش اللبناني في الجنوب، ووضع آلية لمراقبة تنفيذ الاتفاق.
بنود الصفقة المقترحة لإنهاء الحرب في لبنان
وتتضمن الصفقة المقترحة التي ستوافق عليها إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة ودول أخرى ثلاثة عناصر. ويتلخص العنصر الأول في تنفيذ أوسع لقرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي صدر بعد حرب لبنان الثانية في عام 2006، والذي من شأنه أن يضمن عدم وجود عناصر من حزب الله جنوب نهر الليطاني. ومن المقرر أن ينشر الجيش اللبناني ما بين 5000 و10000 جندي على طول الحدود. وسوف يتم زيادة قوات اليونيفيل، وربما بعض القوات، واستبدالها بقوات فرنسية وبريطانية وألمانية. وقد اتصلت إسرائيل بهذه الدول لمعرفة ما إذا كانت ستوافق.
أما العنصر الثاني فيتمثل في إنشاء آلية دولية للإشراف على المنطقة والنظر في ادعاءات أي من الجانبين بالانتهاك. وقال مسؤولون إسرائيليون إن الولايات المتحدة وافقت على أنه إذا انتهك حزب الله الاتفاق، على سبيل المثال ببناء تحصينات جنوب الليطاني، وفشل الجيش اللبناني أو قوات اليونيفيل في الرد السريع، فإن الجيش الإسرائيلي سيكون قادراً على اتخاذ إجراءات مطولة لإزالة التهديد.
أما العنصر الثالث في الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه فهو منع حزب الله من إعادة التسلح. وهذا يعني منع إدخال الوسائل العسكرية، التي سيتم تحديدها على أنها محظورة، عن طريق الجو أو البر أو البحر. وقد أعربت روسيا عن استعدادها للمساعدة في تنفيذ الاتفاق ومن المقرر أن تلعب دوراً في استقرار المنطقة في لبنان وسوريا. وقال مصدر أجنبي: "سيكون للروس دور خاص في منع المزيد من التصعيد".
وستتعامل إسرائيل مع الكرملين بشكل مباشر وهي مهتمة بالمشاركة الروسية، على أمل أن تساهم في تنفيذ الاتفاق وأيضا في تقليل اعتمادها على التدخل الأميركي.