يتجه استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات لنمو سريع خلال العقد الجاري (2030)، جراء التقدم في معدّات تقنيات المعلومات إلى جانب التوسع وزيادة الاستثمارات في هذه الصناعة.
ومن المرجّح ارتفاع إجمالي الطلب العالمي على الكهرباء في جميع القطاعات بنحو 6.760 ألف تيراواط/ساعة بحلول 2030، ما يعادل استهلاك الكهرباء في الاتحاد الأوروبي وأميركا معًا في 2023.
وتشير التقديرات إلى أن استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات قد يمثّل أقل من 10% من إجمالي النمو المتوقع في الطلب على الكهرباء عالميًا بحلول نهاية العقد الحالي، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ويُلاحَظ مدى النمو السريع للطلب على الكهرباء في مراكز البيانات خلال السنوات الـ6 المقبلة، بالنظر إلى أنه في 2022 كان حجم الطلب على الكهرباء داخل القطاع يتراوح بين 1% - 1.3% من الإجمالي العالمي (باستثناء شبكات البيانات وأنشطة العملات المشفرة)، ما يعادل 240 إلى 340 تيراواط/ساعة.
نمو حصة استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات
في الوقت الحالي، يُمثّل استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات سنويًا نحو 50% من الطلب من أجهزة تقنيات المعلومات المنزلية (مثل أجهزة الحاسوب والهواتف وأجهزة التلفاز)، بحسب تقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية.
وبحلول 2030، من المرجّح أن تعادل حصة مراكز البيانات من النمو العالمي في الطلب على الكهرباء زيادة الاستهلاك في قطاع تحلية المياه، وأقل من ثلث نمو الطلب بقطاعات السيارات الكهربائية وتبريد المباني، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويُعزى الارتفاع المتوقع في الطلب على الكهرباء إلى التوسع في كهربة قطاع النقل وزيادة الأنشطة الصناعية وعمليات التدفئة، والطلب المتزايد على مراكز البيانات وأجهزة التبريد.
كما يرى التقرير أن 80% من نمو الطلب على الكهرباء العالمي خلال السنوات الـ6 المقبلة سيكون في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية.
مراكز البيانات والضغط على شبكات الكهرباء المحلية
رغم حصّته الضئيلة المتوقعة في نمو الطلب العالمي على الكهرباء بحلول 2030، إلّا أن استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات قد يُشكّل ضغطًا على الشبكات المحلية، ما يمثّل تحديًا كبيرًا مع تصاعد الطلب.
في الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، تمثّل مراكز البيانات حاليًا نحو 2%-4% من إجمالي استهلاك الكهرباء.
ومع ذلك، نظرًا لتركيز مواقعها؛ يمكن أن تكون تأثيرات مراكز البيانات في البنية التحتية المحلية لشبكات الكهرباء كبيرة جدًا.
فقد تجاوز استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات في العديد من الولايات الأميركية نسبة 10% من إجمالي الاستهلاك، بينما ارتفعت هذه النسبة في أيرلندا إلى أكثر من 20%.
انتشار مراكز البيانات
في 2024، كان هناك أكثر من 11 ألف مركز بيانات مُسجل في جميع أنحاء العالم، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبين عامي 2010 و2020، زاد عدد الخوادم المثبتة بنسبة 4% تقريبًا سنويًا، ومع ذلك استقر إجمالي استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات إلى حدّ كبير.
ويمكن أن يُعزى هذا الاستقرار إلى تحسين كفاءة الاستهلاك في أنظمة التبريد وتوحيد متطلبات العمل في مراكز بيانات أكبر وأكثر كفاءة.
ومع ذلك، بدأ استهلاك الكهرباء في السنوات القليلة الماضية في الزيادة، حيث فاق الطلب المتزايد على خدمات مراكز البيانات تحسينات الكفاءة.
وبالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن تتضاعف سعة الخوادم العالمية بحلول 2030 مدفوعة بالطلب المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وخدمات مراكز البيانات التقليدية.
وفي حين إن الذكاء الاصطناعي يمثّل حاليًا جزءًا متواضعًا من استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات، فإنه يبرز بصفته قوة دافعة جديدة لنمو الطلب.
ازدهار الاستثمار في قطاع مراكز البيانات
على مدار السنوات الـ5 الماضية، شهد الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية لمراكز البيانات نموًا سريعًا.
وخصّص رأس المال المُخاطر العالمي أكثر من 225 مليار دولار للشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، متجاوزًا 143 مليار دولار قيمة استثمارات الطاقة النظيفة من هذه الشركات، خلال المدة الزمنية نفسها.
وفي 2023، استثمرت شركات التقنية الأميركية الكبرى، مثل ألفابت وميتا وأمازون ومايكروسوفت، نحو 150 مليار دولار، أي أكثر من ضعف مستويات الانفاق عام 2019، وما يعادل 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي الأميركي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..