أصدرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، بيانًا يدين بشدة إقرار البرلمان الإسرائيلي "الكنيسيت" لمشروع قانون يحظر أنشطتها في إسرائيل والقدس الشرقية، ووصفت الخطوة بأنها "مشينة".
أكدت المتحدثة باسم الأونروا، جولييت توما، أن قرارًا كهذا يعتبر تهديدًا كبيرًا للعملية الإنسانية في غزة وعدة مناطق في الضفة الغربية، موضحة أن "تنفيذ القرار سيكون كارثيًا" حيث تعتمد الوكالة بشكل رئيسي على تقديم الغذاء، المأوى، والرعاية الصحية لأكثر من مليوني لاجئ فلسطيني في غزة.
من جانبه، حذّر عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي للأونروا، من أن تنفيذ القرار سيؤدي لانهيار منظومة الإغاثة بالكامل في الأراضي الفلسطينية.
قلق من حظر أنشطة الوكالة
وأعرب المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، عن قلقه من أن حظر أنشطة الوكالة لن يؤدي إلا لتعميق معاناة الفلسطينيين، خاصة في ظل الوضع الإنساني المتدهور في غزة.
سلسلة من الانتقادات الإسرائيلية للأونروا
وأضاف أن القانون الذي تم إقراره في البرلمان الإسرائيلي بغالبية 92 صوتًا مقابل 10 أصوات معارضة جاء بعد سلسلة من الانتقادات الإسرائيلية للأونروا، والتي اشتدت منذ بداية الحرب على غزة عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر من العام السابق، كما قوبل القرار بمعارضة شديدة من الولايات المتحدة، التي عبرت عن قلقها من تأثير هذا الحظر على الفلسطينيين في القدس الشرقية وغزة.
منع وصول المساعدات الحيوية إلى شمال قطاع غزة
اتهم فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إسرائيل بمنع وصول المساعدات الحيوية إلى شمال قطاع غزة، وذلك في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل خطير. وأكد لازاريني عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) أن إسرائيل تمنع دخول الغذاء والدواء للمدنيين المحاصرين، مما يزيد من معاناة السكان.
وقال المفوض الأممي: "المستشفيات أصبحت غير قادرة على علاج المصابين بسبب انقطاع الكهرباء"، ما تسبب في توقف العديد من الخدمات الطبية الأساسية، بينما يعاني مئات النازحين في مراكز الإيواء التابعة للأونروا من ازدحام شديد اضطر بعضهم للإقامة في المراحيض.
إسرائيل تنفي الاتهامات وتؤكد استمرار تدفق المساعدات
على الجانب الآخر، نفت إسرائيل هذه الاتهامات، معتبرة أن تصريحات الأونروا "غير صحيحة". وذكر مكتب تنسيق الأنشطة الحكومية في الأراضي الفلسطينية (COGAT) أن 26 ألف شاحنة محملة بأكثر من 500 ألف طن من المساعدات دخلت غزة منذ مايو 2024، مؤكدًا أن المعابر الثلاثة تعمل بكامل طاقتها لإدخال المساعدات. وأوضح المكتب في تغريدة على "إكس": "ما قيل عن منع المساعدات كذبة واضحة، وأنت تعرف ذلك يا سام روز" في إشارة إلى نائب مدير الأونروا بغزة.
ضغوط دولية على إسرائيل لتسهيل المساعدات
في خضم هذا التوتر، أفادت تقارير بأن الولايات المتحدة أعطت إسرائيل مهلة 30 يومًا لتحسين تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، محذرة من أن استمرار العراقيل قد يؤثر على شحنات الأسلحة الأميركية لإسرائيل.
وتأتي هذه الضغوط في وقت يعاني فيه القطاع من نقص حاد في الغذاء والمستلزمات الطبية، مما يفاقم الأزمة الإنسانية. وتشدد المنظمات الدولية على ضرورة فتح ممرات آمنة لتسهيل دخول الإمدادات بشكل فوري، مؤكدة أن المساعدات الإنسانية لا يجب أن تُستخدم أداة لتحقيق أهداف عسكرية أو سياسية.