بدأ العد التنازلي لانطلاق فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 المقرر افتتاحها يوم الخميس الموافق 23 يناير 2025، بحضور كبار المسؤولين، فيما يُفتح المعرض للجمهور بدءًا من الجمعة، 24 يناير 2025، ويستمر حتى 5 فبراير المقبل، وسط أنباء تشير إلى استبعاد عدد من دور النشر، فضلا عن ارتفاع الإيجارات بنسبة 40%، ما يحمل الناشرين المزيد من الأعباء.
رئيس اتحاد الناشرين: نطالب بتعظيم دور الناشرين في التنظيم
في البداية، انتقد فريد زهران رئيس اتحاد الناشرين، ضعف تمثيل الاتحاد في اللجنة الإدارية الخاصة بتنظيم المعرض، مشيرا إلى أن أعضاء اللجنة 15 عضوا، يرأسها رئيس الهيئة العامة للكتاب.
وقال زهران: "للأسف اتحاد الناشرين يمثله عضوا واحدا في لجنة تنظيم المعرض"، معقبا: "برغم ذلك نبذل قصارى جهدنا لدعم الجهة المنظمة في القيام بدورها، لأنها صاحبة القرار الأول والأخير في تنظيم المعرض".
وأكمل: "نتطلع في المستقبل لزيادة دور اتحاد الناشرين في تنظيم معرض الكتاب وتعظيم دورها، باعتبار أنه معرض يخص النشر والناشرين، وباعتبار أن الجهة المنظمة نفسها هي جهة نشر وهي عضو فاعل في الاتحاد نفسه".
وأضاف زهران، أن الاتحاد بجميع أعضائه سعداء بالمشاركة في تنظيم المعرض، ولكن كانوا يتمنوا المشاركة بشكل أكبر ودور أكثر فاعلية في التنظيم، لأن هذه المشاركة محدودة ونتطلع للمزيد.
عن دور اتحاد الناشرين في المعرض، أكد زهران، أن أبرز ما يقدمه الاتحاد للناشرين، هو الدعم والمساعدة لجميع من يرغبون في المشاركة، وهو مسؤلية الاتحاد بشكل رئيسي، قائلا: "نسعى دائما لمشاركة أكبر عدد من الناشرين، وتذليل العقبات أمامهم طوال الوقت، وهذا دور كبير يقوم به اتحاد الناشرين".
وأشار رئيس اتحاد الناشرين، إلى أن هناك عدة شكاوي كانت من ارتفاع أسعار الإيجارات والكتب والطباعة، مما يحمل الجميع تكاليف كبيرة، وهو ما دعا اتحاد الناشرين، لخوض مفاوضات مع الجهة المنظمة للوصول لأفضل العروض والأسعار التي تتناسب مع دعم عملية النشر، وقد تم خفض إيجار الأجنحة بالاتفاق مع الجهة المنظمة.
وعن استبعاد بعض دور النشر، نفي فريد زهران وجود أي استبعادات حتى الأن، مؤكدا أن القائمة النهائية لم تعلن بعد، وستعلن بعد إجراء قرعة علنية، متمنيا تعظيم تعاون الهيئة مع اتحاد الناشرين لتذليل العقبات أمام الكتاب والناشرين.
الروائي سامح فايز: قواعد صارمة لقبول أفضل دور نشر تليق بمعرض الكتاب
فيما قال الكاتب والروائي سامح فايز: هناك عملية إجرائية تتم من أجل المشاركة في المعرض، ولا تسير بالأهواء كما كان سابقا، وهناك قواعد ثابتة للاستبعادات، منها على سبيل المثال أن يكن لديك على الأقل 100 إصدار، ويجب أن تتأسس دار النشر قبل إقامة المعرض بعام كامل، ولديك سجل تجاري وبطاقة ضريبية وعضوية اتحاد الناشرين، ويجب أن تكون هذه الأمور مكتملة ومحدثة.
وأكمل سامح فايز، في البداية يجب أن تقدم طلب في هيئة الكتاب، ثم يأتي الرد عبر الإيميل رسميا، بعدها يتم إعلان عدد دور النشر المقبولة والمستوفية أوراقها، ثم تجرى قرعة تحدد الأماكن والمساحات، وهي قرعة معلنة تذاع عبر موقع الاتحاد.
