آراء حرة
الإثنين 28/أكتوبر/2024 - 09:49 م
إحنا كمصريين، كان لينا طبيعة خاصة وارثينها من أجدادنا المصريين القدماء، وهي التصالح مع المختلف في العقيدة أو اللون أو الجنسية.. مصر تعايش فيها اليهودي والمسيحي والمسلم مع بعض وبيشتغلوا مع بعض ومنهم فنانين عظماء مثلوا وغنوا ولحنوا وتجار لسه أسامي محلاتهم موجودة لدلوقتى.
أنا من الجيل اللي وهو صغير في بيته ماسمعتش كلمة عقيقة كانوا بيقولوا سبوع ونغنى "برجالاتك".. والست العظيمة الوقورة جدتي وقريناتها كانت بتقول جوزي مش زوجي.
لما كنا بنرد علي التليفون كنا بنقول: "آلو مساء الخير" ماكناش بنقول "أيوه السلام عليكو".. وكان عادي لو حد قال لحد أنا بحبك ماكانش بيقول أنا أحبك في الله.. كنا لما بندعي دعوة حلوة ما بنخصش بيها المسلمين أو البلاد الإسلامية.. كنا بندعي بالخير للكل.
فجأة، اتغيرنا ومفرداتنا اللغوية اتغيرت وظهرت حاله عجيبة وسخيفة فيها مرض كراهية ورفض الآخر.. وابتدي بعض الناس يتعاملوا بمظهر التدين مش جوهره، والمصيبة إن في ناس كمان بقت بتقيم بالمظهر مش الجوهر وبقوا منصبين نفسهم حاملين الحقيقة وصكوك الإيمان ومالكين لمفاتيح الجنة والنار وأسهل حاجة لو اختلفوا مع حد يكفروه في كثير من الأحيان أصبحت المسائل دى عدة للاحتيال بيخدعوا بيها علي السذج وقليلي الثقافة والمعرفة والتعليم وابتدينا مع الوقت نفقد تميزنا كشعب ودود ومحب وكريم ومسالم بطبعه.. أنا بقيت "بخاف مننا" و"بخاف علينا مننا".. علشان كده نفسي نقرا تاريخنا ونحترمه ونصالح مصريتنا ومانخليش الأفكار الغريبة تاكل في جدر هويتنا وتقضي علينا.. أي بلد في الدنيا فيها مباني وشوارع ممكن تكون حلوة وأحلي كتير من مبانينا وشوارعنا بس جمال بلدنا إن كل شبر فيها مليان تراث بيعبر عن أننا تقبلنا ثقافات مختلفة ومصرناها مش بس في مبانينا ومعمارنا لكن ده حتي في أكلاتنا.. وكمان أي أجنبي كان بيزور مصر منذ الأذل كان بيتكلم عن طبيعة الشعب المصري الطيب الجدع الوسطي الودود الكريم المضياف البشوش الساخر المحب والقابل للمختلف.. إحنا فعلاً محتاجين نصالح مصر ونرجع لطبيعتنا الخاصة وتميزنا ونقول بفخر "مصر جاءت أولاً ثم جاء التاريخ".