جريمة كفر الروك.. في جلسة عُقدت اليوم، قررت الدائرة الثانية الاستئنافية بـمحكمة المنصورة تخفيف حكم الإعدام الصادر بحق المتهمة بقتل ابنها في قرية كفر الروك بمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، إلى السجن المؤبد.
جاء ذلك بعدما استأنفت المتهمة الحكم الصادر ضدها في قضية قتل ابنها "مصطفى"، الذي توفي نتيجة خنقه بواسطة وسادة وإيشارب.
تفاصيل جريمة كفر الروك
ترأس الجلسة المستشار مجدي على قاسم، وشارك فيها المستشارون وائل صفوت راشد، محيي الدين محمد الكناني، وأحمد عز الدين عواض، بينما كانت السكرتارية تحت إشراف شعبان شمس الدين خفاجة. المحكمة ناقشت تفاصيل القضية في الجلسة رقم 23556 لسنة 2023 جنايات السنبلاوين، والمقيدة برقم 2400 لسنة 2023 كلي جنوب المنصورة.
في يوم 9 أغسطس 2023، ارتكبت المتهمة إسراء (أ. ع. م) جريمة قتل عمد بحق ابنها مصطفى، البالغ من العمر 6 سنوات، في منزلها الكائن في قرية كفر الروك بمركز السنبلاوين. حيث قامت المتهمة، أثناء نوم ابنها، بكتم أنفاسه عن طريق وضع وسادة على وجهه وإحكام قبضتها حول عنقه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. وقد ثبت من تقرير الطب الشرعي أن الطفل توفي نتيجة إسفكسيا الخنق، وهو ما أدى إلى توقف التنفس وهبوط حاد في الدورة الدموية.
دوافع الجريمة
خلال محاكمتها، كشفت المتهمة عن تفاصيل حياتها الشخصية، حيث قالت إنها تعرضت لضغوط نفسية شديدة من أسرة زوجها، الذين كانوا يتهمونها بالتورط في علاقات مشبوهة مع رجال، ويشهرون بها على وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضحت أنها تعرضت للإهانة والتعدي بالضرب من قبل أسرة زوجها، ما دفعها إلى ترك منزل الزوجية. رغم ذلك، أكدت أنها كانت تحرص على الحفاظ على علاقتها بابنها، وكان الحب يربطها به.
وأشارت المتهمة إلى أن الظروف النفسية الصعبة التي مرت بها بسبب الخلافات المستمرة مع زوجها، وإيمانه بكلام أهله عنها، جعلتها تشعر بالعذاب. وأكدت أنها لم تكن تدرك تصرفاتها لحظة ارتكاب الجريمة، قائلة: "لحد دلوقتي مش مستوعبة إني قتلت ضنايا، دا بسبب الضغوط اللي تعرضت ليها، ومحستش بنفسي وأنا بكتم نفسه".
حكم المحكمة الأولي واستئنافها
كانت محكمة جنايات المنصورة قد قضت في وقت سابق بإعدام المتهمة، بعد موافقة مفتي الجمهورية على الحكم، بناءً على اعترافاتها التي ذكرت فيها تفاصيل الجريمة. حيث أكدت التحقيقات أنها قد عقدت العزم على قتل ابنها، وأعدت لذلك غطاء رأس استخدمته في تنفيذ جريمتها.
ومع ذلك، استأنفت المتهمة الحكم، وبناءً على ذلك، نظرت المحكمة الاستئنافية في القضية اليوم، حيث قررت قبول الاستئناف شكلاً وموضوعاً، وتخفيف الحكم من الإعدام إلى السجن المؤبد.
شهادات الأسرة والتحقيقات في جريمة كفر الروك
شهادة شقيقة المتهمة، لمياء (أ. ع. ال)، كانت أحد العناصر المهمة في القضية. حيث أكدت أن المتهمة استغلت غفوة ابنها وقامت بتطبيق غطاء رأسها حول عنقه ثم وضعت وسادة على وجهه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. كما أعزت شقيقة المتهمة الجريمة إلى الخلافات الزوجية، معتبرةً أن المتهمة لم تكن في وعيها بسبب الضغوط النفسية.
كما أدلى والد الطفل المجني عليه بشهادته، حيث أكد أن زوجته هي من أزهقت روح نجله عمدًا نتيجة الخلافات مع أهلها وأسرته، بسبب ما وصفه بسوء سلوكها وعلاقاتها المحرمة.
في المقابل، أكدت تحريات الرائد محمد أحمد الهلالي، رئيس مباحث مركز شرطة السنبلاوين، صحة الواقعة كما شهد بها جميع الأطراف. حيث أشار إلى أن المتهمة عقدت العزم على قتل ابنها بسبب الخلافات مع أسرة زوجها، وكانت تدرك مسبقًا أنها ستحقق هدفها.
التقرير الطبي للطفل
وأظهر تقرير الطب الشرعي أن الطفل توفي بسبب "إسفكسيا" الخنق نتيجة الضغط على عنقه بواسطة غطاء رأس، إضافة إلى وجود خدوش ظفرية على العنق، مما يشير إلى محاولة الطفل المقاومة. وأوضح التقرير أن الوفاة تسببت في فشل التنفس وهبوط حاد في الدورة الدموية.
قبول استئناف المتهمة بقتل ابنها في الدقهلية
بناءً على ملابسات القضية والشهادات المقدمة، قررت محكمة الاستئناف تخفيف الحكم من الإعدام إلى السجن المؤبد، وهو ما يمثل عقوبة شديدة للمتهمة في هذه الجريمة المأساوية.
تابع أحدث الأخبار عبر