وأكد أنه لا يوجد حاليا ما يسمى بالاستبعاد الأمني لدور نشر، مؤكدا أن الاستبعاد الأمني مرتبط فقط بقضايا الإرهاب لا غير، مشيرا إلى أن مرة واحدة فقط استبعدت دور نشر يسارية، وآنذاك لم تهدأ الأمور حتى عادت للمشاركة في المعرض، وهي دار نشر "كتب خان" وكانت موجودة في المعرض.
وأكمل فايز، إن مساحة المعرض الحالية صغيرة جدا ولا تصل لنصف مساحة المعرض في مدينة نصر، ولذلك يتم وضع قواعد صارمة لقبول أفضل دور النشر وتحقيق مستوى جيد يليق بمعرض الكتاب المصري العريق.
الناشر محمد طعيمة: الإيجارات زادت بنسبة 40%
وفي السياق، أكد الناشر د. محمد طعيمة، مالك دار "حابي" أن المعرض تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب، وهي المسؤلة عن تأجير مركز مصر للمعارض الدولية من الجهة المالكة، ثم تقوم بتقسيمه إلى "برتشانات" بمساحات مختلفة بالاتفاق مع اتحاد الكتاب والناشرين.
وأوضح طعيمة، أن تحديد الأسعار يتم بالتنسيق مع وزارة الثقافة، وهذا العام زادت الإيجارات بنسبة 40% عن العام الماضي، إذ وصلت مساحة 9 أمتار من 13 ألف جنيه، إلى 17 ألفا تقريبا، مشيرا إلى أن المساحات الكبيرة والتي تصل لـ 90 مترا، مخصصة لدر النشر الرسمية الكبرى مثل هيئة الكتاب.
وأكد طعيمة، أن أسعار الكتب هذا العام أيضا زادت بنسبة أكبر، لأن دور النشر تحمل التكلفة الزائدة على الإيجارات، والطباعة والورق، على سعر الكتاب، موضحا أن الزيادة قد تكون مؤثرة ولكن في النهاية تسعى دور النشر للتواجد والمشاركة بما لا يضر مصلحة الكتاب، ويخدم الثقافة ويشجع الجمهور على القراءة، من أجل استمرار عجلة الإنتاج.
عن شكل المعرض واختلافه في السنوات الأخيرة، قال طعيمة: "حقيقة المساحة في أرض المعارض كانت أكبر، وكان المكان قريب من الناس، هذا كان يتيح مشاركة أكبر من الجمهور، كما كانت الكتب أرخص كثيرا من الوقت الحالي".
وأضاف أن هيئة الكتاب تعمل حاليا بكل طاقتها من أجل الجمهور، إذ وضعت سعر التذكرة 5 جنيهات للجمهور، وهو مبلغ مناسب جدا لكل الفئات، كما تتعاون مع هيئة النقل العام لتوفير انتقالات للمعرض بأسعار جيدة، كما توفر وسائل ترفيه مثل السيرك والمسرح وحفلات غنائية وغيرها.
ووجه طعيمة رسالة للجمهور، متمنيا المشاركة والتواجد، مشيرا إلى أن الثقافة والعلم من ضمن الأولويات، كما طالب بعودة الندوات الكبرى لنجوم الفن والثقافة لجذب الجمهور.
وفي سياق السطور الآتية نستعرض ضوابط الناشرين:
يشترط تسجيل الناشر في اتحاد الناشرين العرب أو الإقليمي مع تقديم إثبات عضوية.
للمكتبات كـ"سور الأزبكية"، يجب تقديم إثبات تسجيل من جمعياتهم.
يجب أن تشكل الكتب الحديثة نسبة 25% من المعروضات.
يُسمح بعرض كتب دور نشر أخرى بتوكيلات رسمية.
الناشر مسؤول قانونيًا عن أي مخالفات تتعلق بحقوق الملكية الفكرية.
الالتزام بالقوانين المصرية والمبادئ الفكرية والإبداعية.
و توفر محافظة القاهرة خطوط نقل مباشرة للزوار من الميادين الكبرى إلى مركز مصر للمعارض الدولية، مع إلزام الناشرين بتسليم الأجنحة في حالتها الأصلية بعد المعرض.
وكان وزير الثقافة، الدكتور أحمد هنو، التقى مع قيادات اتحاد الكتاب ورؤساء النقابات لمناقشة دور المؤسسات الثقافية في دعم الكتاب والنشر خلال فعاليات المعرض.