أعلنت المملكة العربية السعودية عن افتتاح جزيرة سندالة، التي تُعد أولى مراحل مشروع "نيوم" الطموح، في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة على خريطة السياحة الفاخرة العالمية. تمتد الجزيرة على مساحة 840,000 متر مربع، وتستهدف استقطاب 2,400 زائر يوميًا بحلول عام 2028.
تتمتع الجزيرة بموقع استراتيجي في البحر الأحمر، وتشمل مرسى بحريًا متطورًا يتسع لـ 86 رصيفًا. كما أعلنت شركة نيوم أن الجزيرة ستفتتح قريبًا موسمًا جديدًا للإبحار، مما يعكس رؤية مستقبلية لتحويل المملكة إلى مركز سياحي عالمي.
نيوم: مشروع طموح في ظل تحديات محلية ودولية
تُعد جزيرة سندالة جزءًا من مشروع "نيوم" الضخم، الذي تبلغ قيمته 500 مليار دولار، ويهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على النفط، في إطار رؤية المملكة 2030. يشمل مشروع نيوم إنشاء عشر مدن مستقبلية تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، مع تطوير بنية تحتية رقمية وبيئية حديثة.
إلى جانب سندالة، تحظى مدينة "ذي لاين" باهتمام عالمي، كونها مدينة خطية مبتكرة تتكون من ناطحتي سحاب متوازيتين بارتفاع 500 متر. ومع ذلك، تواجه هذه المشاريع انتقادات تتعلق بإمكانية تنفيذها في ظل التحديات البيئية والمالية، إضافة إلى الجدل حول تهجير المجتمعات المحلية.
الجدل حول نيوم وسندالة: إشادات وانتقادات
أثار افتتاح سندالة ردود فعل متباينة على منصات التواصل الاجتماعي. بعض المستخدمين اعتبروا هذه الخطوة دليلاً على جدية المملكة في تنفيذ مشاريعها الطموحة. وقد وصف أحد الحسابات الجزيرة بأنها تجمع بين "البحر والجمال والفخامة"، معتبرًا الافتتاح ثمرة جديدة لمشاريع رؤية 2030.
في المقابل، انتقد آخرون تركيز المشروع على السياحة الفاخرة واستهداف الطبقات العليا من المجتمع، معتبرين أن الجزيرة لا تخدم عامة المواطنين. كما أشار آخرون إلى التهجير القسري لبعض القرى المحيطة بموقع نيوم، مما أثار انتقادات بشأن الأثر الاجتماعي للمشروع.
إعادة تقييم مشروع نيوم: بين الطموح والواقع
في الأشهر الأخيرة، ظهرت تقارير تفيد بأن الحكومة السعودية قد تُجري مراجعة وتعديل لخطط مشروع نيوم، لتحديد أولويات التنفيذ وتخفيف الأعباء المالية. رغم ذلك، يستمر العمل على مشروعات جيجا أخرى تشمل مدنًا ترفيهية على مشارف الرياض ومنتجعات فاخرة على جزر البحر الأحمر.
رغم التحديات التي يواجهها مشروع نيوم، يُنظر إلى افتتاح جزيرة سندالة كخطوة مهمة نحو تعزيز رؤية السعودية 2030. تسعى المملكة من خلال هذه المشروعات إلى إعادة تعريف السياحة الإقليمية والدولية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتحقيق ازدهار اقتصادي ينعكس على مختلف القطاعات.
