أكدت مصادر في الكرملين مساء الأحد وصول الرئيس السوري السابق بشار الأسد وأفراد عائلته إلى موسكو، حيث حصلوا على حق اللجوء بناءً على اعتبارات إنسانية. الخطوة تأتي بعد إعلان الأسد التخلي عن منصبه والموافقة على انتقال سلمي للسلطة عقب مفاوضات مع أطراف النزاع في البلاد.
وصول الأسد إلى موسكو وحق اللجوء
أكد مصدر في الكرملين لوكالة "تاس" الروسية أن بشار الأسد، الرئيس السوري السابق، برفقة أفراد عائلته، وصلوا إلى العاصمة الروسية موسكو. وصرح المصدر بأن "منح اللجوء للأسد وأسرته تم بناءً على اعتبارات إنسانية".
إعلان التخلي عن السلطة: خلفية القرار
أعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان سابق يوم الأحد، أن الأسد قرر مغادرة سوريا وتسليم السلطة بشكل سلمي. وجاء القرار بعد مفاوضات بين النظام وأطراف النزاع السوري.
ورغم تأكيد الوزارة أنها لم تشارك مباشرة في هذه المفاوضات، إلا أنها أشارت إلى استمرار تواصلها مع جميع الفصائل المعارضة في سوريا لضمان تنفيذ عملية الانتقال السياسي.
الدور الروسي في المشهد السوري
لطالما كانت روسيا الحليف الأساسي لنظام بشار الأسد خلال سنوات الحرب السورية، حيث دعمت موسكو النظام عسكريًا وسياسيًا على الساحة الدولية. إلا أن موافقة الأسد على مغادرة البلاد تشير إلى تغير في الموقف الروسي، وربما استعدادها لدعم مرحلة انتقالية جديدة تتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي يدعو إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية.
ردود الفعل الدولية والدعوات للحوار
في بيانها، دعت الخارجية الروسية إلى نبذ العنف والعمل على حل القضايا السياسية في سوريا من خلال الحوار الوطني. وأكدت ضرورة الالتزام بمسار سياسي يحقق مصالح جميع الأطراف ويضمن وحدة واستقرار سوريا.
من جانبه، رحبت بعض الفصائل المعارضة بخطوة مغادرة الأسد واعتبرتها انتصارًا للثورة السورية، في حين دعا مراقبون دوليون إلى تقديم ضمانات لحماية المدنيين وضمان استقرار البلاد خلال المرحلة الانتقالية.
مستقبل سوريا في مرحلة ما بعد الأسد
مع مغادرة الأسد واستعداده لبدء حياة جديدة في روسيا، تفتح سوريا صفحة جديدة في تاريخها. المرحلة المقبلة ستشهد تحديات كبيرة تتعلق بإعادة بناء الدولة، تحقيق العدالة الانتقالية، وضمان تمثيل كافة مكونات الشعب السوري في نظام الحكم الجديد.