أعلنت فصائل المعارضة السورية المسلحة، فجر السبت، سيطرتها الكاملة على مدينة درعا، في خطوة وُصفت بأنها الأكثر أهمية منذ بداية التصعيد الأخير في البلاد. هذا الإنجاز جاء بعد انسحاب القوات السورية من الحواجز والمقرات العسكرية في المدينة، في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا ميدانيًا متسارعًا.
مصادر محلية أكدت أن المعارضة تمكنت أيضًا من السيطرة على مدن وبلدات أخرى في محافظة درعا، من بينها بصر الحرير ونوى وإنخل ومحجة. وقد دعت فصائل المعارضة الجيش السوري وأجهزته الأمنية في درعا إلى الانشقاق الفوري، في محاولة لتقويض قوة النظام في المحافظة.
تطورات السويداء: السيطرة على مبنى الشرطة والسجن المركزي
في تطور آخر، أعلنت تنظيمات مسلحة محلية الجمعة عن سيطرتها على مبنى قيادة الشرطة في مدينة السويداء. كما تمكنت من اقتحام السجن المركزي في المدينة، حيث أطلقت سراح جميع السجناء المحتجزين فيه.
ويشير هذا الحدث إلى تصعيد خطير في منطقة السويداء، التي طالما اعتُبرت منطقة شبه مستقرة مقارنة بمناطق أخرى في سوريا.
التصعيد العسكري: اقتراب المعارضة من دمشق؟
مع تقدم فصائل المعارضة في محافظة درعا وسيطرتها على مواقع استراتيجية، يتزايد الحديث عن اقتراب هذه الفصائل من العاصمة دمشق.
ويرى مراقبون أن السيطرة على درعا قد تفتح الطريق أمام فصائل المعارضة للوصول إلى دمشق، ما يشكل تهديدًا كبيرًا للنظام السوري.
وفي هذا السياق، صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن التطورات الأخيرة تشير إلى تغيرات ميدانية قد تؤدي إلى إعادة تشكيل المشهد العسكري والسياسي في سوريا.
التوترات الأمنية والتداعيات الإقليمية
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه سوريا تصعيدًا عسكريًا وأمنيًا غير مسبوق. وترافق ذلك مع زيادة التوترات بين القوى الإقليمية والدولية المنخرطة في الصراع.
ويعتقد خبراء أن السيطرة على درعا، إلى جانب التقدم في السويداء، ستؤثر بشكل كبير على ديناميكيات الصراع، مما يفرض ضغوطًا على المجتمع الدولي لإعادة تقييم مواقفه تجاه الأزمة السورية.