تعتبر الأنشطة الثقافية والفنية التي تُنظّم في المتاحف جزءًا أساسيًا من استراتيجيات التوعية والتثقيف المجتمعي، حيث يسهم ذلك في تعزيز الهوية الثقافية والحفاظ على التراث،في هذا الإطار، تم تنظيم عدد من الفعاليات بالتعاون بين قطاعي المتاحف وحفظ وتسجيل الآثار في مختلف المدن المصرية، حيث تندرج تلك الأنشطة تحت مبادرة رئاسية تتمثل في “بداية جديدة لبناء الإنسان”،يسعى هذا المشروع إلى تعزيز الوعي الثقافي بين مختلف الشرائح المجتمعية، وخاصة الطلاب والشباب، من خلال الورش التعليمية والمعارض التفاعلية التي تحفز الإبداع وتنمي المهارات.
ورش عمل ومعارض بمحافظة القاهرة
تم تنظيم ورش عمل متعددة في قصر البارون بحي مصر الجديدة، حيث انطلقت فعاليات تتعلق بصناعة الورق وإعادة تدويره، بالإضافة إلى فن التغليف القبطي، والتي استهدفت طلاب المرحلة الإعدادية والنساء في المجتمع،كما تم تنظيم معرض صديق للبيئة بالتزامن مع هذه الورش، مما سمح للمشاركين بتطبيق المعلومات المكتسبة في بيئة عملية.
وفي متحف ركن فاروق بحلوان، تم تنفيذ جولة إرشادية للطلاب، حيث تم تعريفهم بتاريخ المتحف واستعراض محتوياته الفريدة،كما نظمت ورشة عمل فنية لابتكار أشكال جديدة من العلب والزجاجات، مما يساهم في تعزيز مفهوم إعادة التدوير والفنون التطبيقية.
كما أقام متحف قصر الأمير محمد علي بالمنيل معرضًا للصور الفوتوغرافية التي تعكس تاريخ الأسرة العلوية، حيث تم إعداد هذه الصور من قبل ذوي الهمم خلال نشاط صيفي، مما يزيد من وعي المجتمع حول أهمية هذه الشخصيات التاريخية.
على صعيد آخر، نظم متحف جاير أندرسون مجموعة من ورش العمل للتدريب على الفنون التراثية،أما متحف الفن الإسلامي، فقد أطلق عددًا من الجولات الإرشادية للطلاب وقاموا برسم اسكتشات لأهم المعروضات، مما يعزز الإبداع والابتكار في الفنون،وبالإضافة إلى ذلك، أقيمت فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية في المتحف القبطي، حيث تضمنت جولات إرشادية ومحاضرات تثقيفية.
ورش عمل ومعارض بمحافظة الفيوم
نظمت منطقة آثار الفيوم جولات إرشادية وندوات توعوية داخل المدارس، حيث تناولت هذه الندوات تاريخ الكتابة وأدواتها في الحضارة المصرية القديمة، بالإضافة إلى معالم الفيوم الأثرية الغنية،تم تصميم هذه الأنشطة بهدف رفع مستوى الوعي بين الطلاب وتعزيز اهتمامهم بالتاريخ المهم لهذه المنطقة.
أما في متحف كوم أوشيم، فقد تم إقامة ورشة عمل حول فنون بورتريهات الفيوم لطلاب كلية الفنون الجميلة، مما يتيح لهم الفرصة للتفاعل مع جوانب فنية وتراثية فريدة.
ورش عمل ومعارض بمحافظة البحيرة
بالتعاون مع متحف رشيد الوطني، نظمت منطقة آثار البحيرة ورشة عمل تعكس الحضارة المصرية، حيث تم تقديم ندوات توعوية عن المواقع الأثرية في محافظة البحيرة،كما تم تسليط الضوء على اللغة المصرية القديمة وعلومها، مما يغذي اهتمام الطلاب بحضارتهم.
وعلى هامش ذكرى اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، نظم متحف رشيد معرضاً يُبرز إنجازات ورش العمل التعليمية المقدمة للطلاب، مما يعكس التفاعل الإيجابي بين التعليم والتاريخ.
ورش عمل ومعارض بمحافظة الشرقية
نظمت منطقة آثار الشرقية مجموعة من المحاضرات والندوات في مختلف المدارس حول الحضارة المصرية وإبداعاتها،شملت الفعاليات جولات إرشادية في تل بسطة، حيث تم تعريف الطلاب بأهمية الموقع التاريخي وأحداثه الرئيسة.
كما أقام متحف تل بسطة محاضرة استعرضت تفاصيل اكتشاف مقبرة الملك توت وما تحتويه من كنوز أثرية، الأمر الذي يعزز من فهم الطلاب للأهمية التاريخية للآثار المصرية.
ورش عمل ومعارض بمحافظة المنيا
شهدت منطقة آثار المنيا جولة إرشادية لطلاب المسابقة الفنية للصم والتربية الفكرية، حيث تم عرض تاريخ آثار بني حسن وعرض النقوش والمناظر الفنية المتنوعة، مما يساعد الطلاب على فهم التراث الثقافي بشكل أفضل.
ورش عمل ومعارض بمحافظة دمياط
نظمت منطقة آثار دمياط محاضرات توعوية تتعلق بالآثار المصرية والإسلامية،تم التعاون مع مكتبة دمياط العامة لتنظيم محاضرة تناولت مظاهر الحياة الاجتماعية في الحضارة المصرية القديمة، مما يساهم في إثراء فكر الطلاب.
إضافة إلى ذلك، أطلق متحف طنطا القومي معرض الفن التشكيلي الثالث بمشاركة طلاب من جامعة طنطا، وهو ما يشجع الفنون المعاصرة بين الشباب،كما تم تنظيم ورشة عمل بمتحف شرم الشيخ حول التوعية بمشكلة التنمر، إضافة إلى ندوات حول تاريخ الإسكندرية في العصر اليوناني.
تجسد هذه الفعاليات الثقافية والفنية رؤية متكاملة لتعزيز الوعي التاريخي والفني بين الأجيال الجديدة،من خلال هذه الأنشطة، يتمكن الأفراد من فهم قيم ثقافتهم وإرثهم والارتباط بتاريخه، مما يسهم في بناء مجتمع واعٍ،إن استمرار هذه المبادرات يعكس التزام الجهات المحلية في تقديم برامج تعليمية فريدة، تساهم في نشر الوعي الثقافي وتعزيز الانتماء الوطني.
